أبهرتني كلماته وهو يصف الجهود التي قامت بها الجهات المعنية بمكافحة التسول خلال شهر رمضان وأيام العيد، وأطربتني عباراته وهو يؤكد غياب مسلسل التسول الذي اعتدنا رؤية مشاهده الكريهة بفضل الوعي المجتمعي الجميل. إنها شهادة مواطن لا مسؤول رصد الشارع الجداوي خلال شهر مضى وأراد أن يسجل وثيقة رضا ويرسل بطاقة شكر لمستحقيها دون اكتراث منه لاسم الجهة ورجالها. سألته عن الجديد فقال: فى كل عام كنا نعاني أمام المساجد وعلى قارعة الشوارع وعند الإشارات الضوئية من صغار يتاجرون بالعاهات ونساء يتسولن بروشتات العلاج وكبار يبيعون المأساة مقابل الريال، أما العام فقد تغيرت الصورة وبدت الشوارع أكثر نموذجية ليس بفعل الأمن والأجهزة الرقابية وحدها، بل بفعل وعي المواطن بخطورة هذا الوباء الذي يخدش وجه الجمال ويشوه صفاء شوارع العروس. نعم مسلسل التسول في جدة لا يجد اليوم شاشة للعرض ولا شارعًا ولا حارة تحتفي بنجومه.