ختاما.. في شأن مختلف طالعتنا صحيفة "الرياض" تحت عنوان (زعيمان.. واستراتيجية مختلفة)... توجد حالة تشابه مع الفارق الزمني بين كلّ من «مهاتير محمد»، ورجب طيب أردوغان، فمهاتير استطاع أن يبني دولة وشعباً أخرجهما من العصر الزراعي إلى الصناعي المتقدم، لكن رؤية الزعيمين عندما تضعها تحت المجهر والمختبر السياسي وتطلعات كلّ منهما، تبرز الفوارق وحتى رؤية المستقبل.. وأضافت: أردوغان كان أهم واجبات تحديثه لتركيا وبسبب نجاحه في بلدية اسطنبول التي حولها من إحدى مدن العالم الثالث إلى مدينة حديثة بمداخيل كبيرة، وصل إلى رئاسة الوزراء ليضع بصمته على تحديث النظم، ورفع مستوى بلده من بلد تابع فقير لأمريكا وأوروبا إلى بلد يحصل على مركز متقدم في التصنيف العالمي في التنمية الناجحة. وتابعت: ومتجاوزاً بلداناً أوروبية ظلت تعامل بلده بروح الدونية إلى حدود الرؤية العنصرية، لكن نجاحه خلق رد فعل ممزوجاً بالاحترام والحسد، ولذلك كان فزع أوروبا من دخول تركيا اتحادها أنها ليست أوروبية بالمعنى المتصل بجغرافيتها، وليست جزءاً من ثقافتها.. وزادت: هذه الصدمة أحدثت عند أردوغان تحديات فرضت أن يخرج بنظرية (الطرف والمحور) وفق فلسفة وزير خارجيته الشخصية الاستراتيجية الكبيرة (داود أوغلو) والذي جسد في نظرياته وطروحاته أن القطبية لا تقف على قوتيْ الاقتصاد والترسانات العسكرية المتقدمة، وإنما من خلال الموروث الحضاري والأخلاقي، وأن تركيا بلد محورٍ وليست طرفاً، ومن هنا جاءت سياستها بالخروج من العزلة في محيطها إلى محاولة استقطاب الوطن العربي والعالم الإسلامي من خلال منظور إسلامي معتدل. وأبرزت: ولكن بتطلعات عودة عثمانية جديدة، وهذا ما فسر انفعال ساستها لمجرد انتفاضة الشعب المصري على أسلوب إدارة الحكم من قبل الإخوان المسلمين، والذي كان أحد تطلعات أردوغان بمحور إسلامي قلبه تركيا، وأجنحته مصر وإيران، وأن انكسار أحد الأجنحة أثاره وقطع عليه حلم القطب الإسلامي، وهي رؤية تختلف عن رؤية مهاتير الذي ركز على محيط بلده، ودون تطلعات أن تكون محوراً لأطراف آسيوية أخرى. // انتهى // 06:58 ت م 03:58 جمت فتح سريع