بقلم/حسين غالب السعدي تواضع الخليل صلى الله عليه وسلم : سُئلت عائشة رضي الله عنها : ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت : " كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ – يَعني : خِدمَةِ أَهلِه – فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة ، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ ". رواه البخاري. كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ". رواه الترمذي. كان بشراً من البشر يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه " . رواه الترمذي. ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهيته لذلك". كان يعلمهم قائلا : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله ». رواه البخاري. كان يأتي ضعفاء المسلمين ، ويزورهم ، ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم " . رواه أبو يعلى. كان يتخلّف في المسير فيزجى الضعيف ويردف ويدعو لهم " . رواه أبو داود. كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير". رواه الطبراني. كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم " .رواه النسائي. كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت " . رواه الحاكم. إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ " . رواه البخاري. قال عليه الصلاة والسلام : يا عائشة ، لو شئت لسارت معي جبال الذهب ، جاءني ملك ، إن حجزته لتساوي الكعبة – أي موضع شد الإزار- ، فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شئت نبياً عبداً ، وإن شئت نبياً ملكاً ، فنظرتُ إلى جبريل – عليه السلام – فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت : نبياً عبداً » . رواه أبو يعلى . عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال : " انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ، فقلتُ : يا رسولَ اللَّه ، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيهِ ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه ، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ ، فأَتمَّ آخِرَهَا " . رواه مسلم. قال : لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ ، وَلَوْ أُهْدي إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ ». رواهُ البخاري . هذا هو أشرف الخلق وقد عُرضة عليه الدنيا فجعلها في يده ولم يجعلها في قلبه وهكذا ربى صحابته فكانوا من خيرة الخلق بعده . فمن أنتم يا : أيه الوزير : تواضع وساهم في معاونة أهل بلدك ولا تتكبر فتهلك كما هلك الذين من قبلك ولا أصبح لهم إسم يُذكر ولا قيمة . أيه المسئول : تواضع وساهم في تيسير معاملات الناس ولا تترفع على عليه وتسوئهم سوء العذاب بكثرة الطلبات الورقية والتواقيع التي لا داعي لها. يا صاحب الرتبة العسكرية العالية : تواضع وقلل من الأوامر المعقدة وبسط النفوذ وكثرة نقاط التفتيش التي لا داعي لها إلا ابتزاز المساكين والمسافرين وتقطع الطرقات كما يقتدي بك الجندي المجهول بما تتصرف من غطرسة وكبر وهنجمة لا داعي لها فتحمل وزرك ووزر من اقتدي بسلوكك المشين . ياشيخ القبيلة : تواضع ودعك من جبروتك وجبروت رجالك فهم بك مقتدون ودعك بكثرة الأذية والبسط والنفوذ الخارج عن نطاق الحق والأدب فكم من مشايخ القبائل تكبروا وآذوا وتنفذوا ثم ماتوا فأصبح ذكرهم في الحضيض ولا يُذكرون إلا ويُدعي عليهم وأصبحوا بين التراب محاسبين فأين هنجماتهم وكبرهم ونفوذهم وأين رجالهم المغاوير فنعوذ بالله من سوء أدبهم وأخلاقهم ( فلا خير فيهم في حياتهم ولا بعد مماتهم ). أيه البرفسور والدكتور : تواضع وعلم ما تعلم ، حتى يصبح أجر علمك ينتظرك في قبرك ويرفع الله قدرك أيه الشيخ الرباني : اجتهد في تعليم الناس الخير فأنت منارة العلم وأنت نور الأمة وعالي القدر فلا تحتقر نفسك وعلمك بالجري وراء الدنيا وأهلها فتصبح لا دنيا ولا آخرة ، نعوذ بالله من الخذلان . أما إن أخلصت وعلمت وكنت قدوة صالحة فلا بد من ابتلاء ولكن مع الصبر واليقين يًرفع قدرك ويُعظم أجرك . أيه الكاتب : اكتب واعلم أن الملك بعدك يكتب ما تكتب ، فلا تخط بيدك إلا ما يصلح الأمور ويرفع الأمة بقدر ما تكتب وتخط يدك. وأخيرا هذه نصائح من عبد ، مسكين ( لا يهش ولا ينش ) كما يقول المثل ولكن خواطر فتح الله علي بها فكتبتها واستفدت من مقالات التواضع فجمعت منها المختصر المفيد واقتبست منها الأحاديث الشريفة لعل الله أن ينفع بها وتلقى القلوب النيرة وأصحاب الأفئدة الرقيقة الحساسة فيرفع الله قدر من استفاد منها وطبقها والحمد لله رب العالمين.