أخبار الساعة / افتتاحية. ابوظبي في 31 أغسطس /وام/ قالت نشرة " أخبار الساعة " إن الإجراءات التنفيذية التي أقرتها الحكومة الانتقالية في اليمن يوم الأربعاء الماضي تكشف عن إصرار واضح على المضي قُدماً في معالجة المشكلات التي تواجه مؤتمر الحوار الوطني وإنجاحه وتحقيقه للأهداف المرجوة منه باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة جبهته الداخلية ونسيجه الوطني خاصة أن هذه الإجراءات تتعاطى مع واحدة من الإشكاليات التي كانت تمثل عقبة أمام إنجاح الحوار الوطني وهي "القضية الجنوبية "وما تثيره من خلافات حول قضايا عدة حيث كان ممثلو الحراك الجنوبي يطالبون بإقامة دولة اتحادية من إقليمين " شمالي " "جنوبي " ويرفضون أي حلول تحت سقف الوحدة . وتحت عنوان " ضرورة إنجاح الحوار الوطني في اليمن " اضافت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ان القراءة العميقة لهذه الإجراءات تشير إلى أن الحكومة اليمنية تسعى إلى تعزيز إجراءات بناء الثقة ليس مع الحراك الجنوبي فقط وإنما مع مختلف القوى السياسية أيضاً لأنها تتعامل مع حزمة من القضايا كانت تشكل دوماً مصدراً للخلافات وسبباً للاحتقان حيث تضمنت هذه الإجراءات تشكيل لجنة حكومية أمنية " تقوم بحصر الحالات التي مازالت رهن الاعتقال لقضايا سياسية أو محتجزين قسراً وخارج نطاق القانون " إضافة إلى إصدار مرسوم رئاسي بإنشاء صندوق لرعاية أسر قتلى وجرحى الحرب الأهلية في اليمن التي اندلعت في الجنوب في صيف عام 1994 والصراعات المسلحة بين الجيش والمتمردين الحوثيين في الشمال وتشكيل لجان محلية تكلف " بإزالة مظاهر الانتقاص والغبن الموجه ضد التراث الثقافي والاجتماعي للمناطق الجنوبية "وهي خطوات تعبر في مجملها عن إصرار الحكومة الانتقالية على إزالة العقبات أمام مؤتمر الحوار الوطني . واوضحت النشرة ان الحوار الوطني يمثل أهم محطات المرحلة الانتقالية التي يمر بها اليمن وفق " المبادرة الخليجية " وآليتها التنفيذية ..ولذلك فإنه فرصة كبيرة لإنجاز استحقاقات هذه المرحلة ..وإذا كانت الحكومة الانتقالية قد عبرت في الآونة الأخيرة سواء من خلال إجراءات بناء الثقة مع الجنوبيين أو من خلال اعتذارها عن الحروب التي شنت في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد الانفصاليين في الجنوب والحوثيين في الشمال عن رغبتها في حل القضايا الخلافية فإن على مختلف القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني أن تبدي مرونة في مواقفها لأن الخلافات مهما كانت شدتها فإن توافر إرادة الاتفاق بين هذه القوى من شأنه أن يقدم حلولاً توافقية لأي قضايا خلافية ويمنع تحولها إلى عقبات أمام استكمال عملية التحول التي ينشدها اليمن . وفي ختام مقالها الافتتاحي قالت " أخبار الساعة " إن اليمن مازال يواجه العديد من التحديات المصيرية يأتي على رأسها تهديد تنظيم " القاعدة " الذي يسعى في الآونة الأخيرة إلى إعادة الفوضى في البلاد فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وهذه التحديات لا يمكن مواجهتها والتصدي لها إلا من خلال توافق القوى السياسية على أن الحوار الوطني هو الآلية التي يمكن من خلالها حل أي خلافات والتصدي لأي تحديات ..ولهذا فإن العمل على إنجاحه يمثل ضرورة ومصلحة وطنية على المستويات كافة . /مل/ تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/root/ش/وح