اتخذت شرطة دبي إجراءات احترازية عدة لردع مثيري الفوضى والمتهورين، في اليوم الوطني، من خلال ضبط عدد كبير منهم خلال الأيام الأخيرة، وحجز 154 مركبة، منها سيارتا كورفيت تسابقتا بسرعة جنونية على شارع دبي العابر تحت غطاء عدد من المركبات الأخرى، فضلاً عن سائقي دراجات مقنّعين خالفوا القوانين، وحاول أحدهم صدم دورية شرطة، وتسبب في إصابة أفرادها. وقال مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي اللواء محمد سيف الزفين، إن «فرق الإسناد المتخصصة في ملاحقة مثيري الفوضى استطاعت الحدّ من السباقات غير الشرعية ، لكن لايزال هناك شبان يصرون على تحدي القانون وتعريض حياة مستخدمي الآخرين للخطر». وأضاف أن دوريات الإسناد رصدت بعد منتصف ليلة الجمعة، 9 نوفمبر الجاري، مجموعة من المركبات تسير بسرعة كبيرة، كأنها في سباق، لافتاً إلى أن الدوريات تابعت الموقف عن كثب، وأدركت أن هناك سباقا في المقدمة بين سيارتي كورفيت، إحداهما تحمل لوحة أبوظبي والأخرى الشارقة، فيما كانت تلاحقهما مركبات عدة بغرض التغطية ومراقبة السباق. وأشار إلى أن المركبتين الأماميتين كانتا تسيران بسرعة جنونية، تتجاوز 250 كيلومتراً في الساعة. وحين لاحظ سائقو تلك المركبات أن الدوريات تراقبهم، بادروا إلى الفرار بطريقة شديدة الخطورة، مخالفين الأنظمة والقوانين المرورية، ومثيرين حالة من الذعر بين مستخدمي الطريق الآخرين. وتابع الزفين أن الدوريات أوقفت أحد سائقي سيارتي الكورفيت، وسجلت أرقام لوحات المركبات الأخرى، التي تمكن سائقوها من الفرار، مشيراً الى استمرار ملاحقتهم، نظرا لتعمدهم التسابق على الطرق العامة، وتعريض حياة آخرين للخطر، فضلاً عن الهروب من الشرطة. وأوضح أنه بسؤال سائق المركبة المضبوطة، أفاد بأن تنسيقاً تم بين كراجين في أبوظبي والشارقة على تنظيم سباق بين مركبتين من النوع نفسه (كورفيت) في طريق واسع وسريع، لمسافة محدودة، لا تتجاوز 500 متر تقريبا. وانطلقت المركبتان بسرعة جنونية من نقطة الصفر، تلاحقهما مركبات المراقبة والتأمين التي قدمت من الإمارتين، إضافة إلى مركبة واحدة من دبي. وأكد الزفين حجز المركبة الاولى في موقع السباق، فيما حضر سائق المركبة الثانية، وتم حجز مركبته في اليوم التالي، ونظراً لمبادرته بتسليم سيارته بنفسه، فقد تم الاكتفاء بتحرير مخالفة التسابق له، فيما تم تحرير مخالفة التسابق والهروب وتعريض حياة آخرين للخطر لبقية المركبات التي هرب سائقوها من الموقع. وأقر السائقان الاول والثاني بأن دوريات الاسناد ضبطتهم فعليا في حالة سباق، وأشارا إلى أنهما تلقيا اتصالات طلبت منهما الحضور للتسابق والتحدي. وعلى ضوء ذلك، حضرا بعد التنسيق هاتفياً في ما بينهما، ولا يعلمان كيف عرفت دوريات الشرطة بمكان السباق وموعده. وقال الزفين إن «دوريات الإسناد رصدت سباقاً آخر في شارع الظلام، وحاول سائقا مركبتين متورطان إنكار السباق، مشيرين إلى أنهما كانا مسرعين فقط، لكن أحدهما أقر بأنه كان في سباق فعلاً، بعد توضيح ما ينطوي عليه هذا السلوك من مخاطر، وشرح أن الآخر تحداه على الطريق، فوافق على تحديه». وتكرر الموقف نفسه في سباق آخر على شارع طرابلس. إلى ذلك، أكد الزفين ضبط مجموعة دراجات من نوع رابتر (أربعة إطارات) كان يقودها أشخاص مقنّعون في الطرق العامة، مستعرضين أمام دوريات مرورية. وقد صدم أحدهم دورية شرطة قبل أن يحاول الهروب من الموقع بدراجته، فتسبب في إصابة اثنين من أفراد الشرطة بخدوش، إلا أنه لم يتمكن من الابتعاد كثيراً، بسبب إبطال محرك الدراجة، فحاول الفرار على قدميه، لكن الدوريات استطاعت ضبطه، كما ضبطت الدراجات التي هربت من الموقع مع سائقيها.