بقلم / الدكتور محمد علي السقاف تمر القضية الجنوبية في منعطف خطير وتواجه ثلاثة تحديات جسيمة قد تؤدي بالثورة الجنوبية الي طريق مسدود المنعطف الخطير التي تمر به القضية الجنوبية ——————————- النجاحات الكبيرة التي حققها شعب الجنوب منذ انطلا قة الحراك في 2007 وص...ولا الي عامنا هذا في 2013 تمثل تجربة استثنائية بين تجارب الثورات العربية المعاصرة وتمثل ايضا سابقة فريدة مع تجربته الذاتية في مرحلة النضال للحصول علي استقلاله من بريطانيا سبب التميز في التجربة الجنوبية عن جميع نضال الثورات العربية المعاصرة والحالية تكمن في ان نضال الشعوب في فترةالخمسينات والستينات كانت تهدف الي تصفية الاستعمار الغربي الجاثم علي اراضيها بينما الثورة الجنوبية تهدف الي انهاء الاحتلال الشمالي للجنوب منذ حرب 1994 وتتميز الثورة الجنوبية عن الثورات العربية التي يطلق عليها ثورات الربيع العربي الهادفة الي اسقاط الانظمة القائمة بتاسيس انظمة جديدة تتماشي مع المعايير الدولية القائمة علي الحريات والدفاع عن حقوق الانسان وبناء الدولة العصرية دولة سيادة القانون والمواطنة المتساوية والقضاء علي الفساد ....الخ ذلك والثورة الجنوبية تجمع في اهدافها التحرير والاستقلال وتبني اهداف ومبادىء ثورات الربيع العربي ليس من منظور تغيير النظام السياسي لانه غائب في الجنوب بغياب دولة الجنوب وانما من منظور تبني المبادىء الثورية المعاصرة من الدولة المدنية ودولة سيادة القانون،،،،،،الخ ذلك والخطورة علي القضية الجنوبية ان النضال من اجل التحرير والاستقلال الشخصيات والقيادات والمكونات المطالبة به وحدها غير مؤهلة او قادرة اطلاقا تحقيق هذا الهدف واذا استطاعت تحقيق ذلك التحرير والاستقلال فان ثقافتها وماضيها في الحكم في دولة الجنوب لن يؤدي الي ارساء نظام سياسي جديد التحديات الثلاثة التي تواجه الثورة الجنوبية التي قد تؤدي بها الي طريق مسدود ————————————————- ثلاثة تحديات رئيسية تواجه الثورة الجنوبية : 1- القيادات القديمة 2- تحدي اليمن الشمالي 3-التحدي الاقليمي والدولي سيقتصر تناولنا الان فقط علي التحدي الاول تحدي انفراد القيادات القديمة بتزعم وقيادة الحراك يمثل الخطر الاكبر علي الثورة الجنوبية —————————————————- 1- المقصود بالقيادات القديمة (القيادات التاريخية واغلب القيادات الميدانية البارزة ومعظمها تتبع القيادات التاريخية) 2-السجل التاريخي للقيادات غير نظيف لكل واحد منهم ملفهم مفعم بانتهاكات حقوق الانسان واستخدام العنف المفرض ضد المواطنين تم في اطار التسامح والتصالح التغاطي عن ماضيهم المؤلم في سبيل طى صفحة الماضي لمصلحة القضية الجنوبية كما ان علاقاتهم بدول الاقليم والدول الكبري كانت عدائية مع البعض وغير ودية مع البعض الاخر والدول مثل الافراد والمجموعات تحتفظ لنفسها الرغبة في الانتقام من عدو الامس 3- بعض القيادات متهمة بحصولها علي دعم من قوي اقليمية متنازعة لها مصالح وطموحات اقليمية ودولية في الجنوب فد تحول الجنوب الي ساحة صراعات بينها او كورقة تستخدمها امام القوي الدولية في سبيل تحقيق بعض مصالحها القومبة مقابل وقف دعمها للقضية الجنوبية 4-القناعة الشخصية سواء كان ذلك صحيحا ام لا ان بعض القيادات الكبيرة ليس من مصلحتها ان تحل قضية الجنوب بشكل سريع للارتباط العضوي بين مصالحهم الشخصية في تدفق الاموال اليهم وبقائهم تحت الاضواء كممثليين لشعب الجنوب لعلمهم ان حل القضية دون تعليق الحل سيؤدي الي سحب الاضوأء عنهم ووقف الهبات المالية التي يحصلون عليها 5-غياب التسامح والتصالح بينهما كما هو ساري علي المستوي الشعبي فالحساسيات بين القيادات لا زالت قائمة وما يزيد الدين الطين بلة ان احد القيادات اعتبر نفسه انه الرئيس الشرعي في حين ليس من المعلوم من اين استمد شرعيته ومتي تم انتخابه من قبل شعب حتي يكسب صفة الرئيس الشرعي ولعل ازمة مصر الحالية تعطي درسا بليغا بهذا المعني كيف ان الدكتور مرسي انتخب ديوقراطيا في انتخابات رئاسية تم عزله من منصبه بارادة جماهيرية كاسحة نظرا لاعتبار مناهضيه انه فشل في الحكم وسعيه الي اخونة مؤسسات الدولة في حين المدعي بالرئيس الشرعي للجنوب كان هو الذي ادخل الجنوب في النفق المظلم للوحدة والمسؤول الرئيسي في هزيمة الجنوب لاول مرة امام الشمال في حرب1994 6- جميع القادة التاريخيين واغلب القيادات الميدانية ينتمون الي الحزب الاشتراكي اليمني بشكل او اخر لم يعلنوا ويؤكدوا علي هوية الجنوب وانتمائه الي الجنوب العربي لانهم لمدة عقود يؤكدون علي يمنية انتماء الجنوب ويروجون هذا الانتماء ويغروسوه في المجتمع الجنوبي وكذلك الثقافة الشمولية التي ترعرعوا في ظلها لمدة عقدين ونصف من الصعب ان يتحولوا الي افراد يؤمنون بالديموقراطية والحريات العامة مهما حاولوا اظهار عكس ذلك 7-مجمل المعطيات السابقة التي اشرنا اليه اعلاه تفسر الصراعات علي الزعامة لارتباطها بالمكاسب المالية التي يجنونها من عدم حل القضية وببقائهم تحت الاضواء الاعلامية وتجذر العقلية الشمولية برفض اي مبادرة او خطوة تقوم بها اطراف منافسة لها وان كانت تخدم القضية الجنوبية يتم التشكيك بجدواها بل اعتبارها انها تمثل خيانة للقضية الجنوبية كمشروع البصمة المليونية المطالبة بالتحرير والاستقلال وهي مبادرة مستقلة للشباب تهدف الي التاكيد علي مطالب شعب الجنوب كمطالب حركة تمرد في مصر المستقلة عن احزاب المعارضة المصرية لان مبادرة البصمة لم تظهر من قبل المكونات الرسمية تم التشكيك بها وهي عقلية شمولية بامتياز وبنفس السياق احد المكونات تتبني المليونية في المكلا يتم افشالها بتنظيم العصيان المدني بما في ذلك في المكلا نفسها هل يعقل هذا والاعلام الجنوبي المتمثل بعدن لايف يحجب التغطية عن الفعاليات المنافسة للتي يدعو اليها الرئيس البيض بينما في جميع الفعاليات يطلب من زبانية القادة رفع صورهم بعكس ما رأينا في مليونيات مصر لم ترفع الجماهير صورة اي من قيادات المعارضة لنظام مرسي والاخوان هذه الصراعات علي زعامة الجنوب وسلوكهم المشين من البعض منهم علي الاقل يعطي رسالة سلبية للقوي الاقليمية والدولية علي الانقسام الشديد والتنافس بين القيادات مما يجعل العالم يتساءل هل من الممكن لمنطفة جدا حيوية كالجنوب ترك هذه المنطقة تدار من فبل اشخاص ليسوا علي مستوي المسؤولية ام من الافضل ايجاد مخارج اخري وقيادات جديدة تتولي شان الجنوب هذه تساؤولات مشروعة في الخلاصة ======= يتوجب علي القوي الحية في الجنوبالبحث عن حلول اخري ماهو مؤكد ان الثورة الجنوبية جعلت شعب الجنوب يكتشف ذاته و بروز دور شبابه الريادي في النضال التوري وابداع نخبه المثقفة في الدفاع عن قضيته وتتطلب حاجة الوفاق الوطني الجنوبي الاستعانة بقدر الامكان بالقيادات القديمة وعدم اقصائّها بالكامل عن المشهد الجنوبي وذلك حتي تحقق الثورة اهدافها ويتحمل جيل الشباب المسؤلية التاريخية لقيادة الثورة لان مستقبل الجنوب مرتبط بهم ولا حل من دونهم