شبام نيوز . وكالات واصلت القوات النظامية السورية أمس ولليوم العاشر على التوالي قصفها البري والجوي الوحشي مع اللجوء لصواريخ طراز أرض-أرض، على مدينة حمص القديمة والأحياء المحاصرة، محرزة تقدماً بدخولها إلى أجزاء من حي الخالدية، وسط قصف رهيب واستخدام أسلوب «الأرض المحروقة»، تزامناً مع اشتباكات ضارية مع مقاتلي الجيش الحر المعارض في معركة لا يستبعد ناشطو المعارضة أن تكون حاسمة في مساعي الحكومة لقطع خطوط مقاتلي المعارضة وربط العاصمة دمشق بمناطق ساحلية تعد معاقل طائفية للرئيس بشار الأسد. في الأثناء، تعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق لقصف «غير مسبوق» من قبل الجيش النظامي المدعوم بمقاتلي «حزب الله» والميليشيات الأخرى المواليه له، مستخدمة الراجمات وصواريخ أرض-أرض، حيث غطت سحب الدخان سماء المنطقة. وحصدت العمليات العسكرية للأجهزة العسكرية والأمنية النظامية 25 قتيلاً، بينما أكد المرصد السوري الحقوقي أن قوات المعارضة حققت تقدماً على محورين بحيي الأشرفية وصلاح الدين في حلب حيث استولت على مبانٍ عدة إثر اشتباكات شرسة مع القوات النظامية، وصدت محاولات قوات نظامية لاقتحام حي الراشدين، في وقت استهدف فيه الجيش الحر الأكاديمية العسكرية بحي الحمدانية في المدينة نفسها مستخدماً قذائف الهاون. كما بسط الجيش الحر سيطرته الكاملة عى منطقة الكلارية ناحية مدينة خان العسل بضواحي حلب، مستهدفاً بصواريخ جراد مدرسة الحكمة حيث تمكن من تدمير 4 دبابات. وأفاد نشطاء أن السلطات قطعت خدمة الإنترنت عن معظم أحياء حلب لمنع قيام الأهالي باعتصامات وتظاهرات مناهضة لنظام الأسد في ساحة سعد الله الجابري، واحتجاجاً على ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة مع قدوم شهر رمضان الكريم. وبالتوازي، اشتدت الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في حي درعا المحطة بمدينة درعا، تزامناً مع سماع أصوات انفجارات قرب المستشفى الوطني. بينما استهدف مقاتلو المعارضة مطار دير الزور العسكري، وسط قصف شنته القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة في أحياء المطار القديم والحميدية، في وقت هز فيه انفجار قوي مطار القامشلي بالحسكة حيث تصاعدت أعمدة الدخان في سماء المنطقة. وأطلقت قوات الأسد هجوما في حمص منذ 10 أيام مقدمة على قصف بري بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة معززاً بغارات جوية، مستهدفة الأحياء الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وسط المدينة. وقال المرصد إن منطقتي باب هود والصفصافة في المدينة القديمة قصفتا بالمدفعية وقذائف المورتر والدبابات مما أوقع إصابات. وأضاف بالبريد الالكتروني أن اشتباكات شرسة وقعت صباح أمس بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش. ولم يذكر عدد الضحايا الذي يصعب التحقق منه جراء القيود الأمنية والقيود المفروضة على الإعلام. وقالت طبيبة تعمل في حمص مع عائلات النازحين إنها سمعت دوي قصف مستمر خلال الأيام القليلة المنصرمة. وأظهر تسجيل فيديو بثته جماعة ناشطة في حمص الدخان وهو يتصاعد من مبان لحقت بها أضرار وسط دوي إطلاق نار وانفجارات في الشوارع الضيقة. ويظهر في التسجيل مسجد خالد بن الوليد الذي لحقت به أضرار بالغة مثله مثل العديد من الآثار السورية.من ناحيتها نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري قوله إن الجيش قتل «إرهابيين» في عدد من مناطق حمص أمس، بما في ذلك باب هود وفي بعض البلدات حول ثالث أكبر مدينة سورية. وأكد الناشط الإعلامي أبو بلال الحمصي إن «الحملة الشرسة على حمص مستمرة لليوم العاشر على التوالي واستطاعت قوات النظام أن تدخل إلى أجزاء من حي الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام أسلوب الأرض المحروقة». وأشار إلى أن «السيناريو يشبه سيناريو القصير»، في إشارة إلى المدينة الاستراتيجية التي سقطت مؤخراً بيد قوات النظام في ريف حمص بعد حصار طويل وحملة قصف كثيفة. وأضاف في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب «الحملة شرسة لم نشهد مثلها منذ بدء الثورة». وأوضح رداً على سؤال أن قوات النظام باتت تسيطر على كتل من الأبنية تشكل حوالى 30٪ تقريباً من مساحة حي الخالدية شمال مدينة حمص، وانها تقترب من مسجد خالد بن الوليد. وتبلغ مساحة الأحياء التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة وسط حمص حوالى كيلومترين مربعين. وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع «يوتيوب» تسمع فيه بوضوح أصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد خالد بن الوليد، فيما الشوارع مغطاة بالركام. ويُظهر الشريط دماراً هائلًا وأرضاً مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار. كما بث ناشطون شريطاً آخر تظهر فيه حرائق مشتعلة في عدد من المحال التجارية والمنازل بمنطقة غير محددة من حمص. وقال المرصد إن «الاشتباكات العنيفة» مستمرة بين «مقاتلين من كتائب المعارضة والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها عند أطراف حي الخالدية»، مشيراً إلى «أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين». من جهته، أشار الناشط مجاهد الحمصي على حسابه على سكايب إلى أن «مائتي قذيفة هاون وصاروخ سقطت خلال نصف الساعة بعد السادسة صباحاً على الخالدية». وقال أبو بلال إن النظام «يستخدم كل الأسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات»، موضحاً أن «حوالى ألف قذيفة تسقط يومياً على أحياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص». كما أشار إلى وجود «800 عائلة محاصرة بهذه الأحياء مع آلاف الثوار الذين يقاتلون بسلاح خفيف». وبالتوازي، ذكرت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات أمس، أن «الجيش السوري فرض سيطرته على القسم الأكبر من حي الخالدية». ونقلت عن مصادر عسكرية في حمص وريفها قولها إن الجيش سيطر، بعد مواجهات عنيفة مع (الإرهابيين)، على كامل الجهة اليسارية من شارع القاهرة ابتداء من دوار القاهرة ووصولًا إلى شارع الزير من الجهة الشرقية لحي الخالدية». ونقلت عن المصادر قولها إن وحدات الجيش «سيطرت أيضاً على معظم الكتل المحيطة بمسجد الصحابي خالد بن الوليد». كما أشارت إلى أن «وحدات من الجيش واصلت تقدمها في حي باب هود». وبدورها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس، أن الجيش النظامي عثر «على نفق يبلغ طوله نحو 500 متر» وارتفاعه 170 سنتم، «ويمتد من حي باب هود باتجاه حي جورة الشياح من جهة الشرق كان (الإرهابيون) يستخدمونه في التنقل ونقل الأسلحة والذخيرة». وبعد ظهر أمس، أكد المرصد انفجار سيارة مفخخة في شارع الحضارة بحي عكرمة ذي الغالبية العلوية في حمص، مما تسبب بمقتل 5 أشخاص وإصابة 30 آخرين، مبيناً أن الانفجار «تزامن مع سقوط قذيفتين على الحي نفسه. من ناحيتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية إن «سيارتين مفخختين انفجرتا»، مشيرة إلى «معلومات أولية عن وقوع ضحايا بين المواطنين».