صحف الامارات/افتتاحيات. أبوظبي في 6 سبتمبر/ وام / تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية الاوضاع الدموية الكارثية في سورياوالعراق . وقالت صحيفة البيان تحت عنوان " الامن والسلام في سوريا " ..لا يمكن وصف ما يحصل في سوريا إلا بأنه "كارثة القرن"، وإذا كان العالم شهد العديد من المآسي خلال القرن المنصرم وتعهد من خلال إنشاء الأممالمتحدة بمنع النزاعات أو الحد منها فإن ما يجري اليوم في سوريا دليل على فشل ذريع منيت به المنظومة الدولية وهو أمر يستوجب وقفة ومراجعة جدية لكل ما يحرك القرارات ويصوغ ردود الفعل. وأضافت الصحيفة انه بعد أكثر من مليوني لاجئ وتشرد نحو نصف السكان تقف سوريا على مفترق طرق حقيقي ومستقبل مظلم بسبب الواقع المفروض منذ عامين ونصف العام والبطش بالشعب المطالب بحقوقه.. كما بات من الواضح أن الحل الأمني في التعامل مع الأزمة سقط تماماً على الرغم من غياب أفق الحل السياسي إن لم يكن انسداده بالمطلق مع اقتراب الضربة العسكرية الموجهة ضد النظام السوري. واكدت الصحيفة انه لكي يعود الأمن والسلام إلى ربوع سوريا وهي المهمة التي وضعها مجلس الأمن المعطل لنفسه لا بد من الاتفاق على أسس فعالة تدفن كل الجدال الدبلوماسي العقيم الذي طغى على المشهد السياسي وتغير الآليات المعمول بها لأنها أضحت حبراً على ورق وعاجزة عن وقف نزف الدماء ليس في سوريا فحسب بل في غير مكان من العالم..وعليه فإن مؤتمراً دولياً على سبيل المثال تتفق عليه كافة الأطراف الفاعلة والقوى الكبرى بات أمراً ملحاً وضرورياً وحتى عاجلاً كي لا نرى سوريا أخرى في منطقة ما كما أضحت سوريا نفسها "رواندا الشرق الأوسط". وشددت صحيفة البيان في ختام مقالها الافتتاحي انه لا مكان للمناكفات السياسية أمام الكوارث والأزمات التي يشهدها العالم بل المفروض توحيد الجهود بإخلاص للمضي قدماً في تشكيل منظومة تتحرك بسرعة وجدية ليس بالضرورة عسكرياً تمتلك أذرعة مختلفة لفرض قراراتها و لا يعني ذلك بطبيعة الحال حل الأممالمتحدة بل على الأقل تغيير وجهها الذي عرفت به على مدى العقود الماضية..ولعل المسألة تطرح نفسها الآن أكثر مع اقتراب اجتماعات المنظمة الدولية بعد ثلاثة أسابيع. من جانبها قالت صحيفة الخليج تحت عنوان"الإنسان مجرد رقم " ..يعيش العراق مأساة إنسانية حقيقية جراء عمليات التقتيل اليومية الواسعة بالسيارات المفخخة والاغتيالات والهجمات المسلحة التي تستهدف مدنيين في الشوارع والساحات والأسواق ودور العبادة . واضافت .. أجل تحول العراق إلى مقتلة ضحيتها ليس فقط الإنسان العراقي بل الوطن بأكمله بعدما ترك نهباً للصراعات السياسية والطائفية والمذهبية والإثنية وهو إرث الاحتلال الأمريكي وما استتبعه من تحول العراق إلى ملاذ لقوى الإرهاب والتكفير العالمية.. صار العراق بلداً منسياً بالنسبة للعالم خصوصاً الغربي بعدما تم استنفاد الغرض من احتلاله وتدميره وتركه أشلاء بلا قوة أو غطاء يوفران له الأمن والحماية وتحول إلى أرض سائبة للصراعات الداخلية والإقليمية . ولفتت الصحيفة الى اننا نرى في المشهد العراقي مفارقة تفضح السياسات اللا أخلاقية للدول الغربية التي باتت تتعامل مع عشرات ومئات العراقيين الذين يسقطون قتلى يومياً مجرد أرقام وليس بشراً يمكن أن يجدوا مكاناً في وسائل الإعلام أو اهتمامات المسؤولين إذا ما ارتفع عددهم فقط . واضافت "الخليج" انه من الناحية الإنسانية والأخلاقية ما الفرق بين وقوع مئة أو مئتي قتيل أو أكثر بسيارات مفخخة وبين سقوط خمسمئة أو أكثر بأسلحة كيماوية أو مواد سامة أو غيرها..الضحايا في الحالتين بشر وإن اختلفت الوسائل لكن يتم التعامل مع الحالتين بطريقتين مختلفتين تبرز من خلالهما سياسات تفتقر إلى الأخلاق وإلى علاقات دولية ملتوية تتعامل مع مثل هذه الحالات وفقاً للمصالح فقط وليس وفقاً للقاعدة الإنسانية العامة.. وبمعنى آخر يتم استغلال الكوارث والمآسي الإنسانية والحروب لتحقيق أغراض سياسية ولا يهم بالتالي إن أدى هذا الاستغلال إلى مزيد من المآسي . وشددت صحيفة الخليج في ختام مقالها الافتتاحي على ان الإنسان يبقى وحده هو الضحية الذي يدفع الثمن على مذبح سياسات ومصالح الدول ..ويبدو أن وطننا العربي تحول إلى مختبر حيث لا قيمة فيه للإنسان..هو مجرد رقم عندما تنتفي الحاجة إليه ويصبح شيئاً عندما تكون هناك حاجة إليه . /خلا/ ع ع/. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/ع ع/وح