أ. د. محمد خضر عريف كتب الصديق والأخ الكريم سعادة السفير د. عبدالعزيز الصويغ مقالة مهمة في هذه الصحيفة الغراء في عددها رقم (18452) الصادر في 25/12/1434ه، وكان عنوانها: (أنا وسامسونج والخازوق)، شرح فيها معاناته مع شركة سامسونج حين اشترى ثلاجة في مصر بمبلغ يصل إلى عشرين ألف جنيه (وهو مبلغ كافٍ لشراء سيارة مستخدمة جيدة) ثم (ابتلش) بها لوجود عطل فيها، لم يتمكن كل فنيي الشركة في مصر من إصلاحه أو حتى تشخيصه ووصل به الأمر إلى مخاطبة الشركة الأم في كوريا ورجع بخفي حنين، وحتى كتابته لمقالته لم يصلح أحد ثلاجته التي كتب عليها ضمان عشر سنوات، وذكر أنها تبدو عشر سنوات من التسويف والتعطيل و(البهدلة) وإضاعة الوقت، ولأن مشكلته هذه حصلت في مصر وكتب عنها في صحيفة سعودية فقد ختم مقالته بقوله: (لا أعتبر هذه القضية أو الشكوى أمرًا شخصيًا بل هي معاناة يواجهها كثير من الناس في التعامل مع الوكالات الأجنبية العاملة في أرجاء عالمنا العربي وستجد أمثلة أخرى كثيرة لوكالات أخرى يواجه الناس فيها نفس المعاناة». وتساءل أخيرًا: أين إدارات حقوق المستهلك من تعامل بعض الوكالات والتجار وتعسفهم مع المستهلكين؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأني عشت معاناة مماثلة وقد تكون أشد وأنكى بلاء هنا في المملكة فقد فتح سعادة السفير شهيتي لأنقل معاناتي مع الشركة الكورية نفسها ووكالاتها في جدة، فقد نصحني أحد الأصدقاء نصيحة غير موفقة بأن أشتري مكيف هواء (دولاب) كما يسمى من أحد معارض هذه الشركة التي تبيع الأجهزة المخفضة كما يسمونها، ولما سألته عما إذا كانت هذه الأجهزة (مضروبة) أو (معطوبة) أو بها أي نوع من العيوب الفنية قال لي: ليس أكثر من (طعجة) هنا أو هناك في الهيكل الخارجي، والدليل أن عليها ضمانًا هو نفس ضمان البضائع العادية التي تشتريها من المعرض، وبالفعل أغراني التخفيض المزعوم وقصدت أحد معارض الأجهزة المخفضة، كما تسمى، وهو المعرض المجاور لمركزها الرئيس في جدة، وطلبت المكيف المطلوب واشترطت أن يعمل على 220 فولت وليس على (ثلاثة فاز) وهو فولت جديد لا يتوفر عندي، فباعني المسؤول في المعرض جهازا يقل ثمنه خمسمائة ريال فقط عن ثمنه في المعرض الرئيس (غير المخفض)، وبعد أن وصل إلى منزلي تبين أنه كان (ثلاثة فاز) وليس (220) كما طلبت، ولأني كنت خارج المنزل وقتها اضطررت للاتصال بكهربائي ليأتي ويجهز الفولت المطلوب فكلفني ذلك ألفًا وثلاثمائة ريال، وبذلك فقدت ما وفرت ثمانمائة ريال إضافية. كان ذلك (الخازوق) الأول كما سماه سعادة السفير في مقالته. ثم لم يلبث (الخازوق الثاني) أن ظهر على الفور إذ تبين أن الماكينة الخارجية أو (الكومبروسور) كما يسمونها لا يعمل، لذا أخبرني الفني أنه لابد من أن يعيده إلى المستودع ويحضر كومبروسور آخر، وخرج ولم يعد إلا بعد ثلاثة أيام لأننا كنا في نهاية الأسبوع، وحين جرب الكومبروسور الثاني ظهر أنه لا يعمل كذلك، ثم أعاده إلى الشركة وعاد بكومبروسور ثالث لتتكرر القصة للمرة الثالثة ويصبح عدد الخوازيق ثلاثة بالتمام والكمال، حاولت خلال هذا الوقت الضائع أن أتصل بالشركة الأم هاتفيًا عن طريق رقمها المعروف فكان شبه مستحيل أن يرد أحد بمن في ذلك موظف السنترال. ولما تفضل ورد عليّ طلبت منه أن يوصلني بمدير الشركة أو نائبه أو خدمة العملاء وفي كل مرة كان يحول المكالمة (ولا حياة لمن تنادي). اضطررت بعدها للذهاب إلى المعرض الذي اشتريت منه فصارحني أحد العاملين السعوديين بشجاعة فائقة بأن معظم الكومبروسورات في معرض الأجهزة المخفضة (خربانة)، ولما سألته عن حقيقة كون ما يعرض لديهم به (طعجة) أو (دقّة) كان شجاعًا جدًا حين أخبرني أن ذلك كله كذب، وأن ما يعرضونه (ستوكات) وأجهزة سقطت من الشاحنات مثلا أو تعرضت لأي سبب قد يؤدي إلى تلفها ولا يستطيعون بيعها في معرض الجديد، ونصحني حين رآني مريضًا وقتها بأن أسترد (فلوسي) وأنسى الموضوع، وفعلت بعد أن خسرت ألفًا وثلاثمائة ريال كما ذكرت لتحويل الكهرباء إلى (ثلاثة فاز) ظلما وعدوانا، ورأيت لزامًا عليَّ أن أذهب بنفسي إلى مقر إدارة الشركة وقابلني شاب سعودي من خدمة العملاء وشرحت له قضيتي كلها وزودته بكل الأوراق ووعدني بأن يتصل بي بعد أن طالبته بتعويضي عن كل الخسائر التي ألمت بي. وحتى كتابة هذه السطور لم يتصل أحد من الشركة، لذا أنبه الإخوة المواطنين إلى ضرورة الحذر من الشراء من معارض الأجهزة الكهربائية المخفضة كما أحيل الموضوع برمته إلى وزارة التجارة وحماية المستهلك للتحقيق فيه. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (53) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain