هذا قدري!! شعر : عبدالناصر الجوهرى - عضو أتيليه القاهرة ............................. لو سألوني ماذا أعملُ ؟ سوف أقول : المهنةُ.. شاعرْ أعملُ فى هيئاتِ الشعر المقعدِ .. طوَّافاً تتعقبنى إجراءاتُ التوقيفِ الجائرْ وأسجِّلُ توريتي فى الواردِ.. والصادرْ وأزوّجُ أطنابَ لغاتي للوائح فصْلٍ وغيومٍ لمساءٍ عابرْ أعمل - يا سادةُ - للآن بلا تأمينٍ وبدون سجلِّي العدليِّ .. على قافيةٍ منهكةٍ وتفاعيلٍ ومحابرْ أبياتي جوعى فوق رصيفٍ محتلٍ بالعسكر .. أُطْعمها من أوجاعي أُطْعمها من مُرّ قريحة تجربتى خوفاً من زمنٍ غادرْ وأذوِّب همِّى فى آنيةٍ لحساءْ نفترشُ الفاقة .. نفترش البؤسَ صباح / مساءْ دوماً تأتينا فى الليل زبانيةُ ( الحجَّاجْ ) وتطلب منا الجزية وتصادر أيَّ خراجْ لا يشفعُ مرفأ أناتي تغترُّ بجدِّي العاجزْ تغترُّ بأيكيْ النائم .. وتصادرُ حتى الماعزْ تسلبُ حنْطة صبري /أحلامي تنفي دمعي من بين دواوين الصوفيةِ .. ترميه هنالك .. جسراً لحروبٍ بين عشائرْ لو سألوني ماذا أعمل ؟ سوف أقول مِراراً : هذا قدري أني شاعرْ عشتُ حياتي أنتعل الوجع المُرَّ ، ورأيتُ بأمِّ جفوني أكفان الوطن المقتول.. على ربوة لحنٍ حائرْ لن أصبح بين خباءِ الشهبندر.. مدَّاحاً فسوايَ اعتاد على جمع هباتٍ وغنائمْ لن أتسلَّقَ يوماً لشيوخٍ وعمائمْ ما جاز لمثلي أنْ يفقأ عينَ معلَّقةٍ أو يتربَّص بمجازٍ أمَّنه صهيلٌ عربيٌّ فى السامرْ هذا قدري أني شاعرْ لم أعشقْ غير حُدائي الممتدِّ بواديْ ( عبقرَ ) .. لم أعشقْ غير بداوتنا حين تُحاصرْ وأقايض فى سوق ( عكاظَ ) نصوص قطيعتنا بأراجيز الصحو الثائرْ فتطاردني أشباحٌ ، أجلافٌ قتلوا الطبعَ ..بنظمٍ أعمى أو بعض مسوخٍ لشواعرْ هذا قدري سأظلُّ أدثرُ..نبضَ قريضى فى الوجدان.. وفى الخاطرْ أعلم ُ أن (بدار الندوة) ناطورٌ قد يقطع عيشي لو أُُخبر.. أنَّ طيورى عائدةٌ واعتصمتْ بين حقولٍ وغدائرْ لو أُخبر أنى مازلتُ أدوِّن ربَّة شعري فى القلب .. وأعتزلُ التوقيعَ بأىِّ دفاتر !!