د. عبد العزيز حسين الصويغ - ماذا تفعل لو اشتريت «سلعة ما» ثم تحوّلت بين ليلة وضحاها إلى «خازوق»؟! هذا ليس سحرًا أو فنًا من فنون الهوكس بوكس، ولكنه أمر وجدتُ نفسي عليه بعد أن ابتعتُ أحدث ثلاجة في السوق المصرية لمطبخي الجديد، الذي كان يُفترض أن تكون هذه الثلاجة فيه موضع الدرة في التاج. فقد امتنعت الثلاجة منذ الدقيقة الأولى من تشغيلها عن العمل. قيمة الثلاجة -بعد التخفيض- (18,600جنيه)، والأدهى والأمر أنه لا يمكن زحزحتها من مكانها في المطبخ لضخامتها، فتحوّلت إلى خزينة أو دولاب يحتل حيزًا كبيرًا في المطبخ دون أي استفادة منه ولا يمكن استعماله ولا حتي ك»نملية».. وأصبح بالتالي خازوقًا نعاني منه في المطبخ دون ما فائدة؟؟!! *** كل هذا وردّ فِعل وكيل سامسونغ في مصر (Samsung Egypt) هو إرسال عامل فني وراء عامل يقوم كل منهم بفحص الثلاجة والخروج بتشخيص للعلة مختلف عما قبله، مع وعد بعمل تقرير للإدارة بضرورة استبدال الثلاجة، لينتهي الأمر بوعود جديدة بإرسال فني متخصص جديد لفحص الثلاجة، وعمل تقرير جديد. أما معرض سامسونغ الذي تم شراء الثلاجة ومعدات أخرى منه؛ فقد اشترك مع مركز صيانة سامسونغ في اصطناع «أذن من طين وأذن أخرى من عجين».. الخوف هو أن ضمان الثلاجة المكتوب على بابها هو (10 سنوات).. الأمر الذي أصبح لا يعني عندي إلا عشر سنوات من التسويف والمماطلة ووعود عرقوب التي يوزعونها على المشتري دون ما خجل أو حياء؟! *** قمتُ أخيرًا بالدخول على موقع (Samsung Egypt) في الفيس بوك، وسوّدت كل خاناته بشكواي، ثم بعثتُ برسالة إلى الموقع المخصص للأسئلة والشكاوى. وقمتُ أيضًا بالدخول على موقع الشركة في الوطن الأم كوريا (Samsung Korea)، ودبّجت رسالة باللغة الإنجليزية عرضتُ فيها شكواي من سوء تعامل وكيلهم في مصر الذي وجدت في موقع الشركة في مصر من يشتكي من الوكيل ويصف تعامله مع الزبائن بأوصاف أقلها أن تعاملهم «سيئ»!! ويبدو أن تكرار عرض شكواي على موقع الشركة في مصر قد جعل مندوبها يطلب مني في رسالة ردّ أن أكتب موضِّحًا الشكوى على الموقع المخصص للشكاوى، وهو أمر كنت قد قمت به بالفعل. *** أرسلتُ أخيرًا يوم السبت 26 أكتوبر 2013 الفائت مندوبًا عني إلى مقر الشركة في أكتوبر.. لكن نفس الطريقة في التعامل، فبعد ثلاثة فنيين تم إرسالهم حتى الآن، وكل واحد يُشخِّص الخلل بطريقة مختلفة، وعدونا أنهم سيُرسلون مهندسًا للفحص مجددًا للمرة الرابعة. وهكذا فقد استنفدت كل المحاولات وآخرها الكتابة ل»سامسونغ كوريا».. وإذا كان موقفهم كما هو موقف «سامسونغ مصر» فسأتابع الموضوع حتى لو وصل -تجاوزًا- إلى الأممالمتحدة. الأمر أصبح بالنسبة لي مواجهة الاستهتار وعدم اللياقة في التعامل والتسويف المستمر، أما عن المبلغ الذي قارب 20 ألف جنيه فهو أمر جانبي أمام طريقة التعامل غير المهنية التي يتبعها وكيل سامسونغ في مصر. *** لا أعتبر هذه القضية أو الشكوى أمرًا شخصيًا، بل هي معاناة يواجهها كثير من الناس في التعامل مع الوكالات الأجنبية العاملة في أرجاء عالمنا العربي. وستجد أمثلة كثيرة لوكالات أخرى يواجه الناس فيها نفس المعاناة. وما المثال العملي الذي عرضته أمامكم اليوم إلا غيض من فيض.. لذا نسأل: أين إدارات حقوق المستهلك من تعامل بعض الوكالات والتجار وتعسفهم مع المستهلكين. * نافذة صغيرة: (لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ) المتنبي. [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain