قال الخبير والمحلل العسكري اليمني اللواء احمد الحسني بان قرار شن الحرب على سوريا اتخذ فعلا ولكن تنفيذه صعب جدا ويرجع السبب الى ان كل الاحتمالات مفتوحه ومسألة التحكم برد الفعل السوري ومعه كل حلفائه غير ممكنة. صنعاء (فارس) واضاف الحسني في تصريح خاص لوكالة انباء فارس ان "ما يمكن اعتباره ضربة محدودة من قبل الاميركي او المعتدي، سواء كان اميركيا او اسرائيليا يمكن ان يعتبره المعتدي عليه، عدوانا مدمرا وبالتالي من حقه استخدام كل الوسائل الدفاعية المتاحة وهذا يشمل استخدام الاسلحة والوسائل القتالية على اختلاف انواعها وامكانياتها بانواعها التقليديه وغير التقليدية وبكل الاتجاهات. وحول تداعيات الضربة العسكرية على سوريا قال الحسني أن كل المؤشرات والمعطيات التي امامنا لا تشير الى احتمال نشوب حرب عالمية ويمكن الرجوع الى تصريح وزير خارجية روسيا الاتحاديه الذي حدد وبوضوح لا يحتمل اي لبس ان بلاده ليست مستعدة لخوض حرب الى جانب اي طرف كما ان قوى العدوان الاطلسي لا تحتمل حربا واسعة في هذه الظروف بالذات خاصة وان حلفاء سوريا ينتشرون في مختلف القارات ولديهم القدرة على التاثير المباشر على المصالح الحيوية للغرب والاوضاع السياسية والاقتصادية للبلدان الغربية لا تسمح بحرب واسعه يستحيل التكهن بنتائجها ومآلاتها. واضاف الحسني ان "عدم اعلان حزب الله عن موقفه واستعداداته يجعل كل الاحتمالات مفتوحة كما ان تصريح قائد الثورة الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي قد فتح الباب على اتساعه لكل الاحتمالات لناحية الجغرافيا وسعة الاعمال القتالية المتوقعة وشمول مسرح العمليات لمناطق وقارات متعددة الامر الذي يجعل صانع القرار في دوائر العدوان الغربي يعيد قراءة المشهد مرة بعد اخرى ويضع قائمة بالاهداف والمناطق والبلدان والمصالح التي يمكن ان تتعرض لردة الفعل من قبل حلفاء سوريا وما يتبعه من مقارنات بين الربح والخساره جراء اقدامه على شن عدوان على سوريا في هذا الظرف بالذات. وحول تأخر اميركا في قرارها قال الحسني ان "الارباك الذي حصل منذ البداية قد كان بسبب عدم تطابق المبررات مع الوقائع الحقيقية الملموسة على الارض والتي تكشفت يوما بعد آخر. ومن يتابع توالي التصريحات المبررة للضربة او العدوان الاميركي يستطيع ان يكتشف مدى صعوبة التمويه او مدى استغفال الرأي العالمي والاستخفاف بعقول الناس ففي البداية كان الهدف هو خلق ظروف مؤاتية لصالح المعارضة المسلحة العميلة وتغيير الاوضاع على الارض لصالح قوى الارهاب والعدوان تمهيدا للذهاب الى مؤتمر جنيف 2 ثم بدا شيء آخر يظهر من الحقيقة واذ بتصريحات مسؤولين اميركيين تؤكد انه لابد من عقاب النظام السوري على ارتكابه جرائم بحق الانسانية بسبب استخدامه السلاح الكيماوي ثم جرى التدرج الى قول الحقيقة المباشرة وهي ان النظام السوري يمتلك كما هائلا من الاسلحة الكيماوية وهو ما يهدد الكيان الصهيوني وبالتالي يهدد الامن القومي الاميركي. بمعنى آخر ان الهدف هو القضاء على النظام المقاوم في سوريا لصالح "اسرائيل" وسقطت كل المبررات التي ذكرتها الادارة الاميركيه والاستخبارات الغربيه قبل يومين فقط؛ وهذا قد عرى تماما الادارة الامريكية وقوى العدوان في الغرب واسقط كل دعاويهم واثبت بما لايدع مجالا للشك حتى داخل البلدان الغربيه ان الحرب مطلوب شنها باوامر اسرائيلية ولمصالح اسرائيلية فقط ؛ الامر الذي زاد من تعقيدات الوضع لدى اصحاب القرار في واشنطن. /2336/