د. عبد العزيز حسين الصويغ من بين التصريحات التي أطلقها بعد نجاح الشعب المصري في عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، يقول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: إن «الشخص الذي يخسر في الانتخابات يعيد النظر في خطابه، وآراء جمهوره، ليُطوِّر ذاته ويتفادى أخطاءه، وأضاف: «إن السلاح والإعلام لا يصنعان نظاما ديمقراطيا». وهي قاعدة صحيحة لا تقتصر فقط علي الخاسر في الانتخابات، بل أيضًا الفائز الذي يفشل في أن يُحقق الوعود التي تعهّد بها أمام الناخبين، خاصة إذا كان من بينها التأكيد على أنه سيترك كرسي الرئاسة إذا خرجت الجماهير تطلب منه الرحيل. أما الصحيح الآخر في تصريح أردوغان فهو أن «السلاح والإعلام لا يصنعان نظامًا ديمقراطيًا»، فتفوق الإعلام الإخواني ونجاحه في إيصال رسالته إلي العالم الخارجي.. الذي ساهم في كسب وجهة النظر الإخوانية مواقع شكلت المواقف التي بنت عليها معظم الدول العالم ردود فعلها الأولية تجاه الأحداث في مصر. وكان للسلاح أيضًا دور إضافي في هذا النجاح!! لكننا نتفق مع أردوغان بأن هذا نجاح مؤقت سيتلاشى عندما ينكشف كم السلاح وحجم العنف الذي استخدمه الإخوان، فيزول الزيف وتظهر الوقائع دون تزييف. *** لقد استطاعت الآلة السياسية والإعلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين بشتى تمثلاتها، إن كمؤسسات إعلامية معروفة أو كرموز دينية أو منتمية للإسلام السياسي بشكل عام داخل مصر أو خارجها، أو كمواقع إلكترونية أن تنجح مؤقتًا في كسب بعض المواقع في بعض دول العالم أو أكثرها، لكن إذا كان هناك اتفاق بين المراقبين على فشل الإعلام الرسمي المصري في إيصال صوته للعالم الخارجي، فإن هناك اتفاقًا أيضًا على أن المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقدته مؤسسة الرئاسة بقصر الاتحادية بحضور الصحفيين المصريين والأجانب وقنوات التلفزيون والوكالات العربية والأجنبية لعرض الأحداث التي وقعت مؤخرًا في مصر غيّر الصورة السلبية عن الموقف المصري، وعوّض شيئًا ما فشل الإعلام الرسمي، وشكّل نقلة كبيرة في التعامل الإعلامي مع الأحداث ستساهم في تغيير الصورة التي أخذها العالم وبنى عليها مواقفه المبدئية. *** هذا المؤتمر هو خطوة جديدة لتحسين صورة مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو، وتصحيح المسار الإعلامي الذي انتابه الكثير من العوار، وهو يُذكرني بالسياسة التي ابتدعها الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت التي تقول: «تحدث بلطف.. وأحمل عصا غليظة»، وهي سياسة ظلت تُعبر عن منطلقات السياسة الخارجية الأميركية لفترة طويلة. والمؤسف أن نجد أن معظم الرؤساء العرب يعكسون القاعدة لتكون «تحدّث بصوت عال وأحمل عصا صغيرة». *** وأخيرًا عادة ما تترافق سياسة «العصا الغليظة» مع سياسة أخرى تتقدمها هي سياسة «العصا والجزرة»، أو مبدأ الثواب والعقاب، فالتلويح بالجزرة أولًا.. فإن عصى فله العصا. والإعلام اليوم أصبح يعمل بنصف السياسة الأولى ويتطلع إلى الجزرة في نصف السياسة الثانية، ليكون شعار الإعلام الجديد هو «تحدث بلطف.. وأحمل (كاميرا) صغيرة»!! * نافذة صغيرة: (إذا خسرنا الحرب، لا غرابة لأننا ندخلها بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة السر في مأساتنا صراخنا أضخم من أصواتنا وسيفنا.. أطول من قاماتنا.. يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح يوجعني.. أن أسمع النباح...) نزار قباني [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain