وذلك في الوقت الذي طالبت فيه قمة رابطة دول جنوب شرق أسيا آسيان المنعقدة حاليا في بنوم بنه, ميانمار بوضع حد للعنف الطائفي الذي يجتاح البلاد. والتقي أوباما خلال زيارته بانكوك كلا من ملك تايلاند بوميبول أدولياديج ورئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا حيث بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التجارة والإرهاب ومكافحة المخدرات, كما اطلق أوباما برنامجا للتعاون بين الجامعات الأمريكيةوالتايلاندية. وصرح بن روديس نائب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي بأن تايلاند من أقدم حلفاء الولاياتالمتحدة وشريك رئيسي لها في منطقة جنوب شرق آسيا. وعقب مغادرته بنكوك يتوجه أوباما في زيارة تاريخية إلي ميانمار ليصبح أول رئيس أمريكي يزور هذا البلد حيث يجتمع مع نظيره البورمي ثين سين وزعيمة المعارضه أونج سان سو تشي لمطالبتهما بمزيد من الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية, وقال مسئول بالبيت الأبيض ان أوباما سيعرب عن قلقه من استمرار العنف العرقي في ميانمار وسيضغط من أجل تحقيق مصالحة وطنية كجزء من مسار الإصلاح الديمقراطي في البلاد. ورأي نشطاء دوليون في حقوق الانسان أنه كان يتعين علي الرئيس أوباما تأجيل السفر إلي ميانمار إلي أن تحرز المزيد من التقدم في مجال استعادة الحريات الأساسية, ونوهوا إلي أن ميانمار كان يتعين عليها الذهاب إلي ما هو أكثر من العفو الجزئي بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين واتخاذ إجراءات مباشرة لوقف العنف الموجه ضد الأقليات الإثنية والدينية, وخاصة في غرب البلاد. وفي كمبوديا آخر محطات جولته الآسيوية, سيشارك الرئيس الأمريكي في قمة رابطة دول جنوب شرق أسيا آسيان, كما سيثير المخاوف المزمنة الخاصة بملف حقوق الإنسان في كمبوديا, ومن المتوقع أن يحث رئيس الوزراء الكمبودي هون سن علي إجراء انتخابات نزيهة ووضع حد لمصادرة الأراضي من الفلاحين. وفي سياق متصل, ذكر محللون أن جولة أوباما الآسيوية بعد الانتخابات تعد محاولة منه لإظهار جديته بشأن تحويل تركيز الاستراتيجية الامريكية ناحية الشرق,وفي مسعي منه لإعادة تقييم الالتزامات الاقتصادية والامنية الامريكية لمواجهة النفوذ الصيني في وقت تخرج فيه من حربين في العراق وافغانستان. وتعتبر الإدارة الامريكية الزيارة دفعة لمحور آسيا الذي اعلن عنه اوباما العام الماضي واضعا نصب عينيه الصين التي تزداد نفوذا وقوة. ووصف أوباما المولود في هاواي وقضي جزءا من شبابه في اندونيسيا نفسه بأنه اول أمريكي من منطقة المحيط الهادي آسيا- باسيفك. وفي غضون ذلك, بدأت أمس أعمال القمة ال21 لرابطة دول جنوب شرق أسيا آسيان في العاصمة الكمبودية بنوم بنه حيث من المتوقع أن تبحث القمة النزاعات الإقليمية في بحر الصينالجنوبي وعدد آخر من القضايا الدولية والإقليمية. ووقع رؤساء الدول العشرة الأعضاء في آسيان خلال القمة- التي تستمر حتي غدا الثلاثاء- إعلانا لحقوق الإنسان علي الرغم من انتقادات من أنه لا يتواءم مع المعايير الدولية.وكانت نحو62 جماعة حقوقية من بينها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس واتش قد قالت الأسبوع الماضي إن مسودة وثيقة حقوق الانسان المشار إليها أخفقت بما لا يدع مجالا للشك في الالتزام بالمعايير الدولية. وطالب زعماء القمة ميانمار بإيجاد حل لوقف العنف الطائفي بين البوذيين والأقلية المسلمة الذي خلف عشرات القتلي وتشريد الاف منذ يونيو الماضي.وقال سوريون بيتسوان الأمين العام لآسيان إن800 ألف شخص معرضون الآن لضغط هائل, وإذا لم تعالج هذه المشكلة بشكل جيد ومؤثر, فإن هناك خطر الراديكالية والتطرف. كما ذكرت مصادر مطلعة أن قادة آسيان يعتزمون اطلاق محادثات هذا الاسبوع حول اتفاقية لإقامة منطقة تجارة حرة ضخمة تمتد عبر16 دولة من دول منطقة آسيا- باسيفيك وذلك لتقليل اعتماد المنطقة علي التجارة الغربية. وعلي صعيد متصل, اتهمت منظمة هيومان رايتس وواتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان, قوات الأمن في ميانمار بدعم بعض الهجمات التي شنها بوذيون علي أقلية مسلمي الروهينجا المسلمة الشهر الماضي وأجبرت نحو35 ألف شخص علي ترك منازلهم.وقالت المنظمة الحقوقية إنه يجب علي حكومة ميانمار بذل المزيد من الجهود من أجل حماية أقلية الروهينجا.