من نواب خان بروكسل - 4 - 1 (كونا) -- ينتظر على نطاق واسع أن يكون 2014 عاما حاسما للمستقبل السياسي والاقتصادي للاتحاد الاوروبي الذي يضم في عضويته 28 دولة في ظل توقعات بأن تقود انتخابات البرلمان الاوروبي المقررة في مايو المقبل نحو تغييرات كبيرة في القيادات الاوروبية. وبالإضافة الى ذلك فان البرلمان الاوروبي يكتسب المزيد من القوة عبر تعديلات في المعاهدة المؤسسة للاتحاد الأوروبي ما يعزز توقعات بان يلعب دورا حاسما في صياغة اتجاه التكتل في المستقبل. ومن المرجح أن تتغير قيادات الاتحاد الأوروبي بعد انتهاء ولايات رئيس المفوضية الاوروبية ورئيس المجلس الاوروبي والممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي ورئيس البرلمان الاوروبي بعد انتخابات عام 2014 . ورغم ان هناك عدة أسماء يجري تداولها بصفتها مرشحين محتملين لخلافة هؤلاء المسؤولين الا انه لم يكشف حتى الآن سوى دبلوماسي واحد عن نيته للترشح وهو مارتن شولتز الرئيس الحالي للبرلمان الاوروبي الذي أعلن رسميا ترشيحه لمنصب رئيس المفوضية الاوروبية. وسيراقب العالم الخارجي بحذر شديد من سيخلف كاثرين اشتون في منصبها كممثلة للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي. ورغم ان اشتون لعبت دورا مهما كوسيط في التوصل لاتفاق بين ايران ومجموعة (خمس زائد واحد) في جنيف وابرام اتفاق بين كوسوفو وصربيا الا ان محللين يعتبرون ان أداءها بشكل عام كان "ضعيفا" مرجعين ذلك الى انها "لم تتمكن من دفع اجندة السياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي قدما بنجاح". ويضيف المحللون ان التوصل إلى انفراجة في الملف الإيراني لم تكن ليحدث لولا وجود تدخل امريكي. وفي الشرق الاوسط ورغم الدعم المالي والانساني الكبير الذي يقدمه الاتحاد الاوروبي في الاراضي الفلسطينية ومصر ولبنان وتونس الا انه لم يتمكن من ممارسة تأثير مساوى على مستوى الاحداث. ويعتقد المحللون بان الدبلوماسية الامريكية وليست الاوروبية هي التي تؤثر على تطورات الاوضاع في المنطقة في ظل ازدياد تركيز اوروبا على مشكلاتها المحلية. ومن المتوقع ان تهيمن أزمة اليورو وقضايا الوظائف والنمو والهجرة غير الشرعية على المناظرات والمناقشات المتعلقة بانتخابات عام 2014 في الاتحاد الاوروبي. ويشير المحللون الى ان دولا كبرى بالاتحاد الاوروبي بينها فرنسا والمانيا والمملكة المتحدة ليست لديها رغبة في تعزيز تأثير الهيئة المسؤولة عن السياسات الخارجية والامنية بالاتحاد. وفي دول الجوار الشرقية تعرض الاتحاد الاوروبي لهزيمة سياسية كبرى خلال عام 2013 برفض اوكرانيا اتفاقية اقتصادية مع بروكسل وسعيها لعلاقات تجارية واقتصادية اكثر قربا مع روسيا. وسيستمر النزاع بين الاتحاد الاوروبي وروسيا على فرض نفوذهما في ارمينيا وبيلاروس وجورجيا ومولدوفا واوكرانيا خلال العام الجاري. ومن بين الامور التي ستكون محل قلق كبير بالنسبة للسياسيين الاوروبيين هو بزوغ نجم الاحزاب اليمينية المتطرفة والاحزاب المناوئة للاتحاد الاوروبي ومنها حزب (الجبهة الوطنية) الفرنسي بزعامة مارين لوبان وحزب (الحرية) الهولندي بزعامة خيرت فيلدرز. وتبزغ المخاوف من إمكانية تحالف زعيمي الحزبين وحصول الاحزاب المناوئة للاتحاد الاوروبي على نسبة تزيد على 30 بالمئة من مقاعد البرلمان الاوروبي الأمر الذي ربما يعيق مشروع الاندماج والتوسع الاوروبي. (النهاية) ن خ / م ع ع كونا041549 جمت ينا 14 وكالة الانباء الكويتية