لم تمنع درجات الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة «رضا علي» من أن يجلس بركنه في مهرجان «عبق الماضي وعنفوان الحاضر» التابع لخيرية القطيف السنوي بين مجموعة من الصناديق المزخرفة والمنقوشة بالذهب وأن يحكي بابتسامة عريضة قصة هذه الصناديق. وتساءل رضا إن كان الناس يعلمون عن معنى مسمى «الصناديق المبيتة»، قبل أن يقول: «هي التي تترك ليومٍ ثان، وقديمًا حينما كان يتم تجهيز العروس لبيت الزوجية كانت تصنع لها خزانة كاملة لاحتواء احتياجاتها أو يتم صنع هذه الصناديق لتضع فيها ممتلكاتها سواءً كانت ملابس، أو حلي، أو عطور، وذلك قبل دخولها بيت العريس بليلةٍ واحدة ليسلم إليها في اليوم التالي لليلة الزفاف لذلك سميت هذه الصناديق بالمبيتة، ويطلق عليها أهل القطيف كذلك (المبوت)». وأشار إلى أن هذه الصناديق تأتي متفاوتة الأحجام منها الكبير والمتوسط والصغير وهي عبارة عن تراثٍ خليجي مستورد من الهند ويحتوي على النقوش الهندية ومن ثم أصبحت صناعة حرفية تداولها أهل الخليج لتدخل فيها النقوش الخليجية المتعارف عليها كالنخلة، والدلة، والنجمة، والسيف، والمساجد. وأوضح أن زخرفة الصندوق يتم استيرادها من الهند كالمسامير والإكسسوارات إذ يتطلب الصندوق الكبير نحو 5000 مسمار، أما الخشب فيتم استيراده من أفريقيا. كما بين أن الناس عند الشراء أصبحت تطلب مجلسًا كاملاً وليس صندوقًا فقط، كي يكون الشكل متكاملاً ويوضع كقطعة أثاثٍ جمالية للعرض في المنازل، وأضاف: «إن له العديد من المشاركات في المهرجانات المحلية تعددت ما بين مهرجان الدوخلة، ومكة، وواحتنا فرحانة، ومهرجان خيرية القطيف»، جدير بالذكر أن المهرجان التابع لخيرية القطيف والذي افتتحه رجل الأعمال عبدالعزيز المحروس اختتم آخر فعالياته للموسم العشرين مؤخرًا واستمر لمدة عشرة أيامٍ متتالية.