على اليرموك مرة أخرى علاء زهير كبها من ليبيا إلى العراق إلى البارد إلى رفح إلى اليرموك ، دمار وجوع وخيام ورحيل ، وموتة وراء موتة ، ومنفى وراء منفى. تذكرت قصيدة أنيس المقدسي الرائعة "على اليرموك قفْ واقرا السلاما ** وكلمه إذا فهم الكلاما" ، فهيجت فؤادي حزنا. على اليرموك قد بَطُلَ الكلامُ ومات الطفل وانتحب السلامُ فقل ما شئتَ إني لا أبالي وقد أغنى عن الجوعِ الحِمامُ تكفَّل كل وغدٍ وابن وغدٍ بما يهوى وما رضي الزِنامُ ويسأل أمّهُ الطفل المسجَّى وقد كشَحَتْ عن الجلد العظامُ ضعي رأسي على زنديك أمي وهاتي قصةً عَلِّي أنامُ حبيبي، .. واحتوته على فراشٍ وأنهكها المجاعة والسقامُ حبيبي: .. كنت يوماً ملءَ عيني وملءَ القلب، .. وانقطع الكلامُ حبيبي!!!، .. قبَّلته ومات صبرا ولم يفرح بقصته الغلامُ تعجَّل بالرحيل ولم يداري وبعض الموت ترجوه الكرامُ على اليرموك والروم استبدّت وأزرقُنا وأسوَدُنا الطغامُ هنا كفرت أعاريبٌ وعُربٌ هنا ارتدّت عن الله الأنامُ هنا يا خالد اغتالوك غدراً فلا حمص تُصان ولا شآمُ هنا غدروا الحرائر أي غدرٍ وباسم الله قد فُضّت ذمامُ أتتك شيوخهم تسعى حفيّاً ومات الدين واستعر الزحامُ فما حفظوا من الإسلام عهداً وزادوا فوق ما اقترف النظامُ على اليرموك متنا ألف موتٍ وفاض الموت وانتشر الظلامُ بربك أيها اليرموك فانهض ولا تفعل كما فعل النعامُ فقومك في سبات لن يفيقوا وتلك النار أجّجها اضطرامُ على اليرموك مات الحب ذبحا وذلّ لموته البطل الهمامُ على اليرموك وا أسفاً علينا وقد لحقت بهامتنا الرّغامُ دنيا الوطن