خاص بيروت لماذا لبنان؟ البرنامج مصرى، قناة مصرية خالصة، متسابقون مصريون، حكام مصريون فلماذ بيروت إذن؟ كان ذلك هو السؤال الذى فرض نفسه خلال الحلقة الجديدة لبرنامج «صوت الحياة»، وجاءت الإجابة صوتا وصورة بعد أقل من يوم من وجودنا هناك فى كواليس الحلقة التى أقيمت مساء الأربعاء الماضى. الحقيقة وعلى غير العادة ذهبت حاملا أفكارا مسبقة، فالتجربة فى بدايتها تركت انطباعا سيئا لدى كثيرين وأنا كنت أراه نكهة نمطية مكررة لمثل هذه البرامج التى شاعت فى الفترة الأخيرة، وكان فى ذاكرتى كل التصريحات التى أطلقها الملحن الكبير حلمى بكر أحد حكام «صوت الحياة» على برامج اكتشاف المواهب العربية والتى نالت انتقادات بكر وآرائه. فى بيروت الاستوديوهات أكثر من المنازل، تلك هى النتيجة التى يمكن أن تصل لها وانت تتحدث مع «رونى جزار» صاحب شركة الإنتاج التى تولت تنفيذ وانتاج البرنامج بأحد الاستوديوهات هناك، والذى وضع نقاطا يمكن أن تصفها بأنها خريطة طريق للإجابة عن السؤال، بيروت لماذا؟ حيث أكد أنه كان من المفترض تنفيذ البرنامج فى القاهرة خاصة أن المراحل الأولية كلها تمت فى مصر، ولكن حدث أن الاستوديوهات فى القاهرة على حد قوله كانت مشغولة، وهناك أيضا جانب مهم، وهو أن فريق العمل الذى تعتمد عليه شركة الإنتاج التى تعاونت معها قناة الحياة كلهم من الفنانين اللبنانيين والذين يعدون إحدى دعامات الشركة التى سبق وأن أنتجت برنامج «أرابز جوت تالنت» وستار أكاديمى وغيرها من البرامج لصالح قنوات أخرى، واستعانت الحياة بهم لهذه الخبرة فى مجال تنفيذ مثل هذه البرامج، رونى الذى يستعد هو وقناة الحياة لبرنامج آخر مع مطلع العام الجديد يقول عنه إنه سوف يكون أكبر برنامج فى الشرق الأوسط دون أن يفصح عن تفاصيل له قال إن هناك عوامل كثيرة أخرى غير الاستوديوهات وفريق العمل منها التقنيات الحديثة والخبرة ولم يخفِ أن الأجور والتكلفة ربما تكون أقل بمراحل إذا تم تنفيذ البرنامج فى القاهرة وإن كان قد شدد على أن هذه المسألة ليست السبب الرئيسى لاختيار بيروت. ومن رونى جزار إلى الموسيقار حلمى بكر حتى تكتمل الصورة كان ذلك هو الهدف من اللقاء فسألته: كنت تهاجم برامج اكتشاف المواهب بسبب عدم دعمها للفائزين، فهل هناك ضمانة حقيقية لتحقيق الدعم تأكدت منها قبل الاشتراك فى البرنامج فقال: وهل هناك ضمانة أكثر من الذى ترونه الآن تجاه آخر تسعة متسابقين فى البرنامج، والذين أصبحوا «مشهورين» حتى قبل أن ينتهى البرنامج، فالمطربون المعرفون الآن اندفنوا، وعزاؤهم فى عمر مكرم، وهؤلاء التسعة أصبحوا فى كل بيت، ومازالت هناك خطط لصناعة الفائز حتى يضع قدمه على الطريق وهناك خطط مهمة لمستقبله. قلت له: أليست هذه شهرة وقتية، وهو ما حدث تقريبا فى كل برامج المسابقات فقد كان محمد عطية على سبيل المثال حديث الشارع المصرى وقت عرض برنامج ستار أكاديمى، لكنه اختفى الآن؟ فاعترض بكر قائلا: اختيار عطية كان خاطئا منذ البداية، وهو نفس ما حدث مع شذى حسون بعدها وشادى شامل الذى كان يجب أن يحاكم كل من اختاره! والبرامج السابقة شهدت أخطاء جسيمة لن تحدث معنا إن شاء الله. فعدت لأسأله أن البعض يعيب على صوت الحياة أن الذين يتنافسون فيه أصوات ضعيفة مقارنة بأصوات المشاركين فى برنامج the voice، الذى يعرض فى نفس التوقيت تقريبا؟ فعاد للهجوم مرة أخرى قائلا: لا يوجد إلا صوت واحد فقط فى the voice هو من يمكن أن تقول إنه مطرب، وهو للشاب المغربى الذى يغنى بالإنجليزية، لكن فى برنامجنا كل الأصوات تخطفك، وهى أصوات لها عوامل تأثيرية فلا يمكن الآن قبول صوت قوى جدا دون أن يكون له هذه العوامل ولا مجال الآن للصوت الحرفى، ونحن نقدم صوتا يناسب الزمن وعليه بعد ذلك أن يطور نفسه ليواكب كل الأزمان. ومن حلمى بكر انتقلنا إلى الحفل وكنا فى كواليسه والحقيقة أن وجودنا هناك ساعدنا كثيرا فى اكتمال الصورة حول السؤال «لماذا لبنان؟»، فمنذ الوهلة الأولى تدرك أن هناك خلية نحل تعمل دون كلل أو ملل 150 شخصا و14 كاميرا وعشرات الديكورات والمعدات، الكل يعرف دوره، هذا هو الجانب التقنى وهو على درجة كبيرة من الاحتراف، لكن هناك جانبا آخر يكمل الدائرة، وهو جانب الجماهير التى شاهدت الحلقة التى شاركت بها النجمة نانسى عجرم، صبغت هذه الجماهير على البرنامج روحا مرحة تكرس لمفهوم الترفيه فى لبنان فرغم عدم وجود مشارك لبنانى فى البرنامج إلا أن الحماس الذى شهدته فى الكواليس يساهم فى نجاح البرنامج واستمراره، وأعتقد أن الحلقات النهائية التى تبث على الهواء مباشرة سوف تغير من مفهوم الجماهير عن صوت الحياة، بقى أن نؤكد أن وجود رزان مغربى بحضورها وإعدادها وتركيزها ساهم فى تغيير هذه الصورة أيضا.