مواضيع ذات صلة تصاعد المخاوف من حرب "الكيانات" السورية وارتداداتها في دول الجوار وفي مقدمها لبنان روزانا بومنصف في حديث خص به الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابرهيمي احدى محطات التلفزة الاميركية الكبيرة غداة تقديمه تقريره امام مجلس الامن الدولي الخميس المنصرم، وعشية توجهه الى واشنطن للبحث مع المسؤولين الاميركيين في سبل حل الازمة السورية قبل عودته الى القاهرة حيث اصبح مقر البعثة التي يتولاها، حرص الابرهيمي على الاشارة تكرارا الى تأثر لبنان كأبرز الضحايا بما يجري في سوريا على رغم عدم اغفاله تأثر كل دول الجوار السوري وتحذيره من ذلك. والمخاوف على لبنان تجد صدى متعاظما منذ بعض الوقت وعلى نحو اكبر من الاشهر الاولى لانطلاق الثورة في سوريا باعتبار ان هذه المخاوف تتركز في الدرجة الاولى على ازدياد عدد اللاجئين السوريين الذين يتوقع ان ترتفع اعدادهم كثيرا مع وصول الحرب الى العاصمة السورية وفقا للمؤشرات الميدانية قبل ايام. كما تشمل المخاوف التورط المباشر وغير المباشر لبعض الافرقاء في لبنان في تطورات في الداخل السوري اضافة الى الانعكاسات الاقتصادية والسياحية السلبية الكبيرة. وفي المرحلة الاخيرة بدأت المخاوف تشمل بعدا آخر اكثر من اي وقت سابق على وقع اتساع المعارك في سوريا والى مناطق اكبر بكثير من السابق ووصولها في الاسابيع الماضية الى دمشق. هذه التطورات باتت تفيد بان الحلول التي كانت مطروحة للازمة ستتغير حكما وان المعركة على حدود دمشق مجددا لم تعد تعني ان حكم الرئيس السوري بشار الاسد يمكن ان يبقى، وليس نظام البعث وحده الذي انتهى فعلا ولم يعد في الامكان اعادة احيائه ايا تكن المدة التي ستستغرقها الحرب الداخلية، نظرا الى ان اعادة ترميم هذا الحكم لم تعد ممكنة ولا واردة. ومصدر الخشية ان ثمة اتجاها الى فرز كيانات سورية تدور الحرب حولها راهنا على شكل او آخر، علما ان سيناريوات مماثلة طرحت في ادارة النظام السوري خريطة معاركه في الاشهر الاخيرة. لكن معالم هذه الكيانات بدت لافتة في الايام الاخيرة بالنسبة الى متابعين مهتمين بالشأن السوري مع اعلان مماثل لذلك الذي حصل قبل ايام عن ان الاحزاب الكردية اتفقت في ما بينها على ان حكم ما بعد الاسد سيكون اتحاديا فيديراليا يحفظ حقوق كل مكونات الشعب السوري، وان كيانا كرديا سينشأ بقواه العسكرية التي تحميه. هذا سيشجع ويبرر الكيانات الطائفية الاخرى التي سيسعى اليها الآخرون ايضا من المنطلق الكردي نفسه من دون ان يعني ضرورة تقسيم سوريا. والكيانات الطائفية يخشى كثر ان تكون لها ارتداداتها في دول الجوار وفي مقدمها لبنان لاعتبارات متعددة، علما ان الامر نفسه يصح ايضا على العراق التي تعيش مخاضا آخر على وقع الازمة السورية، وهذا يدفع الى النظر الى الازمة السورية على انها ليست ابيض او اسود فقط، بل اكثر بكثير.