الدوحة - قنا: أشاد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالموقف الذي اتخذته دولة قطر لتخفيف الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها السلطة الوطنية الفلسطينية، داعيا الدول العربية الأخرى إلى الإيفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني وأن تحذو حذو ما فعلته دولة قطر، خاصة في ظل أزمات صعبة للغاية تعانيها السلطة الفلسطينية جراء الممارسات الإسرائيلية. وقال، لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن قطر تعتبر من الدول التي تلتزم بتنفيذ قرارات القمم العربية وتقوم بدعم العمل العربي المشترك بشكل منتظم وإيجابي. وأشار إلى أن هناك عجزا كبيرا بسبب الحصار الجاري على القدس وغزة والممارسات التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية على يد الاحتلال وحكومة نتنياهو المتطرفة وما تتعرض له من ضغط اقتصادي هائل وهذا ما عبر عنه البنك الدولي من أن إسرائيل تمنع التنمية وتسبب خسائر تزيد عن ثلاثة مليارات دولار يوميا بسبب الحواجز التي تمنع انتقال البضائع والمسافرين والأغوار وقطع أشجار الزيتون المثمرة وتدمير البيوت وتخريب المزارع وضرب تجمعات المواطنين حول القدس وغيرها. وأوضح أن دولة قطر تقدمت مشكورة بهذا الدعم، وأعتقد أنه جاء في الوقت المناسب لحل أزمة مالية فلسطينية خانقة، ونحن في الجامعة العربية نعلم جيدا ما تعاني منه دولة فلسطين اقتصاديا وماليا، حيث إن هناك أعباء كبيرة ترتبت على قيام دولة فلسطين، وبالتالي هذا تقدير في محله لدولة قطر أن تقوم بتقديم هذا الدعم. وردا على سؤال حول الالتزامات العربية بدعم السلطة الوطنية الفلسطينية وهل هناك تأخر في تقديم هذا الدعم وما دور الجامعة العربية في هذا الصدد، قال السفير محمد صبيح إن هناك دولا لم تقم بتطبيق قرارات القمم العربية، والجامعة من جانبها توزع كشوفا على كل الدول العربية حول مدى تنفيذ هذه القرارات، لكنه استطرد قائلا " أحب أن أوضح أيضا أن القرارات العربية هي قرارات سيادية تأتي من أعلى قيادة عربية خلال القمة العربية على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء ونحن ننتظر أن تستجيب الدول العربية وتنفذ هذه القرارات حتى يتم تسهيل صمود الشعب الفلسطيني على أرضه خاصة وأنه يتعرض لأهوال وأخطار كبيرة جدا". وأضاف " هناك دول بطبيعة الحال لا تستطيع أن تفي بالتزاماتها المالية تجاه الشعب الفلسطيني نتيجة أوضاع ومشاكل اقتصادية داخلية لديها، لكن أيضا هناك دول تلتزم وأخرى يجب عليها أن تلتزم قريبا، والجامعة العربية والأمين العام من جهته يجري باستمرار مراجعة للموقف ويرسل رسائل ويجري اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع كافة الدول العربية لتسديد هذه المبالغ، وهناك أيضا دول تقوم بما هو أكثر من تسديد هذه المبالغ وتقيم مشاريع خيرية وإنسانية من حيث إقامة مساكن ومستشفيات وشق طرق وإقامة جسور وغيرها لدعم الشعب الفلسطيني في المناطق المتضررة". وأشار السفير محمد صبيح في هذا الصدد إلى أن هناك قرارا من القمة العربية بتقديم مبلغ قيمته مليار دولار لدعم القدس، معربا عن أمله أن يتم تنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن. وحول موقف الجامعة العربية من مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول عملية السلام، قال صبيح إن ما وافق عليه الجانب الفلسطيني هو الدخول في مفاوضات مدتها تسعة شهور، وهناك حديث داخل الإدارة الأمريكية حول الكثير من القضايا منها التفاوض على حدود الرابع من يونيو 1967 ومبادرة السلام العربية وأمور أخرى تهم الجانب الفلسطيني. وأضاف : بشكل عام ودون الدخول في التفاصيل نحن نؤيد الجانب الفلسطيني الذي هو قادر على الدفاع عن ثوابته وهو حتى الآن صامد رغم أنه لا يوجد تقدم حقيقي في عملية السلام ، وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم الجامعة العربية حيث قال .. لم نشعر بتقدم .. وهذا التصريح صدر بعد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية مع السيد جون كيري في باريس، وهذا التصريح قصد منه أن تقوم الإدارة الأمريكية بدورها بشكل إيجابي وفعال، وإلا سندور في حلقة مفرغة تفضي إلى يأس وقنوط واضطراب في المنطقة". وحول أبرز المشكلات التي تعترض تنفيذ وإنجاح مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قال السفير صبيح إن المشكلات معروفة والجامعة العربية عندما دعمت الموقف الفلسطيني بالعودة إلى المفاوضات تعلم جيدا أن الموقف الإسرائيلي متعنّت ولا يريد حل الدولتين ويلجأ إلى اللف والدوران والتسويف والمماطلة، كما يلجأ إلى استعمال مفردات اللغة في غير محلها لإيهام الناس بأن هناك مفاوضات، وهذا هو الموقف الإسرائيلي بكل وضوح. وأضاف أن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة معروفة وموقفهم من القدس وغزة واضح وممارساتهم مستمرة في تدمير الأرض الفلسطينية وتقطيع أوصال الضفة، لذلك عندما ذهب الوفد الوزاري العربي لمقابلة السيد جون كيري قبل مدة وحدث لقاء آخر مرتين في باريس كان الهدف هو إعطاء الورقة للجانب الأمريكي ليقوم بواجبه نحو عملية السلام، وحتى يقوم بواجبه يجب أن يتحدث مع الإسرائيليين بشكل متوازن وألا يكون هناك هذا الضغط الهائل على القيادة الفلسطينية فقط في ظل ما يقوم به الجانب الإسرائيلي من تعقيد للأمور وعدم الالتزام بقرارات الشرعية الدولية. وقال صبيح إننا عندما نسمع الإسرائيليين يقولون إنهم سيقومون بتقديم تنازلات مؤلمة ونجد أن هذه التنازلات تتمثل في مجرد رفع حاجز من هنا أو إدخال بعض المواد الغذائية من هناك، فإننا نجد أن هذا الأمر برمته غير مقبول، لأننا نتكلم عن إزالة العدوان والاحتلال وهذا هو موقف الجامعة العربية وأمينها العام. وحول ما قاله وزير الخارجية الأمريكي بشأن مبادرة السلام العربية وأنه يجب القتال من أجل إنجاحها وما هو طبيعة الموقف الأمريكي الحالي في ظل هذا التصريح، قال صبيح " إننا نريد أفعالا .. الآن الجانب العربي والرأي العام العربي والقمم العربية ومبادرة السلام العربية بلجنتها قدمت مواقف إيجابية لدفع عملية السلام إلى الأمام وفي الطريق الصحيح ، لذلك على الجانب الأمريكي أن يتخطى التصريحات والأقوال وينتقل للأفعال على الأرض لأن المدة التي حددوها تقترب من الانتهاء، وأعتقد أنها الفرصة الأخيرة لمثل هذه المفاوضات". وعن الضغوط والابتزازات السياسية التي تتعرض لها السلطة الوطنية الفلسطينية من قبل مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى والتي تتهم السلطة والرئيس محمود عباس بدعم الإرهاب وما هو موقف الجامعة العربية إزاء ذلك، قال إن هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية وفي مقدمتها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير خارجيتها السابق ليبرمان فضلا عن العديد من أعضاء هذه الحكومة، نجدها حكومة متطرفة ولا تريد لأي قيادة فلسطينية أن تكون محل تقدير من قبل العالم والشعب الفلسطيني، لذلك هذه الاتهامات التي يطلقها مسؤولون إسرائيليون في الحكومة هي محاولة لتشويه سمعة الجانب الفلسطيني ومحاولة للضغط على دول كبيرة لتغيير موقفها من السلطة، كما أن هناك محاولات للتضليل في كثير من القضايا. واختتم السفير محمد صبيح حديثه قائلا " الرئيس محمود عباس تعدى قضية الاتهامات لأن هناك بالفعل تهديدات بالتصفية وهي التهديدات التي انطلقت على لسان ليبرمان، وبالتالي المطلوب هو موقف عربي حازم لدعم الدولة الفلسطينية والتوسع في اعتراف الدول بالدولة الفلسطينية على مستوى العالم، وهذا حقيقة يجري بشكل طيب، كما أن المطلوب ألا تخضع الدولة الفلسطينية لوضع اقتصادي سيّئ وضعيف، وبالتالي تكون أمام العدو الإسرائيلي بشكل غير لائق، فنحن نريد تقوية الدولة الفلسطينية والمفاوض الفلسطيني، وأيضا نطلب التدخل العربي لإنهاء الانقسام والدخول في وحدة فلسطينية في أسرع وقت ممكن".