التنافس في أي عمل قد يكون من الأمور الجيدة والتي قد تساهم في خلق مناخ من التحدي والإصرار على النجاح والتميز وفق منهجية عالية للجودة والنوعية، إنما في الأعمال الجديدة وخصوصا التطوعية والتي تتناول محاور وأفكاراً وتوجهات جديدة قد تنقلب هذه المنافسة إلى صناعة حالة من الإخفاق والفشل الذريع. وهنا أهمس إلى المتخصصين في المسؤولية المجتمعية، أن لكل منكم تخصصا ونشاطا مكملا لباقي خبرات الزملاء الآخرين؛ فهناك الطبيب, والمهندس، والأكاديمي، والتنفيذي، والإعلامي، ورجل الأعمال، والباحث، ومع هذا التنوع الجميل يتحقق التكامل النوعي وتصميم برامج نوعية ولها قيمة مضافة وكل في تخصصه. وقد لا يكون لمثل هذه الكوكبة من المتخصصين أن يكون تنافسهم على ريادة المناصب والتنافس المحموم على الشهرة واختلاق المشاكل الثانوية والجدلية والتي تبعدهم عن التركيز عن أطر ومفاهيم المسؤولية المجتمعية ذات البعد القيمي والأخلاقي. وعلى جميع المتخصصين أن ينصرفوا لأمور الريادة في تفعيل دور وبرامج المسؤولية المجتمعية وفق النقاط التالية: * ضرورة المساهمة في نشر ثقافة المسؤولية المجتمعية الصحيحة وفق الأطر العلمية والمنهج التكاملي والذي يهدف الى ترسيخ كونها التزاما أخلاقيا وطوعيا راقيا وليس إلزاماً. * إبراز الجانب التعاوني والتكاملي بين المتخصصين للعمل على وجود مظلة رسمية للمسؤولية المجتمعية وتساهم في التنسيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة. * ضرورة الأخذ بالمنهج العلمي في عملية التخطيط للبرامج والمبادرات والمشاريع للمسؤولية المجتمعية. * الأخذ في الاعتبار مع تصميم البرامج والمشاريع تصميم برامج تحفيزية للشركات تبين القيمة المضافة لبرامج ومشاريع المسؤولية المجتمعية. * تعميم التجارب الرائدة في أداء برامج المسؤولية المجتمعية ونمذجتها بإبداع. * رصد الممارسات السلبية وكشفها والتحدث عنها في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعية. * مواكبة وفهم القوانين الأممية والعالمية التي تختص بالمسؤولية المجتمعية والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال. ومن الجدير بالذكر أن المتخصصين في المسؤولية المجتمعية مع اختلاف خبراتهم وتنوع مشاربهم إلا أنهم بطريقة ما يعبرون عن نبض المجتمع ويستشعرون حاجاته الحقيقية، وأيضا هم نماذج بشرية تتحلى بالكثير من القيم والأخلاق العليا فلتكن ممارستنا وفق منهج أخلاقي نساهم بشكل صحيح في تنمية المجتمع ونشارك في تحقيق التنمية المستدامة للوطن. محمد علي السويدان- الرياض