قال صحافي عراقي عرف بإنتقاداته الحادة لممارسات رئيس الوزراء نوري المالكي إن صدور أمر رسمي باعتقاله وعرضه على محكمة قضايا النشر والاعلام بتهم قذف وتشهير يمثل استهدافا للاصوات الفاضحة لتجاوزات السلطة وتاكيدا على عدم توجهها او رغبتها بالتصالح مع مكونات الشعب .. بينما قررت قيادة حزب الرئيس طالباني تشكيل قيادة جماعية تتولى صلاحياته تتكون من عقيلته ونائبيه . قال الصحافي العراقي سرمد الطائي من مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي حيث يوجد الان في اتصال اجرته معه "إيلاف" اليوم انه علم من الاعلام بصدور مذكرة اعتقال ضده من محكمة قضايا النشر والاعلام التابعة للمجلس الاعلى للقضاء ولم يبلغ بها رسميا بعد برغم توزيعها على الصحافيين . واشار الى ان هذه الدعوى ضدة تقدم بها الفريق المحيط برئيس الوزراء نوري المالكي من مستشارين ومقربين يتهمه التهجم على سلوكياته من خلال مقالاته الصحافية ومقابلاته التلفزيونية . واستبعد الطائي حضوره امام المحكمة في بغداد نظرا لما يشكله هذا من خطر على حياته وقال ان هناك في بغداد تدخلات سياسية في القضاء واخرى عنفية لكنه اوضح ان محامين يمثلون منظمة مراسلون بلا حدود الدولية ومرصد الحريات الصحافية العراقي يتولون حاليا التعامل مع القضاية بالنيابة عنه حيث سيتواصلون مع المحكمة لمعرفة ملابسات الموضوع. وعن دوافع رفع الدعوى ضده قال الطائي انها نابعة من شعور المالكي بأن المعتدلين العراقيين سيعزلونه عن السلطة ولذلك فأنه يسعى الى خلق مناخ من الترويع ضد خصومه. وأوضح انه في الوقت الذي تتطلب الاوضاع العراقية رسالة تصالحية من رأس السلطة والفريق المحيط به فأنه على العكس يبعث برسالة معاكسة خطيرة .. واكد ان مزاج المالكي ليس تصالحيا وانما عدائيا من خلال تنفيذ الاعتقالات والمداهمات في ظاهرة خطيرة ستجر على البلاد الويلات. وقال الصحافي الطائي انه يدعو في جميع كتاباته ومقابلاته التلفزيونية الى التصالح لكن المالكي يريد ان يقول من خلال هذه الدعوى القضائية لاعتقاله انه لاتفاهم وانما حروب وعمليات اخضاع للخصوم بالقوة. واشار الى انه مقابل ذلك فأنه مطلوب من المجتمع الدولي والعقلاء من العراقيين الترويج لمناخ تصالحي في مواجهة نهج المالكي العدائي. واشار الى انه بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها العراقيون في عهد الرئيس السابق صدام حسين والمرحلة التي اعقبته فأن من المفترض ان يكون ثمن ذلك الحرية وعدم السكوت عن اساءات السلطة وممارسات راسها .. مشددا على ان الصمت عن ذلك يعني ظهور طاغية جديد يصنع حروبا خارجية وداخلية. واشار الى ان رأس السلطة والمقربين منه بدأوا يشعرون مع قرب موعد الانتخابات التي لم يتبق على موعدها في 30 نيسان (أبريل) المقبل سوى ثلاثة اشهر ان تجربة انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة التي فقدوا خلالها المحافظات يمكن ان تقود المعتدلين الشيعة والإطراف الاخرى للاطاحة برئيس الحكومة وهذا شعور أربكهم في ملف أزمة الانبار وفي التعامل مع المحافظات خاصة في قضية أزمة البترودولار والأزمات مع الجانب الكردي والان موضوع اصدار المذكرات ضد الصحافيين . واعرب عن اعتقاده بان الهدف الأساسي من إصدار مذكرات الاعتقال هذه هو اشاعة الخوف في اوساط الصحافيين لكي يكونوا حذرين في انتقاد السلطة عشية الانتخابات المصيرية المقبلة خاصة وانها ليست انتخابات عادية وإنما هي استفتاء عام وشبعي بالدرجة الاولى على نهج المالكي . واضاف الطائي قائلا ان مذكرة الاعتقال هذه تأتي أيضا ضمن سلسة مضايقات تمارسها السلطات العراقية ضده منذ اكثر من عام وتفجرت الان بعد ازمة الانبار وتناوله بالتحليل اسبابها الحقيقية وتداعياتها الخطرة على النسيج الاجتماعي العراقي .واكد ان هذه المذكرة لن ترهبه وانه سيواصل كشفه لممارسات السلطة وقال ان المذكرة محاولة لتهديد صحافيين آخرين لاتتوفر لهم فرصة الذهاب الى الخارج للتعبير عن مواقفهم وآرائهم بحرية او وجود مؤسسات تحميهم . ويقول نص مذكرة اعتقال الطائي التي حصلت "إيلاف" على نسخة منها : مذكرة قبض وتحري (الى اعضاء الضبط القضائي وأفراد الشرطة كافة انكم مخولون بالقبض على المتهم بجريمة والمادة القانونية المسندة اليه : قذف وتشهير وفقا للمادة 229 عقوبات .. وأحضاره الى قاضي محكمة قضايا النشر والاعلام في الحال لكونه متهما في الشكوى المقدمة ضده في محكمة تحقيق النشر والاعلام) . يذكر ان الصحافي سرمد الطائي (37 عاما) ينحدر من مدينة البصرة العراقية الجنوبية وقد هرب الى ايران اثر مشاركته في الانتفاضة الشعبية ضد صدام حسين عام 1991 ودرس هناك في الحوزة العلمية الشيعية بمدينة قم والف فيها عشرة كتب بينها ترجمات عن الفارسية منها كتاب للرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي .. كما تواصل مع"ايلاف" من هناك بنشر تقارير عن الاوضاع في ايران. وقد عاد الى العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 وبدأ يكتب في الصحافة العراقية والعربية وهو احد الكتاب الرئيسيين حاليا في جريدة المدى البغدادية اليومية وابرز المحللين السياسيين لتطورات الاوضاع على الساحة السياسية العراقية. توزيع صلاحيات طالباني على عقيلته ونائبيه في حزبه من جهة ثانية قرر المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يعالج في المانيا من جلطة دماغية تشكيل قيادة جماعية تتولى ممارسة كامل صلاحياته تتكون من عقيلته هيرو أبراهيم أحمد ونائبيه برهم صالح وكوسرت رسول . أعلن ذلك في ختام اجتماع للمكتب السياسي للإتحاد الوطني في مدينة السليمانية حيث تم بحث التحضيرات للمؤتمر الرابع للإتحاد والإنتخابات العامة العراقية ومجالس محافظات الاقليم الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك في 30 نيسان (أبريل) المقبل إضافة إلى تفاصيل الاتصالات لتشكيل حكومة الاقليم الثامنة في الاقليم المكلف برئاسة رئيس الحكومة الحالي نجيرفان بارزاني. وعقب الاجتماع الليلة الماضية قال مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار "تمكننا من تقريب أغلب الآراء ووجهات النظر وسيتم غداً (اليوم الجمعة) عقد إجتماع المجلس القيادي للإتحاد للاتفاق على موعد عقد المؤتمر الرابع خلال الشهر الحالي أو تأجيله". وحول الفراغ الذي خلفه غياب طالباني ومن سيتسلم صلاحياته اشار الى انه "قد تم الاتفاق على منح سلطة وصلاحيات كاملة لكل من النائبين الأول والثاني لطالباني وهما على التوالي كوسرت رسول على وبرهم صالح، إضافة إلى السيدة هيرو إبراهيم أحمد عضو المكتب السياسي وفي أي شأن آخر سيقوم جميع أعضاء المكتب السياسي بالدعم والمساعدة المطلوبة". وأكد ملا بختيار قائلاً " لن نخفي أي خلافات بين أعضاء الإتحاد الوطني حال حصولها فالخلاف في الرأي والحوار مع الرأي الآخر هو من أسس الحرية ومن أهم نقاط القوة التي يتميز بها الإتحاد الوطني الكوردستاني" بحسب قوله. وكان حزب طالباني اعلن مؤخرا اجراء تغييرات عاجلة في مفاصله ومؤسساته على ضوء خسارته الاخيرة لانتخابات برلمان أقليم كردستان التي جرت في نيسان (أبريل) الماضي والتي وصفها بالمخيبة للامال والتي لاتنسجم مع حجم وموقع وتأريخ الحزب مؤكدا ان هذه الخسارة تؤشر العديد من نقاط الضعف والقصور في العمل التنظيمي . ايلاف