هنا بقلم: أ بو صبري الحضرمي إرتفعت لدى الجنوبيين المعنويات، بعد النجاحات التي حققوها من خلال عدة "مليونيات" وبعد مخارج اللقاءات التي تمت في السعودية والإمارات، وما عقبه من تصريحات ومواقف وتأكيدات .. وإجماع بعض الشخصيات والقيادات، على وقوفهم مع شعب الجنوب فيما تبناه من أهداف وتوجهات. وأحدثت هذه المتغيرات موجات من التفاؤل، لدى شعب الجنوب البواسل، بالرغم من أن علاقات بعض قيادات الخارج والداخل، لا زالت يكتنفها الخلل والمشاكل، وظل كل منهم في مكانه يماطل ! وفي الوقت الذي يتابع شعب الجنوب لقاءات التهيئة والإعداد للقاء القاهرة بين من يسمون بالقيادات التاريخية، فإني – كمواطن – أود أن أهمس في "عقول" قيادتنا السياسية، منبهاً إلى إن الحرية التي يركض ثوار الجنوب خلفها، وضحى خيرة شبابنا بأرواحهم لأجلها .. هي تلك التي ستمكنهم من إعادة صياغة حياتهم، صياغة وطنية ديمقراطية حقيقية، في دولة جنوبية إتحادية، متحررة ومتطورة بنظام الفيدرالية، وإنشاء وطن حضاري يحتضن كل فئاته المجتمعية. لهذا يجب عليكم أن تستمروا في ركضكم خلف حريتكم، والبحث عنها وانتزاعها من مخالب عدوكم. وألا تنتظروها في مكاتبكم أو حيثما كنتم. الحرية التي تنشدها الجماهير الجنوبية، هي أن تنشئون وتكونون جميعاً – قادة وقاعدة - مجموعة جديدة من القوى السياسية، تحمل أهدافاً تنموية وثقافية واجتماعية، وأن تكون تطلعاتكم المشروعة للسلطة، آخر ما تهتمون به أيتها القيادات والمكونات، وهذا يتطلب منكم إمكانيات هائلة من الإدراك والتضحيات، ومنها .. نكران الذات. إن عليكم أيتها القيادات السياسية، أن تعون كيف تلبون طموحات الجماهير الثورية، وتستثمرون نجاحات حشودها المليونية. وعليكم أن تدركون أن الحرية أفعال ننفذها، لا أقوال نرددها. كيف تحدثونا عن الحرية وأنتم مطوقين بالأنانية ومكبلين بالمناطقية ؟! وكيف تتغنون بالديمقراطية وأنتم ترقصون على إيقاع الأوتوقراطية !؟ وكيف تدّعون ممارسة العوم في بحر الجماعية وأنتم غارقين في مستنقع الإنعزالية !؟ وما زالت تعشش في رؤوسكم القرارات الفردية !؟ حتى صوركم تعددت أشكالها وزادوا حمالها، وأغدقتم على صناعتها الأموال .. بعكس ما صرحتم به من أقوال، وصار يحملها النساء والرجال والشباب والأشبال، وصورة الشهيد منا .. تختفي خلف صورة القائد منكم ؟! وكيف نصنفكم من الأحرار، وأنتم مقيدين الأفكار !؟ أنكم حتماً ستفشلون في قيادة الآخرين طالما أنكم لا تستطيعون قيادة أنفسكم. يا قيادات عملنا السياسي، يا من همكم المناصب والكراسي .. يجب أن تعلموا أن تحرير وطننا واستعادة دولتنا وإعادة بنائها، لتكون دولة عصرية متطورة لكافة أبنائها، لن يتم إلا من خلال توحيد جهودكم مع كافة قوى العمل التحرري الوطني وقياداتها، بمختلف أفكارهم و تباين آرائهم .. وإشراك كافة فئات الشعب وأطياف مجتمعهم. وليس المهم من يحكمنا في دولة القانون والحرية، والمساواة والمصداقية والنزاهة والشفافية، طالما جاء هذا الحاكم عن طريق الأغلبية، وعبر الصناديق الإنتخابية. لأن سيف التقويم والعدل .. في كل أحوال تلك الدولة القادمة - بإذن الله - سيكون مسلطاً على الكل. بل الأهم أن تكون لنا دولة فيها مساواة بين المواطنين، وفيها نبذ لسياسة التمكين وشجب للتهميش والتخوين، وفيها تشديد على منتهكي المال العام والفاسدين، وفيها رفع المعاناة عن كاهل المواطنين .. نرجو ذلك و لو بعد حين،،،