مشائخ ووجهاء ريمة يباركون قطع دابر الفتنة في المحافظة    هيئة المواصفات تنفذ حملة تفتيش مفاجئة للمنشآت الغذائية وغير الغذائية    ذمار.. لقاء موسع للعلماء نصرة لغزة ومباركة لانتصار إيران    تصعيد خطير في لبنان.. عدوان إسرائيلي مكثف بعد عملية اغتيال    المنتخب المكسيكي يتأهل لنهائي الكأس الذهبية لكرة القدم    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الحاج محمد ذياب المقراني    العثور على ترنيمة بابلية عمرها 2100 عام    - 36 ألف دولار للمشاريع الفائزة في اختتام النسخة الثانية من مختبر الابتكار الاجتماعي اقرأ عن المشاريع الفائرة!    اللواء الشعيبي يترأس اجتماعًا أمنيًا لمناقشة جهود تعزيز أداء مراكز الشرطة بالعاصمة عدن    الموت القادم من الجو.. ألواح الطاقة الشمسية تهدد حياة سكان عدن    عدن تغرق في الظلام والحر.. والحكومة تقر جلسة استثنائية "قادمة"!    بعد وفاة جوتا.. من هم الرياضيون الذين رحلوا بحوادث سير؟    فكري الحبيشي يسدل الستار على 18 عاماً من التألق: مهرجان اعتزال يكرّم أسطورة الهجوم اليمني    حكيم العرب "أكثم بن صيفي" يصف رسول الله وهو الرابعة عشر من عمره الشريف    الأمانة العامة للانتقالي تختتم ورشة تدريبية حول مهارات التواصل وإدارة الحوار الدعوي    افتتاح مشروع ثماني قاعات في المجمع القضائي بتعز    هيئة التامينات تعلن صرف نصف معاش    وزير التربية يلتقي مدير أمن عدن لمناقشة التعاون والعمل المشترك    بالتزامن مع استهداف الشهيد صالح حنتوس.. مليشيا الحوثي تختطف مديرا لأحد دور القرآن في إب    الخسارات الضافرة    الرئيس الزُبيدي يُعزّي بوفاة الشيخ صالح عبدالله اليافعي    وفاة وإصابة 23 مدنيا إثر قصف طيران حوثي مسير محطة وقود في تعز    مصرع ديوغو جوتا مهاجم نادي ليفربول    انفجارات تهز مدينة تعز والكشف عن السبب الحقيقي والضحايا    ريال مدريد على موعد مع أرقام قياسية جديدة في كأس العالم للأندية    دخول 150 إرهابي أجنبي إلى لبنان للتخريب بتكليف من نظام الجولاني    إن لم يُنصَف الأكاديمي والمعلم اليوم، فأي جنوب سنبنيه غداً؟    هل يكتب عبدالرزاق حمدالله فصلاً جديداً من المجد مع الهلال في كأس العالم للأندية؟    - خلاف حاد بين الغرفة التجارية ووزارتي الاقتصاد والمالية في صنعاء اقرا السبب    بندر عدن.. ومآسي الزمن    حمد الله تاسع مغربي يحمل الشعار الأزرق    "النمر" يكشف خطأ شائعًا: خفض الكوليسترول لا يقي من الجلطات والوفيات إلا باتباع طرق مثبتة طبيًا    الحكومة تنتقد تجاهل المبعوث الأممي لجريمة الحوثيين بحق الشيخ حنتوس    "ملائكة السيدة ماريا" رواية جديدة ل"عبد الفتاح اسماعيل"    من يومياتي في أمريكا .. أنتم خزي وعار وتاريخ اليمن الأكثر قتامة    العبسي كشف خبايا جريمة قتل في تعز واحتجز في صنعاء رغم تعرضه لمحاولة اختطاف    تعز.. طرفا الصراع يعتقلان ناشطَين مدنيَّين    تحت التهديد وتحت جنح الظلام.. الحوثيون يفرضون إجراءات مشددة على دفن الشيخ حنتوس    البنك المركزي بصنعاء يوقف ثالث شركة صرافة خلال يومين ويعيد التعامل مع 13 شركة ومنشأة    دراسة : ممارسة الرياضة تساهم في التغلب على مرحلة ما قبل السكرى    صنعاء: مناقشة سلاسل القيمة لمنتجات "الألبان والطماطم والمانجو واللحوم"    محافظ لحج يوجه بتشكيل لجنة تحضيرية لمهرجان القمندان الثقافي الفني التراثي    الغرفة التجارية بأمانة العاصمة تعلن رفضها القاطع لقرار مشترك للمالية والصناعة بشأن حظر استيراد بعض السلع    إيطاليا.. العثور على مدفن إتروسكي سليم عمره 3000 عام    التعليم في جحيم الصيف وعبء الجوع    لم تعد اللحظة لحظة "إخوان اليمن"    مونديال الاندية : ريال مدريد يتخطى يوفنتوس الايطالي بصعوبة ويتأهل للدور المقبل    لماذا فضل الشيخ صالح حنتوس الكرامة على السلامة؟    الأمل لايموت .. والعزيمةً لن تنكسر    مارك زوكربيرك (شيطان الشعر الجديد) في عصر التواصل الاجتماعي    اليمنية تعلن إعادة الطائرة المتضررة للخدمة بعد فحص جوي للتأكد من جاهزيتها    الجوبة وماهلية ورحبة في مأرب تحيي ذكرى الهجرة النبوية    الكثيري يشيد بجهود وزارة الاوقاف والإرشاد في تنظيم موسم الحج ويؤكد أهمية ترشيد الخطاب الدعوي الديني    تصورات خاطئة عن الآيس كريم    استخراج 117 مسمارا من بطن مريض في لحج (صور)    - والد زينب الماوري التي تحمل الجنسية الأمريكية ينفي صحة اتهامها لابن عمها؟    الحديدة: صرف 70 مليون ريال مساعدات للنازحين    شركة النفط والغاز تنظم فالية بذكرى الهجرة النبوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«جنيف 2» فرصة تخريب العلاقة بين روسيا ونظام الأسد
نشر في الجنوب ميديا يوم 17 - 11 - 2013

في وقت لاحق من هذا الشهر، سيلتئم شمل كل من الولايات المتحدة وروسيا والدول الإقليمية الرئيسة، وغيرها من أعضاء المجتمع الدولي في مؤتمر جنيف الثاني للسلام. ويحتدم الجدال في واشنطن بين المتشككين، الذين يرفضون عقد المؤتمر، والمتفائلين الذين يرون أنه عملية سلام حقيقية، يمكن من خلالها حل الأزمة السورية، إلا أن كلا الجانبين يغفل نقطة مهمة.
فمن الصعب مجادلة المشككين في أن الوقت غير مناسب، للتوصل إلى اتفاق شامل بين الرئيس السوري بشار الأسد، والمعارضة المسلحة التي تقاتل نظامه. أيٌّ من الطرفين غير مستعد للتخلي عن الفوز على الآخر، بينما يواصل كل لاعب إقليمي مدّ الطرف الذي يدعمه بالمال والسلاح. إلا أن السلام ليس هو المعيار الصحيح، الذي نحكم به على جنيف الثاني للسلام، فمن الناحية التاريخية، إن إنهاء الحروب الأهلية في أحسن الأحوال ينطوي على مفاوضات طويلة وشاقة، وخلق ظروف ملائمة تدريجيا لسلام دائم.
نعم، من المحتمل أن تفشل جنيف الثانية في الوصول إلى تسوية للصراع السوري، لكن يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات لتضمن أن ذلك الفشل يصب في مصلحة تعزيز السلام. وفي الوقت نفسه، يمكن للولايات المتحدة وروسيا تحسين آفاق السلام، من خلال إقامة جولة من المفاوضات بين الداعمين الإقليميين للأطراف السورية المتحاربة.
وبدلا من جعله فقط فرصة لتحقيق السلام، ينبغي أن يكون جنيف الثاني مناسبة لدق إسفين بين موسكو ونظام الأسد، وبالتالي تشجيع المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الصراع السوري، وهذا التعاون هو المفتاح للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في سورية، وإيجاد حل ينهي الصراع عن طريق التفاوض لا الحرب. وينبغي أن يتمثل هدف الولايات المتحدة بالمحادثات في تهيئة الظروف، للوصول إلى اتفاق يرفضه الأسد علنا وتقبله وتؤيده جميع الأطراف الأخرى، بما في ذلك روسيا.
تحقيق مثل هذه الترتيبات بالطبع صعب للغاية، إلا أنه ليس مستحيلا، طالما أن الولايات المتحدة تفهم الأهداف الروسية. وتنظر واشنطن إلى النهج الروسي على أن موسكو تفضل الحفاظ على الوضع الراهن، بدلا من تحول حقيقي في نقل السلطة. وفي الواقع، نرى أن روسيا تبدي جدية كبيرة في عقد «جنيف 2»، على الرغم من اختلاف وجهة نظرها حول ما قد يتحقق هناك. وهذا المؤتمر بالنسبة لروسيا، هو عبارة عن أداة لتسهيل الوصل إلى تسوية سياسية بين السوريين، وليس فرصة للجهات الخارجية الفاعلة للتفاوض على نهاية لنظام الأسد. وأصرت موسكو على تضمين هذا المبدأ التوجيهي في وثيقة يوليو 2012، التي تحكم «جنيف 2». وقبل كل شيء، تريد موسكو ألا يكون المؤتمر أداة لإضفاء شرعية على قوة تقودها أميركا، لإزاحة النظام السوري بالقوة، أو محاولة لاختيار المنتصرين في الصراع الداخلي. وتعتقد روسيا أن أياً من التطورين من شأنه أن يشكل سابقة خطيرة للغاية للمنطقة، وربما شكل عليها خطورة هي نفسها.
وتبدو هذه النقطة واضحة جدا في صفقة سبتمبر الماضي، بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأسلحة الكيماوية في سورية، حيث وافقت موسكو على هذا الترتيب الذي يحرم الأسد الأسلحة الكيماوية، ما يعتبر تنازلا كبيرا على الرغم من أنها رفضت مقترحات أقل طموحا بكثير قبل أسابيع قليلة من ذلك، فما سبب هذا التحول؟ تعتقد روسيا أن الولايات المتحدة كانت على وشك توجيه ضربات عسكرية للأسد، وتعتقد أن اتفاق الأسلحة الكيماوية يمكن أن يحول دون ذلك، كما أن الولايات المتحدة رأت أيضا في ذلك التخلص من أسلحة تهتم بها روسيا لأغراض منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، لاسيما منع وقوعها في أيدي الجماعات المتطرفة.
بالإضافة إلى ذلك، أبدت موسكو في العديد من المناسبات أن سياساتها لا تتحرك بسبب قلقها بشأن مكان الأسد في مستقبل سورية. وكرر مسؤولون كبار هذا الافتراض، كما صوتت روسيا من قبل لمصلحة قرارات مجلس الأمن الدولي 2042 و2118، وكلاهما يدعو إلى «انتقال سياسي» في سورية، وهذا يعني أن موسكو بالفعل تؤيد ضمنيا مرحلة انتقالية لا تشمل الأسد نفسه.
إذا كانت تصرفات روسيا مدفوعة بالرغبة في الحفاظ على الأسد في السلطة بأي ثمن، فمن المفترض أن ترسل له سفنا مليئة بمدافع الهاون، ودبابات، وترسل مستشارين عسكريين يرتدون الزي العسكري (وهو ما تفعله جميعه إيران في الوقت الراهن)، وبدلا من ذلك، فإن مبيعاتها من الأسلحة إلى سورية تقتصر لحد كبير على أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، التي هي غير مجدية ضد الثوار. وهذه الصفقات تجارية في طبيعتها، تستفيد منها روسيا نقدا عند التسليم، وليست مساعدات عسكرية.
فإذا اعترفت الولايات المتحدة بأن أهداف روسيا هي بخصوص العملية، وليست بشأن نتائج التسوية، فإن المفاوضات يمكن أن تتمخض عن توثيق التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سورية. وينبغي أن تجعل واشنطن المحادثات تعكس لموسكو بطريقة واضحة أن الأسد ورفاقه وليس المعارضة، أو سياسة أميركا، أو الدول الأخرى في المنطقة هي العقبة الرئيسة أمام السلام والاستقرار.
وليس من الصعب إدارة تلك النقطة، إذ يبدو أن الأسد ليست لديه نية للتفاوض على صفقة، أو أي نوع من تقاسم السلطة. وإلى أن يكشف الأسد سوء نيته، من خلال رفضه علنا أي تسوية تقبلها روسيا، ستستمر موسكو في اعتباره جزءا من الحل، وليس مصدر المشكلة. وهناك بعض السوابق لمثل هذا التغيير في السياسة الروسية. في عام 2009، رفضت طهران علنا العرض الروسي لتخزين اليورانيوم الإيراني المخصب، وهي الصفقة التي قبلتها إيران قبل أيام قليلة ماضية، فلم يكن من روسيا الغاضبة سوى دعم فرض عقوبات دولية جديدة صارمة ضد إيران في يونيو 2010.
وبالمثل، إذا فشل «جنيف 2»، بسبب رفض الأسد صفقة معقولة أقرتها كل الأطراف الأخرى، فإن موسكو ستدرك أن مصلحتها في الاستقرار بالمنطقة، وتجنيب النظام السوري من التغيير القسري سيذهب أدراج الرياح، وعليها أن تعمل بشكل وثيق مع واشنطن، وربما ضغطت على الأسد لقبول مرحلة انتقالية. ويمكن أيضا أن تتعاون مع الولايات المتحدة وبقية دول مجلس الأمن الدولي، لمعالجة الوضع الإنساني في سورية، لاسيما من خلال السعي للحصول على موافقة وكالات الأمم المتحدة لدخول سورية، عبر المعابر الحدودية التي لا تسيطر عليها دمشق، والتي يمكن أن تجلب مساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وبغض النظر عن ما سيحدث في «جنيف 2»، فعلى واشنطن أن تعمل على تطوير مسار إقليمي موازٍ، من أجل السلام في سورية، وعلى كل من الولايات المتحدة وروسيا أن تدفعا لمفاوضات بين المناصرين الإقليميين للمعارضة والنظام، بمعزل عن الفرقاء المتقاتلين هناك.
جيريمي شابيرو وصمويل شاراب شابيرو هو زميل زائر بقسم دراسات السياسة الخارجية بمعهد بروكينغز. وصمويل شاراب زميل بقسم دراسات روسيا وأوراسيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. كلاهما كان عضواً في طاقم تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأميركية.
الامارات اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.