طموح 16 طالباً من التخصصات الهندسية في جامعة خليفة، لأن يرفعوا اسم جامعتهم ممثلة لدولة الإمارات في العالم، دفعهم للمشاركة في عدد من المسابقات العالمية، ومنها مسابقة baja sae في واشنطن، وهي مسابقة تصميم المركبات بين الكليات التي تديرها جمعية مهندسي السيارات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تتنافس فيها فرق طلابية من جامعات العالم لاختبار تصميماتهم من مركبات الطرق الوعرة التي يمكنها أن تتحمل أقسى الظروف . "مركبة الدروب الوعرة" صممها 16 طالباً وطالبة من جامعة خليفة، ليشاركوا بها في المسابقة وعلى اعتباره الفريق الوحيد المشارك في المسابقة من دولة الإمارات، سيعتبر ممثلاً للدولة فيها، عاملاً على استيفاء شروط المسابقة كافة ليكون ضمن الفرق المتنافسة في شهر مايو/ أيار من العام الجاري، وتشترط المسابقة تصميم مركبة تستطيع السير في الدروب الوعرة، وتتخطى العقبات التي تواجهها، حيث حددت اللجنة المنظمة للمسابقة مجموعة من العناصر التي يجب أن تتوفر في تلك المركبة، منها أن تتسع لشخص لا يتجاوز طوله 190سم، وأن تتخطى الهضاب وتتسلق الصخور وتكون لها قدرة على تحمل قساوة الطريق، إضافة إلى سرعة انطلاق عالية، بينما يشترط على المشاركين في المسابقة تصميم المركبة بهيكلها الخارجي والداخلي، واستيفاء شروط السرعة والمنافسة على الدروب الوعرة، مع تحديد اللجنة نوع محرك السيارة . تحدثنا روضة المرر طالبة السنة الأخيرة في الهندسة الميكانيكية ورئيسة فرع جمعية مهندسي السيارات في جامعة خليفة، المنبثقة عنها المسابقة، عن المشروع قائلة: "شارك في المشروع 16 طالباً وطالبة من تخصصات هندسية مختلفة (هندسة ميكانيكية، إلكترونية، طيران)، حيث يستدعي تصميم المركبة عدة تخصصات هندسية، خصوصاً أننا نشارك للمرة الأولى في هذه المسابقة العالمية، التي لم تسبقنا إليها فرق في الجامعة، لذلك ستكون خبرتنا نافعة للفرق التي ستتبعنا لاحقاً"، تشير روضة المرر إلى الطلاب المشاركين وهم: روضة البلوشي رئيسة الفريق وشمة القمزي ونسمة عويس وبشاير عوض وكلثم آل علي ومالكة بن طرش وفراس نصر وعامر الزيودي وإبراهيم المرزوقي وخلفان النعيمي وأحمد الخروضي وأحمد آل علي وأحمد المشغوني ويوسف صورا ويونس لاري، حيث يدرس هؤلاء الطلاب في التخصصات الهندسية الثلاثة، مشاركين في مواجهة فرق طلابية من جامعات عريقة في واشنطن، وسيتمكن أعضاء الفريق من السفر برفقة مشرفهم إلى واشنطن خلال المسابقة . وتقول روضة حول الوقت المستغرق في صناعة المركبة وتفاصيل العمل: "بدأنا العمل منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي على تنفيذ المشروع، وعلينا الانتهاء منها قريباً حيث ستكون مشاركتنا في منتصف شهر مايو/ أيار من العام الجاري، ولانزال نطور هيكل المركبة وآلية عملها، حتى إننا حين عرضناها في معرضي آيدكس (معرض الدفاع الدولي في أبوظبي)، ومعرض "المبدع الإماراتي" الذي نظمه صندوق تكافل دوائر إمارة أبوظبي المحلية، لم تكن المركبة بشكلها النهائي حيث لا يزال التطوير فيها مستمراً، بينما حظيت بالإعجاب والثناء في معرض "آيدكس"، وقد تم اعتماد مادة "مايلد ستيل" لهيكل المركبة، التي تتميز بالقوة ضد الصدمات وبتكلفة أكثر انخفاضاً من غيرها، وهذا ما يتوافق مع شروط اللجنة المنظمة، وقد تم توفير هذه المادة من داخل الدولة، أما القطع الأخرى فكانت تستورد من الولاياتالمتحدةالأمريكية" . وحول المصاعب التي واجهتهم في صناعة المركبة، تقول روضة: "ليست لدينا الخبرة الكافية في صناعة المركبة، كما أنه ليست هناك أية فرق في الجامعة سبقتنا إليها، ولذلك اعتمدنا في تصميم الهندسة على خبرتنا وخبرة المشرف بشار الخصاونة، كما أننا واجهنا مشكلة تأخر وصول المستلزمات الخاصة بالمركبة، فكل أداة نطلبها من أمريكا ننتظر وصولها شهراً وأحياناً يهمل الطلب لعدم استيفائه شروطاً معينة، وقد كلفنا انتظار هذه الأدوات الكثير من الوقت"، إلا أن روضة تشير إلى نقطة إيجابية، وذلك خلال عرض المشروع في معرض "آيدكس"، حيث أثارت المركبة إعجاب العديد من الشركات، ما دعا الكثير منها إلى تبني ودعم المشروع وتمويله، ومنهم شركة "إيرث" الإماراتية المتخصصة في التطوير، حيث تم الاتفاق معها على تطوير المشروع وفعلاً تمت مساندتها بشكل فعلي وخفف الأمر عنا الكثير من المصاعب . وتشير روضة إلى أهمية المشاركة في مثل هذه المسابقات قائلة: "من الضروري أن يطبق كل طالب هندسة ما يتعلمه منهجياً بشكل تطبيقي، وذلك يتم من خلال المشاركة في المسابقات التي تطرح خيارات لإعداد مشروعات عملية في النطاق الهندسي، كما يجعلنا كطلاب من تخصصات هندسية مختلفة، نتعرف إلى ماهية ما يقوم به زملاؤنا، فالعمل الهندسي عمل متكامل لا يمكن فصله بل ويجب أن يتعرف كل منا إلى تخصص الآخر الهندسي، لأننا حتماً سنعمل بعد التخرج ضمن فرق تضم مجموعة من التخصصات، ومن ناحية أخرى فإن المشاركة خارج الدولة في مسابقات هندسية، تسهم في التعريف بنا وبإمكاناتنا كمهندسين، خصوصاً في دول لا تعرف أن هناك تخصصات هندسية في دولة الإمارات، فقد واجهنا استغراباً من قبل الفرق الأخرى حين اشتراكنا باسم الدولة في مسابقات عالمية، ولعل هذا الهدف هو الأهم حالياً لدينا، ألا وهو التعريف بجامعتنا وكلياتنا الهندسية وإمكاناتنا، حتى إن لم نتمكن من الفوز، فالمشاركة والمنافسة في المرحة المبدئية كافية لتحقق لنا أهدافنا" .