بداية نحن لا نقلل من دور العمالة (أيًّا كانت مشروعية دخوليتها) وتنوع خدماتها في شتى مدن وقرى وهجر مملكتنا العربية السعودية إلا أن اللوم في بادئ الأمر يعود إلى تخلف العديد منها وعدم ضمان ما يبرر حجتها وبقاءها وقت الطلب والمسائلة.. وهو ما أدى لخلق تلك الحملات ضدها وملاحقتها كلما دعت الحاجة وسمحت الظروف إلا انه وفي المقابل نجد أطرافًا أخرى وراء تفشي تلك الظاهرة واستفحال أمرها وبمشاهد مستفزة وغير حضارية.. أما البداية فتكمن من وقت دخولهم إلى البلاد وغض نظر الجهات المعنية عن متابعة وجهتهم ومشروعية إقامتهم بحكم التأشيرة الممنوحة لهم إما للعمل أو الزيارة أو أية بغية أخرى فجميعها لا بد أن تكون تحت أعين الرقابة والملاحظة والحساب والعقاب ولو أدى ذلك إلى فترات عمل متواصلة فالأمر برمته لا يخص سلامة الفرد بل أمن بلد بأكمله وبهذه الطريقة لن يكون لدى الطامع فينا سبيل فالغاية تبرر الوسيلة وعلى الباغي تدور الدوائر.. فحوادث الأمس واليوم والغد قد تكلفنا كثيرًا لقاء إهمال فرضته علينا سبل المجاملات والتوصيات وبعض الأطروحات عديمة النفع والفائدة والتي لا تجلب لجهات الاختصاص سوى التأنيب والتعطيل والضرر فمعظم النار من مستصغر الشرر وفي المقابل لا يعاني من هذا وذاك سوى أهل العوزة والحاجة من ذوي الدخل المحدود والراتب المرصود وكلاهما وقت السؤال مدان وبحجج فارغة ولا تمت لواقع الحضارة والإنسانية بصلة.. ولهذا كانت العمالة ولا زالت أكثر جرأة وأقوم قيلا لأنها وجدت في بيئتنا مرتعًا خصبًا يساند وضعها ويسعف جهدها لأنها قد عرفت (من أين تؤكل الكتف). إذًا لماذا نحمل بعضنا مثل هذه التفاهات ولماذا لا نستجيب لنداءات ضمائر أكثر عقلانية وعملية وأجدر وقاية وهمة مشرفة إدارية .. فالوطن ومقدراته أمانة في عنق العامل والعاطل والجاهل والمتعلم فالكل سواسية في الميدان متى أخطأ أو أساء فهو في نظر العدالة مذنب ومدان.. فلماذا؟ الحيرة يا إخوان ما دمنا سمان ولنا لسان أو لا يحق أن نعيش بأمان كأي مخلوق في هذا الزمان؟! يوسف عبدالظاهر محمد - جدة