وجد الدكتور أحمد حبيب محمود أحمد في مناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام 1434ه /2013م الفرصة سانحة لتقديم كتابه «السيد حبيب محمود أحمد.. لمحات من سيرة ومسيرة إنجاز». حيث عمد في «تقديم» مؤلفه إلى إثبات حياده وقراءته الموضوعية لسيرة والده، دون أن يكون لهذه العلاقة أي أثر في نهجه العلمي في مؤلفه، مشيرًا إلى أنه اضطلع بهذه المهمة لقناعته أن التراجم للأعلام تقتضي معرفته، ولن تجد الأقرب لهذه المعرفة من الأبناء والإخوان والأصدقاء والزملاء، وكل من هو في المحيط القريب ممن يكتب عنه. ولا يخفي المؤلف تردده في الكتابة أول أمره خشية رميه بعدم الحياد والانسياق وراء عاطفة البنوّة، غير أنه نحّى هذا الإحساس جانبًا بعد مشورة من زملاء له، ليكون منطلق كتابته عن «السيد حبيب محمود» ليس بوصفه والده، وإنما بوصفه «أحد رجالات المدينةالمنورة»، ولهذا لم يخض الابن في سيرة والده إلا على هدًى من مصادر علمية، وأوراق خاصة لم يكن لغيره الاطلاع عليها، «مما جعل هذه الترجمة تعتمد على التأصيل للموضوع بقدر المستطاع»، بحسب تعبير المؤلف نفسه. وقبل الدخول في فصول الكتاب يقدم الأستاذ الدكتور عاصم حمدان، أستاذ النقد والأدب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة «تمهيدًا» أثبت فيه كلمات للتاريخ عن «السيد حبيب محمود»، ومن ذلك إشارته إلى أنه كان مديرًا لمدرسة الفلاح بعد وفاة مؤسسها السيد أحمد الفيض آبادي، ومدرسة العلوم الشرعية كذلك، ذاكرًا ما كان يتحلى به من صفات طيبة، وأخلاق مكرومة، ووضعه الاجتماعي البارز. يتألف الكتاب من ثمانية فصول، قدم المؤلف في أولها «نبذة عن حياة السيد حبيب محمود أحمد ودوره الرائد في النهوض بمدرسة العلوم الشرعية»، مستهلاً هذا الفصل بإثبات نسبه المتسلسل من نسل سيدنا الحسين بن علي، مشيرًا إلى أنه ولد في العام 1338ه بالمدينةالمنورة، وكان وحيد والديه من الذكور، مقدمًا لمحات عن مسيرته التعليمية، ودوره الرائد في النهوض بمدرسة العلوم الشرعية. في الفصل الثاني يستعرض المؤلف المناصب التي تقلدها السيد حبيب والمهام التي كلف بها، ومن ذلك تعيينه عضوًا في لجنة العين الزرقاء، وعضوًا في المجلس الإداري بالمدينةالمنورة، ثم نائبًا لرئيس المجلس، ورئاسة الغرفة التجارية، ومشرفًا على دوائر وزارة الأوقاف وشؤون الحج بالمدينةالمنورة، وعضوًا في الهيئة الإدارية الاستشارية لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة، وغير ذلك من الوظائف والمهام التي تولاها. ثم عرض المؤلف في الفصل الثالث صورًا لتواصل السيد حبيب الدائم مع ولاة الأمر وكبار المسؤولين، مدعمًا هذا التواصل بصورة ومكاتبات موثقة، وقريبًا من ذلك يختار المؤلف مقتطفات من علاقات والده الاجتماعية، ناشرًا أرشيفًا مصورًا من حياته. أما في الفصل الخامس فندخل مع المؤلف في مكتبة السيد حبيب العامة بالمدينةالمنورة، حيث باتت تمثل معلمًا حضاريًا وحرصًا ثقافيًا وعلميًا. وفي الفصل السادس يرصد المؤلف أصداء رحيل السيد حبيب الذي وافته المنية في يوم 8 رمضان 1423ه الموافق 13 نوفمبر 2002م، وتابع هذه الأصداء في الفصل السابع بإيراد لمحات من مراسم العزاء ومشاركة أصحاب السمو الملكي الأمراء فيه، أما الفصل الأخير فقدم فيه المؤلف ما كتبه أصدقاء الراحل وزملاؤه بعد رحيله.