بقلم/ أكرم أحمد باشكيل في التراث الأدبي جاءت مفردة (الصعلكة) في الأدب الجاهلي لظاهرة إمتاز بها بعض الشعراء الذين تمردوا على قبائلهم ليختاروا لهم حياة خاصة بهم عناوينها التشرذم ورفض الواقع ويقومون بغارات على طرق قوافل القبائل وأمكنة الرعي ويذهبون في جمع ما يغنموه في سد رمق حياتهم والتفضل بباقيه على من هو في شظف العيش وبؤس الحياة وهذه المجموعة بظاهرة حياتها الفريدة التي فيها مافيها من تمرد كانت تعبر عن موقف فردي/ جماعي من مجتمعاتهم تمثل في أشعارهم التي خلدها لنا تأريخ الأدب الجاهلي . لكننا بالمقابل نرى أن مفردة ( الصعلكة) في الترااث الشعبي المتمثل بلهجاتنا العامية الدارجة أن هذه المفردة تعتبر من الصفات الذميمة التي تلصق بالفرد حين يسلك حياة غير سوية عناوينهاالتقطع والنصب والإحتيال مع إنعدام المروءة فيه وهي تجتمع عند الفرد كصفة في مسمى ( صعلوك) وجمعها (صعاليك) وهي بالمطلق سلوك ذميم لا تجد فيه من الإيجاب شيئا يذكر أو يحسب له ..!! في السياسة وإدارة ملفاتها بكل قضاياه نجد من هو اليوم يسلك ذات الطريق وعلى شاكلة النمط الثاني من (الصعلكة) بالمنحى الانتهازي للمفردة بحيث تجد أن القائمين على قضايا الأمة غير مخلصين للقضية ذاتها رغم عدالتها ووقوف شعب كامل معها وهم يبحثون أو لنقل بوضوح يتسكعون بين مكاتب وقنصليات وسفارات ودول بحثا عن مغانم لهم يتعيشون منها سبيلا منهم لسد حاجاتهم وفق قاعدة إستثمارية بخسة و( وسخة) بالمعنى الدنيء للمفردة وهم بذلك يعكسون الوجه القبيح ل( المتصعلك) بالمعنى الشعبي للمفردة وهو مايفضي بنا توصيفا نحو الصعلكة السياسية ..!! في الجنوب والقضية الجنوبية كثر صعالكة السياسة وباتوا من خلال مواقفهم المتقلبة والباحثة لها عن مكان واللاهثة نحو مغانم في ماهو قادم لما يرونه يترتب بشكل خفي ومعلن وهم لايذهبون فقط لقراءة حصيفة لمايحدث ويتعاطون معه وفق أجندة سياسية صرفة لكنهم نراهم يمدون يدهم بل ويبحثون عن من يريد تسويق مشروعه في هذا الوطن المكلوم بأبخس الأثمان ولو على حساب أهله ومجتمعه وهم بذلك يقبضون ويتقلبون دون مراعاة لشيء سوى لإمتلاء جيوبهم بحفنة من المال السياسي الملوث عناونهم العريض انتهاز الفرصة خير من انتظار القادم ..!! لقد أدرك الشعب جل هؤلاء وباتوا في حكم المغضوب عليهم والمنبوذين منه لكنهم مع ذلك ظلوا يراوحون ويراوغون في ظل سوق العرض والطلب التي تعج بأمثالهم وبمشاريع تبحث لها عن مسوقين متسولين سياسيا ولا غرابة في تكرار أدوارهم وزيادة أقنعتهم ولوك أسمائهم في كل محفل ولسان ..!! والسؤال الذي يتوقف عنده العامة قبل الخاصة حول هويات هؤلاء والى متى سيظلون عامل إعاقة لقضية شعب وخيار أمة في حقه لتقرير مصيره؟؟!! لم يعد بالإمكان السكوت والإنتظار طويلا سبيلا منا الى معرفة الحقيقة وكشف المستور والإنتقال بالقضية العادلة من حالة المراوحة الى حالة تهيأ فيها الأمور لأخذ زمام المبادرة للإنتقال بالحالة الثورية للحظة إقتطاف ثمار نجاحها بوحدة الصف وتوحيد الجهود ونفي الذات من عملنا والإعتماد على الشباب كرافعة حقيقة في العمل وتجريم إستخدام المال السياسي في العمل الثوري والنضال الشعبي اليومي وتصفية الجيوب والدروب من هذه الصعلكة السياسية التي ظهرت علينا كحالة طارئة يجب التعامل معها بحذر وعدم الاصطدام بها تحت يافطة التخوين بحيث يكون الفرز طبيعيا ووفق نسق تطورات وإمتدادات الحالة الثورية الجارية على الواقع وفي الميدان بمشروع موحد يحمل رؤية الإجماع الوطني القائم على مشروعية حق تقرير المصير وإختيار مايراه شعب الجنوب لنفسه بحرية تامة ..!!