أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدور الكويتي الدائم في دعم القضية الفلسطينية، مثمناً المواقف الدائمة لسمو الأمير في مؤازرة الفلسطينيين وآخرها إعادة العلاقات الدبلوماسية. أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن امله في ان تكون اعادة فتح سفارة فلسطين في دولة الكويت طيا لصفحة الماضي منوها بمواقف سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الداعمة للفلسطينيين. وقال عباس في مقابلة خاصة مع "كونا" قبيل زيارته الرسمية للكويت اليوم التي تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات رسمية مع سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد انه كان لسمو امير البلاد "موقف كريم بابلاغي عدم ممانعته ازاء اعادة فتح السفارة الفلسطينية وارسلنا سفيرا واعتمد من قبل الحكومة الكويتية وافتتحت السفارة وهذه نهاية للغمة التي حصلت عام 1990". وتحدث الرئيس الفلسطيني عن دور سمو الامير في اعادة العلاقات بين البلدين قائلا "اعرف الشيخ صباح منذ السبعينيات ومنذ ذلك الوقت كان دائما وابدا فعالا في القضية الفلسطينية وكان دائما على رأس اي لجنة تشكل في لبنان وغيرها من الدول لحل اي مشكلة تحصل مع الفلسطينيين". احتضان القضية الفلسطينية كما نوه بان دولة الكويت احتضنت حركة "فتح" بدايات انطلاقتها واجريت فيها اول انتخابات لمنظمة التحرير عام 1964 ومن بعدها قطر وحتى هذا اليوم الحكومة والشعب الكويتي يحتضنون القضية الفلسطينية. وقال الرئيس عباس ان الدعم الكويتي استمر الى ان حصل العدوان العراقي على دولة الكويت والمواقف التي اخذت في ذلك الوقت "وذهبت واعتذرت عنها للشعب الكويتي لكن ومع ذلك ورغم الجفوة التي حصلت منذ عام 1990 لم تتوقف الكويت عن الدعم السياسي والاقتصادي والمالي حتى يومنا هذا". وثمن دور الشعب الكويتي والمؤسسات واللجان الكويتية الشعبية المتعددة الداعمة وبشكل دائم للقضية الفلسطينية مؤكدا اهمية الزيارات التي قامت بها وفود كويتية ومنها اعلامية لفلسطين وما تحمله من دلالات تضامن مع الشعب الفلسطيني. ممتلكات وفي ما يتعلق بالممتلكات الكويتية في فلسطين اكد الرئيس عباس انها "لاصحابها الكويتيين بصرف النظر عن السنوات التي مرت سواء خمسين عاما او اكثر" مبينا ان الجانب الفلسطيني طلب توكيل محامين لانهاء القضية وحل اي مشكلة مع الذين سكنوا في تلك الاملاك. وشدد قائلا "نرحب بمن يدافع عن هذه القضايا وسنكون سندا له وليس سندا للطرف الفلسطيني لاستعادة هذه الاملاك وبعض الاملاك استعيدت من قبل اصحابها". ودعا الرئيس الفلسطيني المستثمرين العرب والكويتيين للاستثمار في فلسطين وبشكل خاص في مدينة القدس الاكثر حساسية من اي مكان اخر وقال ان اي بناء في القدس يساهم بشكل كبير في دعم صمود اهل القدس في بيوتهم ومدينتهم. وأوضح ان مجالات الاستثمار في فلسطين كثيرة ومتعددة منها بناء الفنادق والسياحة والاتصالات وغيرها وان الابواب مفتوحة لاي عربي وغير عربي للاستثمار في فلسطين وهذا من شأنه تدعيم صمود الشعب الفلسطيني على ارضه. وشدد الرئيس عباس على ضرورة عدم الانسياق خلف المعوقات الاسرائيلية واعتبارها عقبة امام الاستثمار هنا مؤكدا ضرورة العمل من اجل اجتياز هذه العقبات. واشار الى محاولات اسرائيل منع الوفود الكويتية من الوصول الى فلسطين ومحاولات منعهم من الصلاة في القدس لكنه قال "انهم وباصرارهم نجحوا في زيارتها اكثر من مرة ما يدلل على وجود تصميم لديهم لدعم صمود فلسطين واهلها". وجدد الرئيس عباس دعوته لزيارة القدس قائلا "اريد من العرب ان يصمموا ونحن نلح عليهم ان يأتوا لا ان يستمعوا للفتاوى التي تحرم الذهاب الى القدس وقلت في اجتماع لجنة المتابعة العربية الاخير ارجوكم لا تستمعوا الى الفتاوى المضللة التي تقول لا تذهبوا الى القدس". واشار الى ما تعرضت له مدينة القدس من احتلالات مختلفة منذ 1400 عام من قبل الرومان والصليبيين والانكليز ورغم ذلك استمر الكثير من المسلمين الذين يؤمنون بالحج الى القدس بعد مكة والمدينة في زيارة مدينة القدس. وتابع القول "نريد ان تكون هذه عقيدة وقناعة... الابواب ليست مفتوحة الان لكن علينا ان نعمل ونسعى لا ان ننساق للمعوقات الاسرائيلية لان ذلك يعني ترك الشعب الفلسطيني وحاله نهبا للضغط الاسرائيلي... هم يزورون السجين وليس السجان". وفي ما يتعلق بالجهود الاميركية المبذولة لاحياء عملية السلام قال الرئيس عباس ان الموقف الاميركي يبدي جدية وحرصا واهتماما لمسه الجانب الفلسطيني بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الاميركي باراك اوباما للاراضي الفلسطينية. واشار الى ان زيارة اوباما كانت زيارة دولة كاملة من ناحية الشكل والبروتوكول ومن ناحية المضمون فقد تم الحديث بمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والامنية والحل النهائي وابدى اهتماما وكلف وزير خارجيته جون كيري بهذه المهمة. قضية الأسرى وأكد الرئيس عباس ان قضية الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي من اهم المواضيع التي تم بحثها مع وزير الخارجية الاميركي وكانت هذه القضية ومازالت تحتل اولوية بالنسبة للقيادة. واشار الى الاتفاق مع رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود اولمرت بالافراج عن اسرى ما قبل اتفاق (اوسلو) اضافة الى الف اسير آخر غير ان حكومة بنيامين نتنياهو تنكرت لهذا الاتفاق لكن الرئيس عباس اكد تصميمه على متابعة هذه القضية. وقال ان حصول فلسطين على عضوية مراقب في الاممالمتحدة جعلها دولة تحت الاحتلال وهذا غير الناحية التي تدعيها اسرائيل بان الارض متنازع عليها "اذ ان الارض ليست محل نزاع الان وانما اراضي دولة تحت الاحتلال وعلى اسرائيل الانسحاب من اراضي هذه الدولة التي احتلتها عام 1967". وأضاف ان الوضعية الجديدة لفلسطين تتيح لها الذهاب لكل المنظمات المتخصصة والمعاهدات والاتفاقات الدولية لتكون عضوا فيها. حكومة انتقالية وعلى صعيد اخر اكد الرئيس الفلسطيني استعداده الفوري لتشكيل حكومة انتقالية وفقا للاتفاق مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) واصدار مرسومين بتشكيل الحكومة واجراء انتخابات بعد ثلاثة اشهر من الاعلان عن تشكيل الحكومة مشددا على انه في حال موافقة حماس التي وافقت على ذلك في القاهرة والدوحة فلا توجد عقبات على الاطلاق. وعن تأثيرات الربيع العربي على القضية الفلسطينية قال عباس "انه يؤثر والسبب ان الدول العربية التي وصلت الى هذه الحال اصبحت تلتفت اكثر الى واقعها الداخلي ونحن لا نتدخل في الشأن العربي وموقفنا واحد نتمنى للشعوب الخير والوحدة والاستقرار وكل ما من شأنه ان يعززها لا اكثر وبلا شك ما يجري فيها اثر علينا".