عبيد الحاج كان الشارع الجنوبي ينظر إلى المشاركين من الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني على أنهم مجرد (ثُلة) من المتطفلين على القضية الجنوبية جاءوا للمتاجرة بها وبتضحيات شهداء الحراك الجنوبي السلمي. وكنا نحن نراقب عن قرب ماذا سيفعل هؤلاء للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار ..؟ وما هي رؤاهم وطروحاتهم ومواقفهم وخياراتهم بشأن هذه القضية المصيرية..؟ أعتقد أن هؤلاء قد نجحوا كثيراً في تقديم صورة مقنعة لمشاركتهم في مؤتمر الحوار ولدورهم ومواقفهم المبدئية الواضحة من القضية الجنوبية العادلة. نجح هؤلاء في إيصال رسالة أبناء الجنوب إلى المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني وإلى الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي .. وأثبت هؤلاء أنهم مؤمنون بقضية الجنوب الى النخاع وليسوا أقل استعداداً للتضحية والاستبسال من نشطاء وقادة الحراك الجنوبي في الداخل والخارج. ماذا ننتظر من هؤلاء ، مثلاً ، أكثر من الكلمة القوية والمبدئية والشجاعة التي ألقاها با مدهف في جلسة افتتاح مؤتمر الحوار وكان سقف مضامينها لا يقلُ عن سقف فك الارتباط..؟! وأي موقف ننتظره أكثر مما فعله الدكتور عبدالعزيز الردفاني عندما أعلن صرخته المدوية: (أتينا إليكم حاملين غصن زيتون وحمام سلام، وكلنا أمل أن تتفهموا وضع شعبنا في الجنوب الذي يخرج إلى الساحات بالملايين مطالباً باستعادة دولته وهويته وسيادته وعليه ندعوكم للتسليم بحق الجنوب في تقرير مصيره) .. وغادر قاعة المؤتمر منسحباً. ليس هؤلاء فقط بل معظم المشاركين من الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار أثبتوا بقوة أنهم ليسوا متطفلين أبداً على القضية الجنوبية، بل حماة لها .. ولم يأتوا الى مؤتمر الحوار إلاّ للانتصار لأبناء الجنوب في مطالبهم وخياراتهم العادلة..! في رأيي الشخصي أن مشاركة هؤلاء في مؤتمر الحوار ليس خرقاً لمسار القضية الجنوبية، بل اختراقاً يضاف إلى الرصيد النضالي للحراك الجنوبي السلمي ولبنة مهمة في طريق الانتصار لقضية أبناء الجنوب العادلة. [email protected]