كُشف، أمس، في أبوظبي، عن أكبر ثوب تراثي إماراتي في العالم، وهو من ابتكار المصممة الإماراتية منى المنصوري، وتنفيذ فريق من طالبات قسم تصميم الأزياء بكلية الخوارزمي الدولية بأبوظبي، تزامنا مع احتفالات الدولة ب«اليوم الوطني ال41». وعرض الثوب المرشح لدخول موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية، صباح أمس، على كورنيش أبوظبي. ويبلغ وزن «أكبر ثوب تراثي» 650 كيلوغراماً، وطوله 41 متراً، بمساعدة رافعة لها ستة خطافات ليحمل الثوب من الوسط، إضافة إلى سيارتي إطفاء من الدفاع المدني في أبوظبي لحمل الثوب من الأطراف. عمر الاتحاد المنصوري: الثوب تعريف بتراثنا أشارت مصممة الأزياء الإماراتية، منى المنصوري، إلى أن «الثوب يهدف إلى تعريف العالم بالتراث الإماراتي، وبشكل الثوب التقليدي الذي طالما ارتدته المرأة في الإمارات، ويمثل جزءاً مهماً من ذاكرة المجتمع، فالأزياء جزء رئيس من ثقافة أي مجتمع، ومكون من مكونات الهوية الوطنية التي يجب الاعتناء بها والحفاظ عليها، وتوثيق مراحل تطوره والتغيرات التي طرأت عليه المراحل الزمنية المختلفة». وأضافت ل«الإمارات اليوم»: «لذلك تم التركز على استخدام خيوط (التلي) لتزيين الثوب، التي كانت ضمن مفردات التراث الذي يعتز به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومازالت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) تهتم بهذه الحرفة الجميلة». ولفتت إلى أن «تنفيذ الثوب، والمجهود الكبير الذي قامت به الطالبات، يدلان على ما لديهن من إصرار وعزيمة، وكذلك من حب للإمارات وشعبها، وما حققته الدولة من إيجاد حالة من التماسك والتكاتف بين مختلف الجنسيات المختلفة التي تضمها الدولة، والتي تزيد على 200 جنسية». من جهته، قال مدير قسم الأزياء بكلية الخوارزمي، الدكتور محمد أحمد المليجي، الذي تولى الإشراف على تنفيذ الثوب ل«الإمارات اليوم»، إن «الإنجاز يحقق أكبر رقم قياسي، فهو أكبر ثوب تراثي في العالم، إذ بلغ طول القماش المستخدم في صناعته قبل التفصيل 82 متراً، وبعد التفصيل بلغ الطول النهائي للثوب 41 متراً، في اشارة إلى سنوات عمر دولة الاتحاد، وبلغ عرضه 27 متراً، وهو عمر كلية الخوارزمي، بينما كان أكبر ثوب تراثي دخل موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية فلسطينياً بطول 32 متراً، وسبقته (كندورة سعودية) بطول 28 متراً، وبذلك يتفوق الثوب الإماراتي بفارق كبير». وأضاف المليجي أن «الثوب كذلك حقق رقماً قياسياً في عدد غرز الحياكة التي تمت لتنفيذه، وكذلك في عدد فريق العمل، الذي لم يتجاوز ست طالبات من طالبات قسم تصميم الأزياء في كلية الخوارزمي، إلى جانب فترة التنفيذ الفعلية وهي ستة أيام تقريباً»، مشيراً إلى أن «فكرة الثوب بدأت بالتنسيق مع المصممة الإماراتية منى المنصوري، واستغرق إعداد الفكرة وشكل التصميم أسبوعاً، تلاه أسبوع آخر لتوفير الخامات المستخدمة في التصنيع، من أقمشة وخيوط وغيرهما، في حين تولت المنصوري تجميع الخيوط التي استخدمت في التنفيذ». عمل متواصل أوضح مدير قسم الأزياء بكلية الخوارزمي أنه «اختار ست طالبات من المتميزات في القسم لتنفيذ الثوب، ولأسبوع كامل كان يجري العمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى منتصف الليل، بينما استمر العمل في اليوم الأخير من الثامنة صباحاً حتى السابعة من صباح اليوم التالي حتي يمكن الانتهاء من العمل في الوقت المحدد، ويتم عرض الثوب خلال اليوم الوطني للإمارات». وذكر أن «هناك صعوبات كثيرة واجهتهم خلال تنفيذ الثوب، من بينها كمية القماش الكبيرة التي تم توفيرها لتنفيذه، وكذلك صعوبة التعامل مع الحجم الكبير للثوب، وعدم وجود مكان يستوعب كل هذا الطول والعرض، والمجهود الكبير الذي احتاج اليه، إلى جانب صعوبة استخدام الأساليب التقليدية في الخياطة مع كل هذا الحجم، ما دفع الطالبات لابتكار طرق جديدة وغير معتادة للحياكة، وكانت كل ثلاث طالبات يتقاسمن العمل على ماكينة خياطة، كما تم استخدام كرسي متحرك لتمرير القماش عبر ماكينة الخياطة أثناء العمل». وأشار المليجي إلى أن «أهم ما يميز العمل في الثوب أن فريق العمل ضمّ فتيات من مختلف الجنسيات، كلهن شاركن فيه وكن يشعرن بالسعادة والفخر لما يقمن به، وهو ما يعبر عن طبيعة الحياة في مجتمع الإمارات الذي تتآلف فيه مختلف الجنسيات والثقافات معاً». ولفت إلى أن «الثوب صُنع من ألوان العالم الإماراتي، واستخدم فيها قماش (الساتان) وخيوط ذهبية تقليدية، إلى جانب خيوط (التلي)».