تبدأ اليوم بأبو ظبي، القمة الثالثة عشرة ل "المجلس العالمي للسفر والسياحة"، التي تستضيفها "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة"، و"الاتحاد للطيران"، بمشاركة أكثر من ألف من أقطاب صناعة السياحة الدولية، وسيتم خلال جلساتها التي تستمر يومين، بحث القضايا والتحديات الراهنة التي تواجه السياحة العالمية والإقليمية. السياحة الإماراتية توقع "مجلس السفر والسياحة العالمي" أن تستقبل الإمارات نحو 11 مليون سائح دولي خلال عام 2013، وأن يبلغ إجمالي إنفاقهم 127.1 مليار درهم، مقارنة ب 121.1 مليار درهم العام الماضي، بنمو 4.9 %. وتوقع المجلس في تقرير حديث له أن تستقطب الإمارات 25.8 مليون سائح بحلول عام 2023، بإجمالي إنفاق قدره 207.1 مليارات درهم، بمتوسط نمو سنوي يتجاوز 5 %، مشيراً إلى أن القطاع السياحي يقدم واحدة من كل 9 وظائف متاحة في الدولة، متجاوزاً المتوسط العالمي، وهو وظيفة من كل 11 وظيفة، وبلغ عدد الوظائف التي وفرها أو دعمها القطاع في الإمارات 383.5 ألف وظيفة خلال العام الماضي، يتوقع أن ترتفع إلى 393.5 ألف وظيفة بنهاية العام الحالي، بنمو يبلغ 2.6 %، فيما لا يتجاوز متوسط النمو العالمي 1.7 %. محاور وتغطي مناقشات جلسات القمة العالمية، محاور متعددة، أبرزها الخطوات الواجب على صناعة السياحة اتخاذها لضمان التأثير الإيجابي لأنشطتها في البيئتيّن الطبيعية والثقافية، وتعزيز قدرتها على تطوير واستقطاب أفضل الكوادر، بالتزامن مع نمو خدمات السفر والسياحة، وتنشيط طلب المسافرين على المنتجات المستدامة، إلى جانب تبني تقنيات مبتكرة لإيجاد حلول لمواجهة التحديات المستقبلية. وتضم قائمة المتحدثين شخصيات عامة ورسمية مهمة، منها بيل كلينتون الرئيس الأميركي ال 42، ومؤسس منظمة «ويليام جيه كلينتون»، الذي يلقي الكلمة الرئيسة، وداريل هانا الناشطة والممثلة الأميركية، والسير جوناثان بوريت الناشط البيئي، وديفيد دي روتشيلد المغامر والناشط البيئي، ولورا تيرنر سيدال رئيسة مؤسسة بلانيت وكوستاس كريست رئيس لجنة تحكيم جوائز «السياحة من أجل الغد»، والدكتور كريستوفر ويبر الرئيس التنفيذي لشركة جاترو. جوائز ويُقدم "المجلس العالمي للسفر والسياحة" خلال المؤتمر، جوائز "السياحة من أجل الغد"، التي تُكرم أفضل الممارسات المستدامة في هذا القطاع، وتضم الجوائز أربع فئات، تشمل عمليات السياحة العالمية، والحماية، والعوائد الاجتماعية، وإدارة الوجهات السياحية، وتختار الفائزين بها لجنة تحكيم مستقلة، تضم عدداً من أهم خبراء التنمية المستدامة، وفقاً لمراحل ومعايير دقيقة، بما فيها زيارات ميدانية للوجهات السياحية. وأشار ديفيد سكوسيل الرئيس والمدير التنفيذي ل "المجلس العالمي للسفر والسياحة"، إلى أهمية هذه الجوائز بالنسبة لرؤية المجلس، في ضوء التحديات المتصاعدة التي تواجهها الموارد الطبيعية والثقافية، موضحاً أنها تتيح المجال لتسلِّيط الضوء على إنجازات أبرز النماذج الريادية في مجال السياحة المسؤولة، وتعزيز أطر الشراكة معها، إلى جانب التعريف بأفضل الممارسات. وأوضح أن "المجلس العالمي للسفر والسياحة"، أطلق برنامج عمل من أجل سياحة جديدة" عام 2003، الذي يُلخص رؤى العديد من الجهات المعنية بالقطاع من مختلف أنحاء العالم، حيث يتجاوز نطاق هذا البرنامج الاعتبارات قصيرة الأجل، ويُركز على العوائد والمميزات، ليس فقط على السائح، ولكن يُغطي أيضاً سكان المجتمعات التي يزورها، وبيئاتها الطبيعية والاجتماعية والثقافية. أكبر ملتقى جاء قرار عقد القمة في العاصمة الإماراتية، نتيجة الدعم الحكومي ومن الجهات العاملة بقطاع السياحة لهذه المبادرة، واتساع شبكة الخطوط الجوية التي تربطها بالعالم، وامتلاكها قدرات وخبرات تنظيمية، وبنية تحتية حسب أرقى المستويات الدولية، إلى جانب ترسيخ ممارسات السياحة الخضراء محوراً رئيساً في استراتيجيتها التطويرية. وكانت "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة"، و"الاتحاد للطيران"، و"المجلس العالمي للسياحة والسفر"، قد وقعت في نوفمبر عام 2011، مذكرة تفاهم، تستضيف بموجبها أبو ظبي القمة العالمية الثالثة عشرة للمجلس. وبموجب الاتفاقية، تكون "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة"، و"الاتحاد للطيران" المضيفين الرسميين لهذا الحدث المهم، الذي يعتبر أكبر ملتقى سنوي يجمع بين أبرز الأسماء والشخصيات في عالم السياحة والسفر على مستوى العالم. حيث جاء قرار المجلس نتيجة الملف المتميز الذي تقدمت به إمارة أبو ظبي، وتحمس الجهات الحكومية والهيئات المعنية الأخرى للفكرة، إلى جانب سهولة الوصول إلى أبو ظبي من أي مكان في العالم، والقدرات الهائلة التي تحظى بها، والارتقاء بمفهوم السياحة الصديقة للبيئة كاستراتيجية مهمة للنمو والتطور.