جيش إسرائيل يواصل ذبح أطفال ونساء غزة.. وعدد الشهداء يفوق ال 100في اليوم السادس للعدوانغزة 'القدس العربي' من أشرف الهور: كثفت إسرائيل من هجماتها العدوانية ضد قطاع غزة وأسفرت غاراتها المتلاحقة التي جددتها فجر أمس الاثنين عن استشهاد 30 مواطناً، بينهم أطفال انتشلوا أشلاء من تحت ركام منازلهم المدمرة، ليصل عدد ضحايا الهجمات منذ بدء الهجوم قبل ستة أيام لأكثر من 100 شهيداً، فيما تواصلت جهود إبرام تهدئة لوقف إطلاق النار في العاصمة المصرية القاهرة. وتواصلت في مصر المساعي التي تبذل هناك بمشاركة جهاز المخابرات وجهات دولية وإقليمية لإبرام اتفاق جديدة للتهدئة، ورأت مصادر سياسية مسؤولة في إسرائيل أن مسألة تحقيق التهدئة ستحسم بعد اللقاءات التي عقدها الوفد الإسرائيلي في القاهرة مع الجانب المصري بالتزامن مع لقاءات مصرية فلسطينية مماثلة، وأشارت المصادر إلى أن حماس لا تريد أن تنزلق الأوضاع إلى اجتياح إسرائيلي بري لأراضي قطاع غزة. لكن مسؤولين في حركة حماس أكدوا أن الحركة التي يتواجد زعيمها خالد مشعل في القاهرة على رأس وفد رفيع رفض شروط وضعتها إسرائيل للدخول في التهدئة، وتريد إسرائيل عدم مهاجمة النشطاء لدورياتها في المنطقة العازلة، ووقف عمليات تهريب السلاح وردم الأنفاق الحدودية. ونقل عن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس قوله ان هذه الشروط 'لا معنى لها على الإطلاق'، مشددا على أن المقاومة تستطيع أن تعتمد على نفسها في التسليح. ووصل إلى قطاع غزة أمس وفد تضامني يضم ممثلين عن القوى السياسية المصرية، برئاسة الدكتور سعد الدين الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، قدم من معبر رفح البري، وزار الكتاتني مقر مجلس الوزراء بغزة المدمر، ومقر المجلس التشريعي، وبيت عزاء عائلة الدلو، وعاد الجرحى بمشفى الشفاء. كذلك وصل القطاع الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وقال فور دخوله القطاع أنه قدم بتكليف من الرئيس محمود عباس ليتواجد 'بين أبناء الشعب الفلسطيني في ظل هذا العدوان الإسرائيلي'. ووفق المعلومات التي وردت ل 'القدس العربي' فإن شعث قدم للتحضير لزيارة الوفد الوزاري العربي برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي المتوقع وصوله في اي لحظة، هو وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. وميدانياً شنت مقاتلات إسرائيلية نفاذة قبل بزوغ الفجر على القطاع سلسلة غارات جوية، فقتلت أحدها أربعة فلسطينيين في حي الزيتون شرق مدينة غزة، بينهم طفلان من عائلة أبو زور، انتشلا من تحت أنقاض المنزل جثث هامدة، إضافة إلى سيدة من ذات العائلة وتدعى نسمة أبو زور (23 عاما) وعاهد القطاطي (35 عاما). وأسفرت الغارة بحسب الطبيب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة عن إصابة أربعين آخرين، يقطنون الحي الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية. وتلا الغارة قصف مجدد لمقر 'السرايا' الحكومي المدمر، ما أدى إلى استشهاد الطفلة راما الشندي عام ونصف. وتشابهت عمليات قتل الأطفال فجر أمس مع العملية الكبرى التي نفذتها طائرة حربية مساء الأحد على منزل عائلة الدلو بمدينة غزة ما أدى إلى استشهاد 12 من سكان البيت متعدد الطبقات، الذي سوي بالأرض، بينهم أربعة أطفال، جرى تشييعهم أمس في موكب جنائزي كبير. وتواصلت التنديدات بعمليات القتل الإسرائيلية، واستنكرت وزارة الصحة بغزة 'المجازر الممنهجة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة'، وقالت ان قوات الاحتلال تواصل ارتكابها لليوم السادس على التوالي. وقال الناطق باسمها الطبيب القدرة في تصريح صحافي أن تزايد أعداد الشهداء والجرحى من الأطفال يدلل على أن إسرائيل 'أعدت عدتها لقتل الأطفال الأبرياء'. إلى ذلك، استشهد ثلاثة مزارعين في غارتين أحدها على بلدة القرارة جنوب القطاع أسفرت عن استشهاد اثنين من عائلة هما إبراهيم وعمر الأسطل، والثانية على بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وأسفرت عن استشهاد المزارع عبد الرحمن العطار، ونددت وزارة الزراعية بعمليات قتل قوات الاحتلال للمزارعين أثناء عملهم. وسبق عمليات القتل هذه وأن قامت طائرة باستهداف مدينة دير البلح وسط القطاع، وأسفرت الغارة عن وقوع ثلاثة شهداء. وقضت المسنة صبحة الحشاش (60 عاماً) في قصف استهدف منزلها في مدينة رفح جنوب القطاع، أوقع جرحي آخرين. وقضى في غارة على مدينة خانيونس كل من أحمد الأغا، وسيف صادق وهو أحد نشطاء سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، وقالت الحركة أن ناشطها محمد شملخ من مدينة غزة قضى في استهداف أخر. وأعلنت المصادر الطبية عن استشهاد عدد من الجرحى الذين كانوا يرقدون على مدار الأيام الماضية في المشافي للعلاج من جروح بالغة الخطورة. وأوضحت في آخر الإحصائيات أن حصيلة العدوان بلغت حتى ظهر الاثنين 91 شهيدا، بينهم 24 طفلا، و10 نساء، و12 مسنا، إضافة إلى سقوط 750 مصابا. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو أغار على 80 هدفا في قطاع غزة ليل الأحد وفجر الاثنين، وذكر أن من بينها مواقع تستخدم لإطلاق القذائف الصاروخية، وأنفاق ومعسكرات تدريب ومستودعات للوسائل القتالية ومباني تعود لقياديين في التنظيمات المسلحة. غير أن البيوت السكنية التي استهدفها القصف، ومقرات للشرطة المدنية وملاعب رياضية، تؤكد عدم صحة حديث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي. من جهته أكد فوزي برهوم، الناطق باسم حركة حماس على أن استهداف الاحتلال للمدنيين وقتلهم وتدمير البيوت وقصف المؤسسات يعد 'جريمة حرب تدلل على إرهاب الدولة المنظمة'. وشدد على أن استمرار هذه الهجمات 'تجعلنا أمام الخيارات المفتوحة للمقاومة في دك حصون العدو وإيقاع أكبر خسائر فيه وفي معداته حتى يتم حسم هذه المعركة لصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة'. وأكد في ذات الوقت على أن العدوان على غزة 'يجب أن يستنفر' قيادة الضفة الغربية ومقاوميها ب 'الالتحام مع الاحتلال بكل قوة في كل خطوط التماس واستنزاف طاقاته وجيشه'. وطالب بتحرك شعبي في كل الدول العربية والإسلامية أمام السفارات الأمريكية والإسرائيلية لفضح جرائم الاحتلال والغطاء الأمريكي الداعم. ودمرت غارات أخرى غير تلك التي أوقعت الشهداء ملعب 'ستاد فلسطين'، وسط مدينة غزة، بعد أن استهدفته طائرات إسرائيلية بأكثر من أربعة صواريخ، أدت أيضاً لتدمير واجهات المنازل وإيقاع إصابات في السكان. كما استهدفت غارات أخرى مباني لجهاز الشرطة في حي الرمال وحي الزيتون، وقصفت طائرات أخرى مقر شرطة بيت لاهيا، إضافة إلى غارة استهدفت مقر الشرطة البحرية في ذات البلدة. وكان وفد شبابي مصري تضامني يضم 500 ناشط وصلوا إلى قطاع غزة مساء الأحد، وأمضوا فيه ليلة بمشفى الشفاء، وزاروا صباح أمس عائلة الدلو، وشاركوا في تشييع جثامين الشهداء. وضمن الحرب النفسية التي تستخدمها إسرائيل قامت أمس بالتشويش على إرسال 'فضائية الأقصى' التابعة لحماس، وبثت شريط يتوعد باغتيال قادة الحركة العسكريين، وذلك بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بذات الفعلة على محطات إذاعية محلية بعد تمكنه من اختراق موجات البث. إلى ذلك، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي يوآف موردخاي أن نطاق الهجمات الصاروخية الفلسطينية باتجاه إسرائيل انخفض بنسبة 40 بالمئة. لكن واصلت الفصائل الفلسطينية أمس عمليات إطلاق الصواريخ على العديد من المدن والبلدات الإسرائيلية، وتبنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس مسؤوليتها عن قصف عدة مواقع إسرائيلية من بينها مدينة المجدل، وذكرت أنها أطلقت 192 قذيفة صاروخية منذ ليل الأحد. كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن قصف مدينة أسدود بصاروخي 'غراد' إضافة إلى قصف مدن بئر السبع وعسقلان وأسدود بصواريخ أخرى. وقالت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية أن ناشطيها قصفوا المدن والبلدات الإسرائيلية ب 160 صاروخ و عشرات قذائف الهاون منذ بدء العدوان. وقالت إسرائيل ان أحد الصواريخ أصاب مبنى في بلدة 'جان يبنا' شرق أسدود إصابة مباشرة، وأن إسرائيليا أصيب بجراح.