اعذرنا // الشاعر عصري مفارجة اتركنا و ارحلْ نحن المتفرج و المشهد أكبر منّا فاعذرنا لا نملك من أجلكَ إلا الوردَ وحفنةَ دمعٍ و ترابْ ... *** اتركنا واصعدْ كي تخلص منّا من فجّ تخاذلنا و طنين تخوّفنا بعدك ما نحن سوى صَخَبٍ مفضوح خطب بالية و قصائد باكية علّقناها عارية في سوق الكتّاب وألصقناها في كلّ كتابْ ... *** ها نحن هنا لا تقلقْ رتّبنا لكَ نعياً أدبياً أرهقْنا فيه بلاغتنا صمّمنا نعشاً معتبراً ودعونا كلّ أكاليل حدائقنا لتزيّن مثواك الأبيض قبل لقاء الأحبابْ ... *** كنت بأحسن حالٍ الأفق مريح كالعادة ثمّة زوبعة بصقتْ في حضرتنا غبرتها و رياح متسلّلة صفعتنا في وخدّ ضمائرنا لكنْ لا تقلقْ كان عزاؤك مرموقاً و يليق بموتك جدّاً وبعد اليوم الثالث رحنا نجلس فوق مدافعنا " معذرة " أقصد فوق مدامعنا متّكئين على وجعِ الكفر ومنسيين كبقعة ليلٍ في أرض خرابْ ... *** أنت الآن سترحل عنّا وحدك لا أحدُُ يختار لك الموتَ سواكََ و لكنّا نحن يدوّخنا الموتُ يدور بنا في دائرة مغلقة لا ندري إن كان سيفرج عنّا أم تاه بنا في غيب و غيابْ ...