منذ أن بدأنا مراحل الدراسة كان للمعلم السعودي دوره البارز في تعليمنا معظم المواد الدراسية، رغم وجود معلمين من دول عربية وأغلبهم من مصر الغالية، وكان لوجودهم بجوار أبناء الوطن زخم خاص، فأكثرهم من أصحاب الخبرات والتأهيل العالي، مما أضفى على سلك التعليم الكثير من المميزات التي بات يفتقدها الميدان اليوم منذ تطبيق السعودة؛ دون مراعاة لما سيخسره التعليم خاصة والوطن عامة من أصحاب القدرات المتميزين، مما أدى إلى تدني مستوى الأداء للمعلم السعودي بصورة مباشرة، وذلك لفقدانه مرجعية وخبرات كانت تمسك بيديه نحو نجاحات وتميز هو في أمس الحاجة إليها، وهذا لا أقوله من فراغ، بل من خبرة عايشناها طلابًا ومعلمين، ولذلك فإن ما يُوجَّه من لومٍ وانتقاد نحو طريقة تطبيق السعودة في مجال التعليم يُعبِّر بصدق عن حقائق يواجهها التعليم اليوم، ويئن منها المعلمون والطلاب والمجتمع معًا. قد يكون من التكرار الحديث عن ضعف مستوى المعلمين السعوديين خاصة حديثي التخرج، وبالذات خريجي التخصصات الشرعية، وبالطبع تتحمل مسؤولية هذه المشكلة جامعاتنا السعودية، وقد يكون هذا هو المحور الأساس الذي تدور حوله كل هموم التعليم التي نعاني منها، ولعلنا نفرد مقالة عنها قريبًا بإذن الله، لأن محاور عدة تقوم عليها قضايا التعليم ومشكلاته، من ذلك عدم توفر التجهيزات والأدوات التعليمية، ناهيك عن البنود المالية لجوانب عديدة هي من المشكلات الروتينية التي تَعوَّدنا عليها، ويكفي أن مديريات ومكاتب التعليم تلجأ إلى القطاع الخاص طلبًا للدعم المالي لتفعيل الأنشطة واستضافة الملتقيات والمؤتمرات المحلية، والعجيب أننا نتغنى بتوطين التقنيات المعاصرة ونحلم باستخدام (الآيباد) في مدارسنا كما فعلت بعض الدول، وفي كثير من مدارسنا لا تتوفر أبسط احتياجات معامل الحاسب مع ضيق المكان وعلى الأخص مدارس القرى التي لا يتوفر لمعظمها التيار الكهربائي، ولعل من المناسب تسليط الضوء على إحدى سلبيات التعليم في القرى، فقد سألت العديد من أبناء القرى المتقدمين لكليات المعلمين وكلهم يحملون الثانوية العامة علمي (بتقديرات عالية) عن كيفية دراستهم للمواد العلمية، والتي تحتاج إلى معامل ومختبرات فكانت الإجابة: حفظ وتسميع!! وهذا مؤشر -إن صدق- عن مدى المعاناة الذي يعيشها كثير من طلاب القرى خاصة، والطلاب عامة، حيث يُظهر أن ثمة خللا في بعض مؤسسات التعليم العام والجامعي، مما يجعل معاناتنا في هذا الميدان مزمنة، فهل يبدو بصيص أمل في إصلاح قريب إن شاء الله مع تلك الأموال المبذولة على مؤسسات التعليم؟! أم أن هناك من لا يهمّه هل تعلّم أبناء وطنه، أم تخرجوا من تحت يديه أنصاف أو أرباع متعلمين؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain