تختتم اليوم في أبوظبي فعاليات الملتقى الإحصائي الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقده المركز الوطني للإحصاء تحت عنوان "قياس مؤشرات العنف ضد المرأة" . وأكد الخبراء وممثلو الجهات ذات العلاقة بموضوع الأسرة والمرأة، من خلال ورشات العمل التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام، على أهمية العمل المشترك ومشاركة وسائل الإعلام في تكثيف البرامج التوعوية في مجال التصدي لظاهرة العنف بالمجتمع بشكل عام والعنف ضد المرأة بشكل خاص، لافتين إلى البرامج الإعلامية المرئية والمسموعة، الأمر الذي يُسهم في زيادة الوعي المجتمعي، مؤكدين على ضرورة زيادة عدد الدراسات المتخصصة لقياس مدى تأثير المضامين والمحتويات الإعلامية على الجمهور المتلقّي . تضمنت ورقة العمل المقدمة من الدكتور حسين العثمان، جامعة الشارقة بعنوان "تداعيات العنف الاجتماعية والأسرية والاقتصادية ضد المرأة" تفصيلاً لأنماط العنف الموجّه ضد المرأة بشكل عام، إضافة إلى نتائج تداعيات العنف ضد المرأة التي تتراوح مابين القتل، الانتحار، زيادة معدّلات الطلاق والأمراض، مشيراً إلى أن أسباب العنف ضد المرأة تتضمن الخلافات العائلية والزوجية، إضافة إلى سيطرة الرجال في الأسرة، المشكلات الاقتصادية جنباً إلى جنب المعايير المجتمعية التي تدعم العنف ضد المرأة . كما قدمت الدكتورة كلثوم محمد علي البلوشي، وزارة الصحة، ورقة عمل تحت عنوان "العنف ضد المرأة من المنظور الصحي" تضمنت إحصاءات الدراسة الخاصة بصحة المرأة والعنف المنزلي التي أجرتها منظمة الصحة العالمية على النساء من الفئة العمرية مابين 15-49 سنة في عشرة بلدان معظمها من البلدان النامية، والتي كشفت عن كارثة عالمية في مجال حقوق الإنسان عالمياً، حيث أظهرت هذه الإحصاءات أن ما بين 15% - 71% من النساء أبلغن عن تعرّضهن في مرحلة ما من حياتهن لعنف جسدي و/أو جنسي مارسه ضدهن الأشخاص الذين يعاشرونهن، كما أن 11-30% من النساء اللاتي راجعن أقسام الطوارئ شُخصت إصاباتهن بسبب العنف الممارس ضدهن، مقدّرة أن العناية الطبية للنساء المعنّفات تكلّف النظام الصحي مايقدّر بين 3-5 مليارات دولار سنوياً . وأشارت الدكتورة بشرى أحمد العكايشي من جامعة الشارقة في الورقة البحثية تحت عنوان "خبرات العنف التي تتعرض لها المرأة وتأثيراتها على الصحة النفسية" إلى أن خطورة العنف الأسري بشكل عام والعنف ضد المرأة بشكل خاص تكمن في أنهما ليسا كغيرهما من أشكال العنف ذات النتائج المباشرة . كما قدمت بدرية يوسف الفارسي، مدير إدارة البرامج والبحوث في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال ورقة عمل تحت عنوان "تساؤلات حول قضية العنف ضد المرأة" أكدت فيها أن موضوع العنف حظي في الآونة الأخيرة باهتمام عالمي واسع من قبل كافة الدول والهيئات الدولية، لافتة إلى أن هذا الاهتمام جاء كنتيجة لتزايد صور العنف ودخوله بقوة إلى دائرة الحياة اليومية للناس، ومع هذا الانتشار الواسع طال العنف بصوره المختلفة وأشكاله المتعددة حياة معظم الأفراد والشرائح الاجتماعية المختلفة، وحظيت المرأة بالنصيب الأكبر من العنف، وذلك للعديد من الأسباب المتشابكة والمختلفة التي يصعب إرجاعها إلى سبب واحد . وأضافت الفارسي أن قضية العنف ضد المرأة هي قضية مجتمعية، وتترتب عليها آثار سلبية على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، لذلك يمكننا العمل على الحدّ من انتشاره وتجنبه بمختلف أشكاله من خلال توفير الحماية والرعاية للضحايا، تضافر وتكامل كافة الجهود بين كافة القطاعات في المجتمع، وعلى المستوى الفردي والمؤسسي، التوعية والتثقيف المجتمعي ونشر ثقافة اللاعنف في جميع الأوساط الاجتماعية والثقافية والتعليمية والسياسية والاقتصادية، إضافة إلى إخضاع المشكلة للدراسة باستمرار، للكشف عن حجمها والاستفادة من النتائج في بناء السياسات الاجتماعية الملائمة . وأضافت ابتسام فارع من المجلس الأعلى للمرأة بمملكة البحرين أن الورشة تعد القاعدة الأساسية التي ستبنى عليها الحلول للتصدي لظاهرة العنف ضد المرأة ليس على مستوى دولة الامارات وإنما على مستوى دول الخليج، وأكدت أهمية وسائل التواصل الاجتماعي بما لها من دور أساسي للحد من مشكلة العنف، وتكمن في توضيح صورة المرأة الصحيحة من خلال الدراما . وأهمية الإعلام عن طريق إبراز مثل هذه الفعاليات وتوصيلها إلى أكبر عدد ممكن من فئات المجتمع .