أدى ظهور بوادر احتمال التقارب في العلاقات بين ايران واميركا، الى اثارة مخاوف لدى زعماء الدول المطلة على الخليج الفارسي، لذلك هم يدرسون حاليا التغيير في العلاقات بين طهرانوواشنطن. واشنطن (اسوشيتدبرس) وذكرت اسوشيتدبرس ان احد الاحداث التي ضاعت في خضم الاهتمام بدء العلاقات الحذرة بين ايران واميركا، وكان احد الخطوات القيمة من قبل حسن روحاني؛ تمثل في ارساله برقية الى الملك السعودي والتي دعا فيها الى تعاون اكبر بين الخصمين الاقليميين. وحملت برقية روحاني معنى ضمنيا للسعودية وسائر الدول المطلة على الخليج الفارسي. ففي حين تحسن الوضع الدبلوماسي الايراني من خلال جهودها ودراستها للتعامل مع واشنطن، فإن على حكام دول منطقة الخليج الفارسي ان يطابقوا أنفسهم مع هذه الظروف. وبطبيعة الحال فإن هضم هذا الموضوع ليس امرا سهلا على شيوخ وملوك الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي. وكتبت اسوشيتدبرس، ان مسؤولين كالملك عبدالله اعتادوا على اهتمام واشنطن التام بهم، وكذلك اعتادوا على الأصوات الصادرة من واشنطن في تشكيل سياساتهم تجاه ايران. وتابعت: ان آفاق الحد من العداء بين ايران واميركا، يدفع الدول المطلة على الخليج الفارسي الى دائرة مجهولة. ان هذه الدولة بالتأكيد ستبقى ركنا لاستراتيجية اميركا العسكرية والدبلوماسية في المنطقة، الا ان السبب الرئيسي لاواصرهم الحميمة تجسد في المخاوف الثنائية بشأن ايران. وفيما اذا أقرت طهرانوواشنطن مفاوضات محتملة مباشرة حول البرنامج النووي الايراني، فإن تلك الاواصر المشتركة (بين اميركا وحكام دول الخليج الفارسي) قد تزول بالتدريج. وحتى اذا لو لم يكن كذلك، فإنه سيكون امام زعماء الدول العربية مهمة اكثر صعوبة في التنافس فيما بينهم من اجل كسب ود واشنطن. وقال المحلل في الشؤون الامنية والسياسية بمؤسسة التحليل العسكري بالخليج الفارسي والشرق الادنى، تيودور كاراسيك: ان اغلب العلاقات بين الدول المطلة على الخليج الفارسي وبين واشنطن، مبني على اساس المخاوف من ايران، والقواعد الاميركية، وصفقات التسلح الضخمة من قبل الدول العربية وحماية ناقلات النفط. واضاف: فجأة برزت الفرصة لدى اميركا وايران بإجراء مفاوضات مباشرة بينهما، ما ادى الى إخراج دول منطقة الخليج الفارسي من الدائرة. ومضى كاراسيك قائلا: ان الحلفاء العرب لواشنطن يشعرون الآن بالحقارة. وعندما زالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الاميركية السابقة المنطقة العام الماضي، تلقت قائمة من الانتقادات والتي تتضمن مخاوف حول التوجه الاستراتيجي لأوباما بشأن آسيا وكذلك موقف واشنطن المنفعل إزاء الدفاع عن حسني مبارك. وقال دبلوماسي اميركي سابق في المنطقة طلب عدم الكشف عن هويته، ان مسؤولا سعوديا رفيعا قال له في حوار جمعهما، نأمل ان يقف الاميركيون الى جانبنا، كما وقف الروسي الى جانب الاسد. /2926/