عاهدت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الثلاثاء، الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بالعمل على تحريرهم، محتسبةً عند الله ابنها الأسير الشهيد حسن الترابي الذي ارتقى فجر اليوم نتيجة سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج التي ينتهجها الاحتلال. غزة (فارس) وقالت الحركة في بيانٍ لها وصل مراسل وكالة أنباء فارس نسخة منه: "نعاهد الله عز وجل أن نحفظ وصايا الشهداء ونهجهم، وأن نبقى أوفياء لتضحيات الأسرى الأبطال وعذاباتهم، وأن نبذل كل جهد من أجل خلاصهم وتحريرهم". وزفت الحركة الشهيد الأسير المجاهد حسن عبد الحليم عبد القادر الترابي (23 عاما) من بلدة صرة قضاء نابلس شمال الضفة الغربية، الذي ارتقى فجرا في مستشفى العفولة داخل فلسطينالمحتلة. والشهيد الترابي من مواليد عام 1990، وهو أعزب، وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلته بتاريخ 7 يناير 2013، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وانضمامه لخلية عسكرية تابعة لها. وبحسب بيان الحركة فإن "الترابي ارتقى شهيداً نتيجة سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج من قبل الاحتلال؛ حيث تدهور وضعه الصحي بشكلٍ خطير خلال الأيام الماضية جراء إصابته بسرطان في الدم، مما اضطر سلطات الاحتلال لنقله من سجن مجدو إلى مستشفى العفولة بتاريخ 15 اكتوبر 2013 بعد أن أصبح ميئوساً من حالته، ما يؤكد أن سلطات الاحتلال قصدت الانتقام من الشهيد الأسير وإعدامه بشكل بطيء". ولفت البيان إلى أن ارتقاء هذا المجاهد البطل يأتي تزامنًا "مع تواصل حملات القمع والعدوان الممنهجة التي يمارسها العدو المجرم ضد أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم، وفي مقدمتهم الأسرى الذين ضمنت لهم كافة القوانين والتشريعات عدم التعرض لهم بالتعذيب والحرمان والقهر، وكفلت لهم المواثيق الدولية والإنسانية حق العلاج". وحملت الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المجاهد، مطالبةً بضرورة العمل على كافة الصُعد لفضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى، مع أهمية توسيع حملات الإسناد لهم، والضغط على الاحتلال وفتح جبهة مواجهة مع جنوده ومستوطنيه دفاعاً عن هؤلاء الأبطال ونصرةً لهم. من جانبها، دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة استشهاد الأسير حسن الترابي نتيجة الإهمال الطبي المتعمد ورفض كل النداءات للإفراج عنه. وقالت الجبهة في بيان وصل مراسلنا نسخة منه تعقيبا على نبأ استشهاد الأسير الترابي إن "هذا الحادث يستدعي منا جميعًا التحرك العاجل والفاعل على كل المستويات لإنقاذ الأسرى المرضى وتعرية ما يسمى مستشفى العفولة الذي يتعرض فيه الأسرى لكل أصناف العذاب والتنكيل من الأطباء والإداريين والحراس". وطالبت الجبهة قيادة السلطة الفلسطينية بالانضمام الفوري إلى هيئات ومؤسسات الأممالمتحدة وتحديدًا محكمة الجنايات الدولية لرفع أول قضية فلسطينية أمام هذه المحاكم تخص الأسرى الأبطال. كما طالبت الشعب الفلسطيني بالتحرك على أوسع نطاق للتضامن مع الأسرى الأبطال وخصوصًا المرضى منهم ورفع الصوت عاليًا ضد ما يسمي مشفى العفولة الذي أصبح حجرة إعدام لأبنائنا الأسرى. من ناحيته، اعتبر مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، أن لا قيمة للبيانات التي ستصدر بنعي الأسير الشهيد حسن الترابي، وأن الضغط على الاحتلال لن يتأتى إلا من خلال الوحدة الوطنية والالتفاف حول قضية الأسرى والعمل على كل المستويات لإنقاذ حياة المرضى الباقين منهم، وبدون ذلك سنستقبل المزيد من شهداء الحركة الوطنية الأسيرة . وحذر حمدونة من استشهاد المزيد من الأسرى المرضى إذ لم يكن هنالك حالة مساندة جدية لإنقاذ حياتهم، مطالبًا بالمزيد من الجهد على كل المستويات إعلاميًا وسياسياً وشعبياً وحقوقياً، بهدف تدويل قضية الأسرى. وأكد أن السكوت على جريمة استشهاد الترابى سيضاعف قائمة شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، منبهًا إلى سياسة الاستهتار الطبي في التي ينتهجها الاحتلال. وأشار حمدونة إلى أهمية زيارة الأسرى والاطلاع على مجريات حياتهم وحصر مرضاهم والسماح للطواقم الطبية بإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك، مطالبًا بتدخل للتعرف على أسباب وفاة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبعد خروجهم من الأسر والتي أصبحت تشكل كابوساً مفزعاً لأهالي الأسرى يجب التخلص منه تحت كل اعتبار. وطالب المؤسسات الدولية العاملة في مجال الصحة بإنقاذ حياة الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية والذين وصل عددهم إلى قرابة 1400 أسير ممن يعانون من أمراض مختلفة، ومنهم العشرات ممن يعانى من أمراض مزمنة كالغضروف والقلب، و25 حالة سرطان ومن الفشل الكلوي والربو وأمراض أخرى. ولفت حمدونة إلى أن "هنالك 18 أسيرًا مقيم في مستشفى مراج بسجن الرملة، بحالة صحية متردية وهنالك خطر حقيقي على حياتهم نتيجة الاستهتار الطبي، وعدم توفير الرعاية والعناية الصحية والأدوية اللازمة والفحوصات الطبية الدورية للأسرى، الأمر الذي يخلف المزيد من الضحايا في حال استمرار الاحتلال في سياسته دون ضغوطات دولية جدية من أجل إنقاذ حياة المرضى منهم قبل فوات الأوان". جدير بالذكر أنه باستشهاد الأسير حسن الترابي يرتفع عدد شهداء الحركة الفلسطينية الأسيرة للعام 2013 إلى ثلاثة أسرى بعد الأسير الشهيد عرفات جرادات وميسرة أبو حمدية. /2336/