سيطر المعارضون السوريون اليوم على كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين التي باتت خالية من أي وجود للقوات النظامية. وينتظر الثوار تحرير كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب حتى يسيطروا على مناطق واسعة في شمال سوريا تمتد من الحدود التركية وصولًا إلى حلب. دمشق: بات المقاتلون السوريون المعارضون يسيطرون على أجزاء مهمة من شرق البلاد على الحدود مع العراق، بعد سيطرتهم الخميس على مدينة استراتيجية في شرق سوريا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن "المنطقة التي تمتد من الحدود العراقية الى دير الزور (التي لا تشملها المنطقة التي استولوا عليها) اصبحت اهم قطاع في سوريا لا يسيطر عليه الجيش بالكامل". وبعد حصار استمر نحو ثلاثة اسابيع، استولى المقاتلون المعارضون اليوم على كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين في ريف دير الزور، بعدما شنوا هجومًا عليها ادى الى مقتل ستة جنود نظاميين، بحسب المرصد. وأوضح عبد الرحمن أن مدينة الميادين باتت خالية من أي وجود للقوات النظامية، مشيراً إلى أنّ عناصرها "التي كانت متمركزة في الكتيبة انسحبت في اتجاه مقر عسكري آخر يبعد نحو 80 كم" عن المدينة. وكان المقاتلون سيطروا الاحد على "الفوج 46" وهو قاعدة عسكرية ضخمة في الريف الغربي لمحافظة حلب (شمال)، وذلك بعد حصار استمر نحو شهرين. وكان العميد المنشق محمد احمد الفج الذي قاد الهجوم قال أمس إن الاستيلاء على الفوج "نصر كبير للثورة"، مضيفًا "انه أحد أكبر انتصاراتنا منذ بداية الثورة"، مؤكدًا مقتل "حوالي 300 جندي في المعارك واسر حوالي سبعين آخرين". في المقابل، كانت القوات النظامية تمكنت الاربعاء من صد هجوم للمقاتلين على كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان في المنطقة نفسها، بحسب المرصد. وباتت هذه الكتيبة العائق الوحيد امام "تحرير" المقاتلين المعارضين مناطق واسعة في شمال سوريا تمتد من الحدود التركية وصولا الى حلب كبرى مدن الشمال. ويرى محللون أن النظام السوري قلّص طموحاته في السيطرة الميدانية في مواجهة حركة عسكرية معارضة تسجل نقاطاً متزايدة على الارض، وأنه يسعى الى تركيز قوته العسكرية في دمشق ووسط سوريا والمنطقة العلوية في الشمال الغربي. ويؤكد المحللون أن هدف النظام تعزيز مواقعه الحالية للابقاء على ورقة في يده عندما يحين وقت التفاوض. ومع تخوف دول الجوار والامين العام للامم المتحدة بان كي مون من امتداد النزاع السوري المستمر منذ 20 شهرًا، طلبت انقرة رسميا الاربعاء من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ مضادة للصواريخ من نوع "باتريوت" على طول حدودها مع سوريا. واذ اعلنت الولاياتالمتحدة تأييدها الطلب التركي، اعرب وزير الدفاع الالماني توماس دو ميزيير امس عن امله في أن يوافق البرلمان الالماني على نشر صواريخ تابعة للجيش الالماني في تركيا بحلول منتصف كانون الاول/ديسمبر، في حين اعلنت الحكومة الهولندية انها ستعمد الى "دراسة امكانية تقديم مساهمة". وبين الاعضاء ال 28 للحلف، تملك هذه الدول فقط قدرات مناسبة لمثل هذا النوع من العملية. في غضون ذلك، اعلن المرصد الذي يتخذ من لندن مقرًا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في كافة مناطق سوريا ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، تخطي عدد قتلى النزاع 40 الف شخص. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أنّ ما لا يقل عن 28 الفًا و26 مدنياً، وعشرة آلاف و150 جنديًا نظاميًا، و1379 منشقًا، قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس الاسد منتصف آذار/مارس 2011. تزامنًا، استمرت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، فسقطت قذائف هاون على اوتوستراد المزة استهدفت مبنى تابعاً لمديرية النقل، وقذيفة على مبنى سكني مما ادى الى احتراقه، بحسب المرصد الذي لم يحدد مصدر القذائف. وأشار المرصد إلى أنّ القوات النظامية قامت بحملة تفتيش في حي المزة (غرب)، ونفذت حملة اعتقالات في حي كفرسوسة المجاور. وفي ريف دمشق نفذت طائرات حربية تابعة للقوات النظامية عدة غارات على مدن وبلدات الغوطة الشرقية وفي ريف العاصمة، تعرضت بلدات الزبداني وداريا والقاسمية والزمانية وجسرين والسبينة للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد الذي افاد عن تعرض بلدات في الغوطة الشرقية للقصف بالطائرات الحربية. ويشهد ريف العاصمة عملية عسكرية مستمرة في الفترة الاخيرة. وقالت صحيفة "البعث" في عددها الصادر اليوم إن "عملية تطهير ريف دمشق (دخلت) يوم أمس (...) مراحلها النهائية، وذلك إثر القضاء على عشرات الارهابيين الذين اتخذوا من البساتين الشرقية لبلدة يلدا مركز تجمع لفلولهم بعد الضربات القاصمة التي تلقتها على أيدي قواتنا الباسلة في بعض مناطق الغوطة الشرقية". وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 122 شخصًا جراء اعمال العنف في مناطق مختلفة، بحسب المرصد. افتتاح مكتب استثماري شمال سوريا إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية، جورج صبرا، عن نية المجلس فتح مقر استثماري شمال سوريا، للبدء في "بناء البنية التحتية اللازمة لإعادة إعمار البلاد". وأكد صبرا في حديث ل "سي ان ان" على هامش خلال مؤتمر "الشراكة للاستثمار في سوريا المستقبل" الذي أقيم في دبي على ضرورة "التوجه إلى الداخل السوري" وإلى الشعب السوري من أجل "تمتين صموده". واعتبر صبرا أن "توفير السلاح" أولوية ليتمكن السوريون من "الدفاع عن أنفسهم ليرفعوا عنهم أعمال الظلم الواقعة عليهم وإيقاف عمليات القتل المستمرة". وتوقع صبرا أن تأخذ هذه مشاريع استثمارية مجراها "في القريب العاجل،" مشيراً إلى فتح ذلك المقر في شمال البلاد وقرب الحدود، سوف "يساعد في تقريب المدة الزمنية وتعجيل أفق الاستثمار". و أكد صبرا أن الشعب السوري "لا يريد صدقة من أحد،" بل يريد إنتاجاً، لأنه شعب "لديه دم ليقدمه، ونريد من يقدر هذه التضحية ويستفيد منها في الوقت ذاته". أما عن نوعية الفرص الاستثمارية المستهدفة، فقد أشار صبرا إلى أن الفرص تتمحور حول إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يمكنها أن تعمل على امتصاص البطالة لتوفير إنتاجٍ حقيقي يسد حاجة الأسر. من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، عبد الرحمن الغرير، خلال كلمته التركيبية في المؤتمر، على "ضرورة النهوض بالاقتصاد السوري،" واستكشاف "شراكات اقتصادية حقيقية، تساهم في بناء الاقتصاد السوري". وأشار إلى أن غرفة دبي، المنظمة للمؤتمر، سوف تعمل على "بناء علاقات عمل بين رجال الأعمال السوريين ورجال الأعمال في العالم،" لتساعدهم في المشاركة في الأسواق العالمية والأسواق "الواعدة" في منطقة الشرق الأوسط، كما هو الحال في "سوريا المستقبل".