دعا محافظ البنك المركزي التونسي يوم الثلاثاء الي ضرورة الاسراع بتوضيح الرؤية السياسية في البلاد في ظل تراجع جديد لمعدل النمو المتوقع بنهاية هذا العام. تونس (د ب أ) وقال محافظ البنك الشاذلي العياري في كلمة له خلال الجلسة العامة بالمجلس الوطني التأسيسي ان العامل السياسي بات اليوم في صدارة المعوقات المعطلة للنمو الاقتصادي. وأضاف أن "الأوضاع الاقتصادية ليست العائق الوحيد. اتضح اليوم أن عدم وضوح الرؤية السياسية هو المشكلة الأساسية". وتعاني تونس من شلل في عمل المؤسسات منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 تموز/ يوليو ودعوة المعارضة الي تشكيل حكومة كفاءات بدلا من الحكومة المؤقتة الحالية. ويسعي الفرقاء السياسيون الي الاتفاق حول خارطة طريق لحل الأزمة تقدم بها الاتحاد العام التونسي للشغل لكن يخشي أن يؤدي المزيد من التباطؤ في تحقيق التوافق الي تعميق الازمة الاقتصادية وتقليص فرص الاستثمار الاجنبي. كانت الحكومة التونسية قد خفضت توقعاتها للنمو في العام الجاري مرتين من 5ر4% الي 4% ثم الي 6ر3%. لكن العياري نبه اليوم الى أنه سيكون من الصعب تجاوز معدل نمو 3% بنهاية العام الجاري, مشيرا الى اتجاه نزولي لمعدل التضخم الذي استقر عند حوالي 6% في شهر أيلول/ سبتمبر مع توقعات بتراجعه الى 8ر5% بنهاية الشهر الجاري. وتتطلع الحكومة الى التحكم في عجز الميزانية في حدود 5ر6% العام القادم مقابل 5ر7% منتظرة لهذا العام. وتم الاعلان في وقت سابق عن خطط تقشفية لتخفيض نفقات الدولة الى 5% مع مراجعة الدعم بما يتيح العودة الى معدلات ما قبل الثورة عام 2010 والتحكم في الأجور. ودعا العياري الي دفع الاقتصاد الوطني لتدارك معدل النمو في الربع الأخير عبر تأمين نتاج وتصدير الفوسفات في الحوض المنجمي أساسا. ولم يتعد نتاج الفوسفات العام الماضي حاجز مليونين و600 ألف طن بينما بلغ معدل الانتاج ما قبل سنة 2010 حوالي 8 ملايين طن. علاوة علي ذلك , تعاني تونس تدهورا في قيمة الدينار بينما يغطي الاحتياطي من النقد الاجنبي 104 أيام من الواردات, بحسب ما أعلن محافظ البنك المركزي اليوم. وقال العياري ننا "نعاني من طلبات عالية جدا علي العملة الصعبة من قبل المؤسسات الاقتصادية العامة". وحث العياري علي تعزيز القطاع السياحي الذي يشغل 400 الف عامل بتونس وبعث اشارات ايجابية الي الخارج عبر التسريع في اصدار قانون الاستثمارات. كما دعا محافظ البنك المركزي لي الاسراع في الاتفاق علي مواعيد الاستحقاقات القادمة قبل انعقاد المؤتمر السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بواشنطن في العاشر من الشهر الحالي. / 2811/