د. محمد سالم الغامدي على اثر نتائج الأحداث المؤسفة والأوضاع المأساوية التي يعيشها إخواننا من الشعب السوري الشقيق والتي نتج عنها الكثير من حوادث القتل والتشريد للأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن اجتمع الكثير من رجال الدين المسلمين من مختلف البقاع من أهل السنة والجماعة بالعاصمة المصرية القاهرة بغرض مناقشة خلفيات ونواتج تلك الأحداث وتحديد سبل الحل للخروج من مآزقها الصعبة والمتشعبة ، وخاصة أن تلك الأحداث قد تحولت من مسار الثورة الشعبية الجماهيرية المنادية بالحرية وبمحاسبة قيادتها الطاغية التي سفكت الدماء وانتهكت الأعراض وخالفت كل المواثيق الدولية والمبادئ الإنسانية والتعاليم الشرعية تحولت الى مسارات طائفية على اثر التدخل المباشر من قبل حزب الله المدعوم رسمياً من إيران في تلك الأحداث وصبغها بالصبغة الطائفية التي سيترتب عليها حتماً حرب أهلية لايعلم مداها الا الله . وقد كان من نواتج ذلك الاجتماع ذي الصبغة الدينية أن نادى الكثير من المجتمعين وخاصة بعض النافذين دينياً منهم بالجهاد في سورياً لإنقاذ أبناء الشعب السوري المكلومين بنواتج تلك الأحداث ولعلنا هنا نتوقف قليلاً لمناقشة تلك الدعوة السهلة في لفظها والصعبة جداً في معناها ومتطلباتها ونواتجها علَّنا نخرج بشئ من العقلانية المتزنة الهادئة المقدرة لنواتج المستقبل والمستلهمة لنواتج الماضي ،فالجهاد الذي أمر به ديننا الحنيف له أركان وأحكام وآداب ووصايا وله أنواع أيضاً لكن مايهمنا هو المعنى الصريح للجهاد كما ورد في قوله تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ " و قوله تعالى " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " و قوله تعالى " وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" وقول الله تعالى " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا" و قوله تعالى " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ " ومن السنة النبوية قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " وان لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا و ما فيها ". ومن ذلك نستنتج ان الجهاد يكون للكفار والمشركين كما وانه يكون بالنفس والمال ومن المستوجب على المنادين بذلك أن ينظروا من هذا المنظار الواسع وان لايغلب عليهم الغيرة المتشنجة التي قد تخرج بالأمة الاسلامية الى متاهات لاتحمد عقباها وأن يتجهوا بدعوتهم الى جانب الجهاد بالمال والعتاد أو الى أساليب أخرى قد يتقنها السياسيون أكثر منهم وبالطبع اذا تحقق ان المراد جهادهم بسوريا هم من الكفار والمشركين كما حددت الآية الكريمة ، وجانب آخر لايمكن أن يتجاهله المنادون بذلك وهو استلهام الدروس المستقاة من الدعوات السابقة التي كانت باتجاه أفغانستان ثم البوسنة والهرسك وماترتب على ذلك من نواتج لاتزال آثارها عالقة بالأمة الاسلامية حتى يومنا . لكن الغريب والمؤسف أن أغلب المتحمسين لدعوة الجهاد من رجال الدين في ذلك اللقاء قد انشغلوا بأمور قد تكون في أهميتها لديهم أكبر من أهمية الجهاد كالسفر الى بلدان "الكفر" للسياحة والاستجمام أو استجلاب البضائع لتنمية تجارتهم المتضخمة أو التنعم بما لذ وطاب وحسن داخل أسوار قصورهم الفارهة وترك الجهاد الفعلي في الميدان لابنائنا ممن تكالبت عليهم حياة العوز والفقر وقلة الحيلة أو غرته دعوة شيخ استجلب فيها حياة الزبرجد وحور العين وبعد ذلك سنجد أنفسنا قد دلفنا الى متاهات أخرى قد تقحمنا في مسارب مظلمة لاتحمد عقباها والله من وراء القصد ،، للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :