بعد استشهاد عدد من حرس حدود الجمهورية الإسلامية.. لماذا تلتزم باكستان الصمت إزاء نشاطات الإرهابيين التكفيريين ولا تتخذ أية إجراءات ضدهم؟ الحكومة الباكستانية بحاجة إلى السلفيين لسببين، الأول كونهم على استعداد دائم للدخول في قتال مع الهند متى ما طلبت منهم إسلام آباد ذلك فتزجهم تحت ذريعة دينية والثاني تغيير موازنة القوى بين البلدين لصالح باكستان عند حدوث مواجهة. طهران (فارس) قبل فترةٍ صرح أحد أساتذة العلوم السياسية بأنه لو سألنا أحد المسؤولين الباكستانيين عن أعماله التي ينجزها في مكتبه فسيجيب بكل صراحة: العمل على إيجاد الأمن في بلادي وزعزعة أمن بلادك. وكما يبدو فإن الحدود الباكستانية اليوم مطلقة العنان ولا أحد يتولى الإشراف عليها وأصبحت مرتعاً يجول فيه الإرهابيون التكفيريون دون أي رادع لدرجة أنهم يتجاوزون على حرس حدود البلدان المجاورة ويقتلونهم وقد تبجحوا مؤخراً وتجاوزوا الحدود الباكستانية ليدخلوا الأراضي الإيرانية وزهقوا أرواح 14 جندياً من حرس الحدود الإيرانيين في المخافر بقذائف من عيار 82 ملم وقذائف هاون وحتى أنهم قاموا بتصوير ذلك ونشروه في المواقع الإنترنيتية. ومن المؤسف أنهم أحرار في باكستان لدرجة أنهم يتجولون فيها دون أية مضايقة ويتم جمع التبرعات لهم في المساجد بشكل علني دون أية ردة فعل من قبل القوى الأمنية. والطريف أنّ هؤلاء الإرهابيين التكفيرين عند ارتكاب جريمتهم هذه يهتفون بأسماء الله تعالى رغم عدم التزامهم بتعاليم الشريعة وإزهاقهم أرواح المسلمين الأبرياء! وبالطبع فإن باكستان ليست البلد الوحيد الذي يؤوي الإرهابيين السلفيين ويدعمهم فالسعودية هي الرائدة في دعم هؤلاء التكفيرين الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق المسلمين وهذا الدعم أيضاً غير مقتصر على المساعدات الحكومية بل هناك مؤسسات وفئات خاصة في السعودية تقدم دعماً مالياً ولوجستياً كبيراً للإرهاب بشكل علني لأن باكستان بلد فقير وليست لديه هذه الإمكانيات المالية الطائلة التي تنفق على الزمر الإرهابية السلفية ولكن السعودية ونظيرتها قطر بضوء أخضر من الأمريكان والصهاينة تتكفلان بهذه المهمة وتسخران عائدات نفط المسلمين لقتل وتعذيب المسلمين وما يجري في سوريا أبرز مثال على هذه الوقاحة. الإرهابيون السلفيون الذين واجهوا ضربات قاصمة على الساحة السورية ولم يكن لهم إنجاز في هذا البلد سوى "جهاد النكاح" المقزز نراهم يحاولون زعزعة أمن كل بلد يدافع عن محور المقاومة الإسلامية حيث وضعت الجهات الداعمة لهم خططاً منذ زمن طويل لإجراء هذه المهمة كما حدث آنفاً في بلوشستان الواقعة شرق إيران والتي كان الهدف منها تأجيج نزاع طائفي بين مكونات الشعب الإيراني لكنهم فشلوا في ذلك. ولكن لماذا لا تتخذ السلطات الباكستانية أية إجراءات جادة لمواجهة هذه الزمر المنحرفة؟ فهل أن قوات الأمن الباكستانية ضعيفة لدرجة أنها عاجزة عن متابعة فلول هؤلاء المشردين والشاذين؟! أو أن مصلحتهم تقتضي إبقائهم يصولون ويجولون كيفما شاؤوا؟! وبالطبع فإن المصلحة هي السبب في عدم اتخاذ الحكومة الباكستانية أي إجراء ضد الوهابيين التكفيريين بما في ذلك استخدامهم كعصا لتهديد الهند التي لها خلافات إثنية مع باكستان فيمكن لإسلام آباد أن تسير هؤلاء وفق رغبتها لأنهم همج رعاع بكل ما للكلمة من معنى. كما أن هذه الزمر التكفيرية من شأنها ترجيح كفة باكستان من ناحية القدرة العسكرية مقابل الهند لأن إسلام آباد أضعف من نيودلهي من الناحية العسكرية. ومن الجدير بالذكر أن الاستخبارات الباكستانية قد وضعت برامج بعيدة الأمد لتسيير السلفيين حسب رغبتها وتوجيههم إلى أية نقطة يشاؤون زعزعتها برغبتهم أو برغبة أسيادهم الداعمين لهم مالياً لأن نواز شريف تربطه علاقة حميمة مع أنصار الوهابية وبالتالي فإنه يعد صديقاً للتكفييرين وهذا الرجل كان من الداعمين لحركة طالبان في أفغانستان والمدافعين عنها. أما بالنسبة إلى الاعتداء الأخير على حرس حدود الجمهورية الإسلامية قرب الحدود مع باكستان فإن الزمر التكفيرية تهدف من ذلك زعزعة الأمن في البلاد وإيجاد فتنة طائفية إلا أن القوات الإيرانية بكل تأكيد سترد بقوة على هذا العمل الإرهابي وقد أكد قائد الثورة الإسلامية آنفاً أن الجمهورية الإسلامية لا تتحمل أميركا واستهتارها فكيف بحفنة من الجهال؟! (يقصد التكفيريين). إن هؤلاء الجهلة ليسوا سوى زمرة وهابية سلفية تكفيرية لا تفقه من العقل والمنطق شيئاً والأسوأ من كل ذلك أنها باسم الإسلام لا تعمل بأي حكم من أحكام الإسلام وهي نسخة جديدة لخوارج النهروان وليس لها هدف سوى خدمة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وحلفائها لذا فإن الشعب الإيراني سيلقنهم درساً لن ينسوه أبداً. / 2811/