بقلم الكاتب / حسين عبدالرحمن باعباد في بلادنا – الجنوب – عمت الشارع المظاهرات العارمة للتعبير عن السخط والرفض بالاحتلال والمطالبة بالاستقلال .. وكان اوج ذلك هو المليونيات ( وان كانت رمزيه ) .. فأفرح ذلك كل النفوس الخيرة وازداد التفاؤل والامل بقرب موعد النصر . وتلى تلك المظاهرات صعود حركة الاعتصامات .. وهي الاخرى لقت نجاح باهر وزادت منه وتيرة الامل .. لكن هل حققت الاعتصامات الهدف . هذا سؤال كبير ,وسأحاول ان اجيب عليه بشيء من الايجاز. العصيان المدني عادة ما يأتي في نهاية المطاف .. أي انها السقطة الاخيرة للثور ليتولى بعدها الذباح من انجاز عمله .. بالمعنى السياسي هي المرحلة الاخيرة للقوى السياسية المعارضة بالانقضاض على السلطة بعد ان تكون قد شاخت او تمادت في طغيانها .. هذا هو جانب من جوانب قيام العصيان المدني الشامل وهو الجانب الاعم والاشمل . وفي حالات اخرى كما هو حال واقعنا .. المطلوب هو التنوير الاعم للمجتمع , وزيادة الضغط على السلطة للوصول الى الهدف بأقل الخسائر المادية والبشرية .. والسؤال الذي يطرح نفسه ,هل هذه الاعتصامات واكبت حركة غليان الشارع الجنوبي ومظاهراته العارمة , في البدء اود ان اوضح وافسر معنى العنوان الذي وضعته على رأس هذا الموضوع .. أنا ( م – ع- ض –د ) العصيان المدني . فكلمة ( أنا ) معجميا ولغويا تعني الذات الشخصية وهي ضمير المتكلم المخاطب .. وكلمة ( العصيان) في القاموس المحيط تعني خلاف الطاعة , واعتصت النواة أي ! اشتدت , وفي المعجم الوسيط الامتناع عن الانقياد .. وكلمة ( المدني ) من المدنية اي المتعلقة بالإنسان .. وإذا جمعنا حرفي ( م- ع ) تصبح ( مع) وتعني كما وردت في القاموس الصحي هي كلمة تضم الشيء الى الشيء وأصلها : معا او هي للمصاحبة .. واذا جمعنا حرفي ( ع-ض) تصبح (عض) واشتقاقها ( عضوض) والعاض هو ما يعض عليه فيؤكل ,. واذا جمعنا حرف ( ض-د) تصبح (ضد) ولغة تعني عكس وفي المعجم ( ضدي)-بكسر الدال- تعني غضب . وباءا على ذلك فأني ارى ان المسألة ذات شقين لا ثالث لهما : 1- العصيان المدني مطلوب وحيوي في حالة ما يؤدي الى نتيجة ويستثمر في شكل صحيح ..هذا المطلوب ان كان كذالك .. ولكن على الواقع الدلائل لا تشير لذالك بسبب من تعدد القيادات واختلافها والذي وصل به الحال للتخوين او الاخراج عند دائرة العفة والعفاف .. ولا يمكن يتحقق الهدف في ضل هدا التشتت وعدم توحيد الاداة او على الاقل الرؤى . لذا : الافضل ان يتم التركيز على الاعتصامات التي ستؤدي عاجلا ام اجلآ الى العصيان الشامل المؤدي بدوره الى اسقاط الوضع والوصول الى الهدف وهو تقيق النصر والحرية 2- ولتحقيق اعتصامات ناجحة وحركة احتجاج مؤثرة لابد من تنضيم العملية بشكل دقيق .. من خلال فرض الاعتصامات في مؤسسات الدولة الخدمية والقطاع العام والخاص , وان يقوم الموظفون والعمال بالأضراب عن العمل في اوقات الدوام الرسمي بالتجمهر خارج مرافق العمل , وبانتهاء وقت الدوام الرسمي يعودوا الى ديارهم آمنين سالمين . في نفس الاطار يجب على قيادة الحراك ان يمنعوا منعا باتا كل ما يسيئ الى حركة الاعتصامات .. بمعنى ان لا تشمل حركة الاعتصامات توقيف حركة المواصلات وقطع الطرق , والا تشمل مدارس التعليم العام ( فقط) والمستشفيات والمطاعم والبقالات وكل ماله علاقه بمتطلبات الحياة اليومية الخلاصة , ارى لتحقيق ذالك يجب أولا تحديد الاداة التي ستقود , وبعدها ان تضع البرامج العملية الصحية لتنفيذ عصيان مدي شامل ان امكن او تحديد وتجدير الاعتصامات على طريق تنفيذ العصيان المدني الشامل في وقت لاحق يكون هادرا كموج البحر ينسف ويغرق كل من يقف على طريقه ويرميه كمخرج رديء غير مرغوب فيه , ويؤدي في النهاية الى تحقيق الهدف . وكي يتحقق ذلك اعتقد بأنه قبل كل شيء ان يتم : - توحيد الاداة الثورية ( مكونات الحراك ) على الاقل في اهدافها - الابتعاد عن التخوين , وابعاد رونق المال وبريقه الى العمل الجماهيري الثوري لتنقيته من شوائب النفس الخسيسة - الاعتراف بقيادة الداخل واعتبارها هي الاساس .. وان لا ننسى دور الافراد , منها الزعيم باعوم والنوبة ومسدوس الدكتور عبدالرحمن الوالي والعميد السعدي وغيرهم .. وكذالك الجيل الثاني منهم : علي هيثم الغريب وصالح يحيى سعيد والشنفرى وقاسم عسكر واعضاء هيئة الافتاء الشرعية الجنوبية برئاسة بن شعيب والحسني والاخرين .. وقيادات الشباب , فادي باعوم وفهمي الصهيبي وضاح الحالمي وسالم الدياني وغيرهم . - واعتقد بأن قيادات الخارج عليها العبء الاكبر في التحرك الدولي والاقليمي شريطة ان يبتعدوا عن الذاتية وحب السيطرة ووهم السلطة .. ونخصُ بالذكر علي سالم البيض وعلي ناصر وحيدر العطاس والجفري والاصنج والاخرين .. ولا ننسى القيادات الشابة ذات الافكار المتنورة امثال احمد عمر بن فريد والسفير العبادي واحمد عبدالله الحسني وعوض كرامه وباحبيب والافندي وغيرهم كثر. *وفي الختام .. اقول رأيي : انا حاليا مع الاعتصامات المبرمجة بخطة واضحة المعالم .. وضد الاعتصامات التي لا جدوى منها خاصة عندما تمس الناس والشعب , وتضر بمصالحهم والتي تؤدي في احيان كثيرة الى ازهاق ارواح