اشار معهد ابحاث بريطاني الى الانتخابات الايرانية وموافقة ايران بشكل مفاجئ على وقف اطلاق النار في نهاية الحرب المفروضة عليها من قبل العراق، مؤكدا انه ينبغي التحلي بنظرة ايجابية حيال تغيير السياسة الايرانية. لندن (فارس) وعقد المعهد الملكي البريطاني للدراسات الخارجية "تشاتام هاوس" طاولة مستديرة في مايو 2013، جرى خلالها مناقشة موضوع المشاركين ونتيجة الانتخابات الرئاسية الايرانية يوم 14 يونيو 2013. ويزعم التقرير الصادر عن ملخص هذه الطاولة المستديرة بداية ان جميع المرشحين يجري اختيارهم من بين شخصيات لهم علاقات جيدة مع القيادة الايرانية، ولكن رغم ذلك ينبغي الانتظار للكشف عن المرشح المفضل. هذا فضلا عن ان على المرشحين تحديد اطر سياستهم ومخططاتهم لادارة البلاد. ورجح المحللون ان تجري العملية الانتخابية بسلاسة ودون اي مشاكل وان تستمر المشاكل القائمة بين ايران واوروبا حتى بعد الانتخابات، لان الايرانيين يتهمون الاوروبيين بالخروج عن الحيادية، في حين تعتقد الدول الاوروبية ان الرئيس المقبل سيفتقد للسلطة التي تمكنه من اجراء تغييرات اساسية في السياسة الايرانية. مرشحو الانتخابات وجرى خلال هذه الطاول المستديرة استعراض السيرة الذاتية للمرشحين بناء على تاريخهم والائتلاف الذي ينتمون اليه والسياسات التي يتوقع ان يتبعونها. هشاشة ائتلاف 2+1 تتشكل جبهة المبدئيين من علي أكبر ولايتي، غلام علي حداد عادل ومحمد باقر قاليباف. وبناء على هذا الائتلاف تقرر انسحاب مرشحين لصالح المرشح الثالث الاوفر حظا. ووصف الائتلاف بانه هش بسبب اطلاق المرشحين مناورات مختلفة وواسعة زادت من هشاشة ائتلافهم (الدكتور حداد عادل اعلن انسحابه من الترشح للانتخابات). ** جليلي، مرشح مبدئي، يفتقد للخبرة يعرف المرشح سعيد جليلي بانه المرشح الأكثر تحفظا في الانتخابات، ولكنه يفتقد للخبرة. جليلي الذي يحظى بعلاقات جيدة مع القيادة الايرانية ورئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد، اعلن انه سيواصل تقديم الدعوم للمواطنين، تلك الخطوة التي عززت الصلة بين الحكومة والمواطنين في إيران. ** الفدرالية الاقتصادية للنهوض بمستوى سياسة واقتصاد محافظات البلاد المرشح المستقل محسن رضائي الذي يقال بانه المرشح الوحيد الذي يملك خطة تنفيذية متماسكة إذا تم انتخابه، من غير المرجح أن يكسب الكثير من الأصوات. هذا في حين يامل رضائي عبر انتهاج سياسة الفدرالية الاقتصادية تحسين وضع المحافظات اقتصاديا وسياسيا. ** المفاوض الذكي في جبهة الاصلاحيين على الجانب الإصلاحي يبرز المرشح حسن روحاني - الرئيس السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية، احد المقربين من "هاشمي رفسنجاني". وصف روحاني بالمفاوض الذكي الذي استطاع درء العقوبات الغربية ضد ايران وكان له دور في تنمية البرنامج النووي الايراني خلال فترة الرئيس "محمد خاتمي". هذا فيما وصف المرشح محمد رضا عارف بانه الإصلاحي الحقيقي الوحيد المشارك في الانتخابات، رغم انه يفتقد إلى الكاريزما الضرورية لرئاسة الجمهورية (الدكتور عارف اعلن انسحابة قبل بدء الاقتراع الرئاسي). ** رؤية المجتمع التجاري في ايران من وجهة نظر مجتمع الأعمال في إيران، فان جليلي هو المرشح الاوفر حظا، لانه لم يتم تاييد اهلية "رفسنجاني" - حسب الالمعهد - وجليلي يتمتع بعلاقات جيدة مع القيادة الايرانية. لكن هناك اعتقاد اخر هو ان روحاني مرشح الوسط التجاري. ** استحالة تشخيص مرشح القيادة الايرانية اكد احد المشاركين في الطاولة انه من السابق لاوانه تشخيص المرشح الذي يحظى بدعم القيادة الايرانية، كما كان الحال في عام 2005، حيث اخطأ الكثيرون في تكهناتهم. ** الشباب وروحاني ويشير التقرير الى ان الشباب يميلون لصالح روحاني إلى حد ما، ولكنهم غير واثقين من انه يمكن الاتكال عليه تماما كمرشح، وذلك لانه خبير في الشؤون الدينية وهناك شكوك حول قدراته بشان ادارة اقتصاد البلاد. ** ما هو مغزى مشاركة رفسنجاني في الانتخابات اختلف المشاركون في الطاولة المستديرة حول مغزى مشاركة رفسنجاني في الانتخابات فمنهم من راى انه كان ينوي فعلا المشاركة في الانتخابات والبعض الاخرى كان يرى ان مشاركته جاءت بهدف تمهيد الطريق امام سائر المرشحين. وفضل بعض المشاركين الرأي الثاني، فيما اعرب احد المشاركين عن اعتقاده بأن ترشيح رفسنجاني جاء استنادا الى مخاوف حقيقية بالنسبة للاقتصاد. ** تحليلات الخبراء الغربيين والامريكيين غير ناضجة واعرب التقرير عن قلقه حيال التحليلات التي تقدم في امريكا عن المرشحين للانتخابات الرئاسية الايرانية، من قبل اشخاص لا اشراف لهم على الاوضاع الجارية في ايران، بل ان بعضهم لم يزر هذا البلد منذ فترة طويلة. ** الموضوعات الاقتصادية، اولوية الشعب الايراني وراى المشاركون في الطاولة المستديرة ان الاقتصاد سيشكل القضية الرئيسية في الانتخابات، وان المرشح الذي يقدم رؤية اقتصادية جيدة سيكون له تاثير كبير على تركيبة المقترعين. وتشير الاحصائيات الى ان معدل عمر الناخبين سيكون 38 عاما وهو اعلى باربع سنوات مقارنة بعام 2009، ولذلك فان هناك احتمال قوي بان يصوت الناخبون على اساس الموضوعات الاقتصادية بدلا من القضايا الاجتماعية. ** المشكلة في التواصل مع خارج البلاد وراى التقرير ان المشكلة الرئيسة التي يواجهها الايرانيون حاليا تتمثل في التواصل مع الخارج. وهذه المشكلة وقبل ان تكون بسبب الحظر المفروض على ايران تنشأ من سوء الادارة الاقتصادية. ** هدف الحظر تغيير النظام الايراني ومن الموضوعات الاخرى التي جرى مناقشتها في الطاولة المستديرة يمكن الاشارة الى موقف قائد الثورة من مطالب مجموعة 5+1. فالاعتقاد السائد في طهران هو ان الضغوط الاقتصادية الخارجية تستهدف تغيير النظام وليس التوجهات النووية . وما يعزز هذا الاعتقاد هو اسلوب صياغة العقوبات الأخيرة والتصريحات الاخيرة للمسؤولين الاجانب. ** المراكز الاستخباراتية الايرانية المتطورة واجمع المشاركون على ان الاستخبارات الايرانية المتمثلة ب "حرس الثورة الاسلامية" و"وزارة الامن" تحظى بتنظيم وفاعلية فائقة وطبعا ذكية جدا. ففي الوقت الراهن يجري هناك جيش سايبري (الكتروني) يتكون من الشباب، ولكن المشكلة التي تواجهها هذه المؤسسات الاستخباراتية هو التنافس القائم فيما بينها ما يحول دون بلورة مؤسسة امنية موحدة. ** الشعب الايراني يدرك مدى تاثير المسالة النووية على حياته ويزعم التقرير ان الرئيس المقبل لا يحظى بمسؤولية مباشرة حيال الملف النووي، الا انه وبلاشك سيكون من صناع القرار الرئيسيين في هذا المجال ويضيف ان المقترعين الايرانيين لا يضعون المسالة النووية ضمن اولوياتهم الانتخابية، ولكنهم يدركون جيدا مدى تاثيرها على معيشتهم. ** هل سيؤدي التغيير في الحكومة الى التغيير في السياسة الايرانية - الافاق الاعتقاد السائد في الاتحاد الاوروبي هو ان مجيء رئيس جديد لن يغير في مواقف الجانبين، بل انه سيواصل سياسات الحكومة السابقة. ولكن مسؤولو الاتحاد الاوروبي يعتقدون ان السبب الرئيس لوصول العلاقات المتازمة بين الجانبين الى هذه المرحلة المتقدمة هي سياسات "احمدي نجاد". واختلف المشاركون حول دور رئيس الجمهورية؛ فمنهم من وصفه بانه شخصية محورية، فيما راى اخرون بانه مجرد مسؤول لا يحظى باي نفوذ. فمن منظار الاتحاد الاوروبي السلطة الحقيقية في ايران هي للقائد وما لم تنته هذه القيادة فان هذه السلطة لن تشهد تغييرات جذرية. ** العلاقات بين ايران واوروبا تركزت على القضية النووية خلال الاعوام الاخيرة ويعتقد التقرير ان ساسة اوروبا ينظرون الى علاقات بلدانهم مع ايران من منظار المسالة النووية. وفي هذا الاطار اشار احد المحللين الى سؤال وجهه لاحد كبار المسؤولين الالمانيين مضمونه هل ستدعم المانيا اجراء محادثات شاملة مع ايران من أجل تشجيع الدبلوماسية ان وافقت الاخيرة على تلبية مطالب مجموعة 5+1 واعتماد اجراءات لبناء الثقة في المجال النووي ؟ فكان الرد بالسلب. ** الاتحاد الاوروبي تحول الى حليف لامريكا النقطة التي تم التاكيد عليها في هذا الخصوص هي ان الاتحاد الاوروبي وخلال المفاوضات النووية ابتعد عن مفهوم الوساطة والحيادية ليتحول تدريجيا الى حليف لامريكا؛ ومن المحتمل ان تحضر الحكومات المقبلة الى طاولة المفاوضات بهذه الرؤية والتوجهات. ** هدف امريكا فرض العزلة على ايران السؤال الذي ناقشته الطاولة المتسديرة في هذا الخصوص هو هل تنوي امريكا فتح قناة ثنائية مع ايران خارج القضية النووية؟. فكان الرد بان هذا الامر غير محتمل بسبب سياسة الولاياتالمتحدة الرامية لعزل ايران. وقد انتقد الحضور هذه السياسة الامريكية تجاه ايران، لان اصرار امريكا على هذه السياسة يزيد من احتمال المواجهة بسبب سوء الفهم القائم. ومن جهة اخرى جرى الاشارة الى ان هناك احتمال بان يقرر اوباما اظهار "ارادة سياسية" جديدة عبر الدعوة الى الحوار مع إيران من خلال مقترحات جديدة، ولكن ايران هي التي يجب ان ترد على هذه الخطوة في النهاية. ** منع ايران من المشاركة في مفاوضات حل ازمة سوريا مؤشر على سياسة المواجهة في خصوص الازمة السورية اعلن وزيرة الخارجية الامريكية جون كيري، انه لن يسمح لإيران بالمشاركة في المحادثات المقبلة لحل الازمة. واعرب المشاركون في الطاولة المستديرة عن اعتقادهم بان هذا الامر يشير الى عدم الفهم الصحيح لفوائد التعاون الشامل لحل الازمة السورية. ** سياسة الرئيس القادم حيال المسالة النووية وحول التغييرات التي يمكن ان تحدث بعد اختيار الرئيس الجديد اشار احد المحللين الى موقف سابق ل " علي لاريجاني " عام 2005، حيث اشار الى ان امام ايران ثلاثة خيارات هي : الاستسلام ، التمرد باحترام وترسيخ المكاسب. السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو الخيار الذي سينتهجه الرئيس الجديد. يقال ان القيادة الايرانية تفضل الخيار الثاني ولكن رئيس الجمهورية لديه عنصر المناورة. ويقال ايضا ان عجز مجموعة 5+1 في تقديم مبادرات جادة لايران، جعلت مهمة حصول رئيس الجمهورية على موافقة القائد للتوقيع على اي اتفاق امرا صعبا. ** ضرورة الغاء الحظر وفيما يتعلق بالحظر، يعتقد التقرير انه يمكن الغاء الحظر المفروض على القطاعات المصرفية والتجارية رغم ان غالبية الحظر جرى وضعه من قبل الاتحاد الاوروبي ورفعه هو جزء من عملية مبنية على اتخاذ خطوة في مقابل خطوة. ** نظرة ايجابية حيال تغيير سياسة ايران النووية بعد اختيار الرئيس الجديد واشار التقرير الى ان ايران وفي نهاية الحرب المفروضة وحين لم يكن يتوقع اي احد وافقت بشكل مفاجيء على وقف اطلاق النار، مؤكدا ضرورة التحلي بنظرة ايجابية حيال تغيير سياسة ايران بعد اختيار الرئيس الجديد، لان تغيير الظروف قد يؤدي الى تغيير السياسة وهذا المبدا هو الذي يعزز الامل بحصول تغيير في السياسة النووية الايرانية.