لماذا أنا هنا؟ جَفوتُ مَدارجي وَجَفوتُ صَحبي وَنُحتُ طُفولتي وَمَلاذَ لَعْبِي وَفَاضَ الدَّمعُ وَالعَبراتُ أَضحتْ بِعيني مِثل هَاجرةٍ وَصَبِّ وَخَيَّم فَوقَ مِحجرتي الثَّكالى رَفعنَ الصَّوتَ كَالسَّاعي المُلبِّي (رِضا) فِي (المَِجدِ) مَهموماً تَرقَّى وَذَلَّل لِلمَقاصدِ كُلَّ صَعب فَقلتُ: أبي المُعلِّمُ مَنْ كَسانِي لِباسَ العِلم ِيَا لهُ مِن مُربِّي!! فَقدْ غَمرت سَعادتُه الثَّنايا بِحَملِ حَقيبتي وَثَقيلِ كُتْبي وَأوْصى بِيَ المُدرِّسَ مُسْتَميلا لِنفسي مُرشداً ليطيب كسبي فَجَاشت نُهمَتي فِي العِلم إلا لِدرس الخط والإملا فحسبي ودرس في القراءة منذ صرنا نطالعه ونفهم دون ريب (لسالم من حليمة) ما تمنى وظلم الناس يعظم كل خطب ودرس النحو أفشله التمادي على زيد المروع دون ذنب فما علم المدرس من تعدى أزيد من بدا عمرا بضرب؟ فقلنا من بدا في الضرب زيد فأعنت واكتفى بوبال سب وأبت لمنزلي بهموم زيد وقلت أبي سيصرف كل كرب فآنس وحشتي بلطيف قول من الأدب المصفى دون عتب ستكشف سر من ضاقت عليهم روائعها, وتفهم سر دأبي هي الفصحى البهية من تجلت لترسم بسمة من غير حرب فقد راقت مهابتها الغيارى بأرض الله من شرق وغرب ولولاها لما ألقيت شعرا وقوفا بينكم يا خير صحب ونحن اليوم نكرمها بحفل له في النفس منزلة المحب وما الأمم التي اتحدت ستغني يباب الروح من لغة بخصب فكونوها وكونوا حيث كانوا تروا أملا يسامر كل قلب كتبها د رضا محمد جبران 12_12_2013