عمان - غزة "الخليج": اعترضت قوى برلمانية نقابية وحزبية وشعبية أردنية، أمس، بصورة واسعة على اتفاقية "ناقل البحرين الأحمر- الميت" التي أبرمت مع الكيان الصهيوني إلى جانب الطرف الفلسطيني . واعتبرت أحزاب قومية ويسارية فضلاً عن شخصيات وطنية أصدرت بيانات أن الاتفاقية تدعم وجود "إسرائيل" وتخدم مصالح العدو الغاشم في المنطقة تحت غطاء شرعي وسط مطالبات بإلغاء "وادي عربة" التي دعت مذكرة برلمانية وقعها 15 نائباً إلى إبطالها وطرد سفير الكيان الصهيوني من عمّان . وقالت النقابات المهنية التي تشكل قوى سياسية واجتماعية في البلاد إن كل من يتعامل مع الاتفاقية الجديدة يدعم التطبيع المرفوض ويهدد أمن واستقرار البلاد ويسهم في مخاطر أقلها بيئية . واستغربت النقابات ذهاب الحكومة إلى توقيع الاتفاقية من دون العودة للبرلمان، مشددة على أن ذلك يحمل غموضاً يتجاوز مجرد زعم توفير مئة مليون متر مكعب من مياه الشرب وإنقاذ البحر الميت من الجفاف إلى أهداف التهجير من مناطق محيطة وتمويل مقاصد مشاريع نووية خطرة . وأضافت أنه كان من الأجدر إنقاذ البحر الميت عن طريق إلزام "إسرائيل" بالتوقف عن الاعتداء المستمر وسرقة مياه نهر الأردن وتصديرها أخرى ملوثة من دون مساءلة أو فرض قدرة تحصيل حقوق المملكة في هذا الإطار . من جهة أخرى، حذّرت حركة الجهاد الإسلامي، أمس، من عواقب الاتفاق على تنفيذ مشروع قناة "البحرين" للربط بين البحر الميت والبحر الأحمر، واضعة الاتفاق في إطار التطبيع المباشر مع الاحتلال . وكانت "إسرائيل" وقعت مع الجانبين الفلسطينيوالأردني اتفاقاً في واشنطن، يقضي بحفر قناة تربط بين البحرين الأحمر والميت . وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها داوود شهاب، في تصريح صحفي، "إن هذا الاتفاق يعطي تفويضاً للاحتلال "الإسرائيلي" بنهب ثرواتنا، ويعزز من سيطرته على الأرض" . وأشار إلى أن هذا المشروع كان حلم مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، لافتاً إلى أنه ذُكر في كتابه "الأرض الموعودة" الذي نشره عام 1902؛ حيث تحدث عن قناة لوصل البحر الأبيض المتوسط بالبحر الميت . وحذر شهاب من أن هذا الاتفاق يصادر الحقوق المائية والسياسية الفلسطينيةوالأردنية على السواء، مفنداً بذلك تصريحات وزير الثروة المائية الأردني حازم الناصر التي رأى فيها أن "الاتفاق لا يحمل دلالات سياسية، بل مقتضيات إنسانية صرفة" . وأعلنت حركة حماس رفضها الاتفاق، وقالت لوكالة الراي التابعة لحكومة حماس: إنها ترفض هذا الاتفاق، وهو تطبيع مرفوض وتكريس لشرعية الاحتلال، وحذرت من العواقب الوخيمة لأيّ اتفاق يقود إلى الاعتراف بشرعية الاحتلال، وتابعت ننظر ببالغ الخطورة للعواقب الوخيمة التي يحملها هذا الاتفاق على مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الحرب المفتوحة المعلنة التي يقودها الاحتلال ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا . واعتبرت حماس أن السلطة الفلسطينية لا تملك الحق في التنازل أو التفريط أو التفاوض على أيّ شبر من أرض فلسطين أو مياهها .