نسرين درزي (أبوظبي) -مع الدخول في النصف الثاني من السنة الدراسية 2013- 2014، يجد الأهل ومعهم الأبناء ممن جاءت نتائجهم على نحو غير مرض خلال الأشهر الفائتة، أنهم أمام فرصتهم التعويضية الأخيرة. وتوافقا مع توصيات الهيئات التعليمية بضرورة تحسين الأداء من الآن، وحتى نهاية الموسم شهر يونيو المقبل، تشهد بعض البيوت أجواء تشدد ملحوظة للتركيز أكثر على المذاكرة. ولسان حال فئة غير قليلة من الآباء والأمهات بأن التعاون مطلوب كذلك من المدارس التي قد تلجأ أحيانا إلى رفع المسؤولية عن دورها، وترمي الكرة في ملعب الأسرة. تجارب ونصائح ليس من السهل على الأهل عموما الوقوف عند أي تقييم ضعيف لأحد أبنائهم، وصعوبة الأمر نفسه تنطبق على الطلبة أنفسهم الذين يشعرون في هذه الحال بإحراج مضاعف. فهم يحارَبون على أكثر من جبهة لتبييض وجه الأسرة من جهة ولإرضاء المعلمين من جهة أخرى، عدا عن الغرور الذاتي الذي يبحثون عنه ويرتجونه. ولأن الآباء والأمهات هم أكثر المعنيين بمصلحة أبنائهم وأهمية نجاحهم الأكاديمي منذ الصفوف الأولى بهدف رسم مستقبل مريح لحياتهم، كان لابد من الوقوف عند هواجسهم وأساليب تعاملهم مع مثل هذه المسائل الحاسمة. وبكثير من التأثر تتحدث فدوى جميل عن عدم رضاها على علامات الفصل الأول التي تلقتها من المدرسة قبل أيام. إذ إنها تشير إلى تراجع في المستوى لدى ابنها البكر (11 سنة) في أكثر من مادة، بالرغم من أنه يذاكر بشكل يومي. وتذكر أن إدارة المدرسة استدعتها لاجتماع بهدف التباحث في النتيجة غير المقبولة، طالبة منها أن تأخذ في الاعتبار حاجة ابنها للمساعدة المكثفة في البيت. وتعترف فدوى بأنها لم تكن تتابع عن كثب الواجبات المدرسية لابنها ولا حتى طريقة مذاكرته ظناً منها بأنه أصبح قادراً على تدبر أموره من دون تدخلها. وخصوصا أنها خلال الفترة المسائية تنشغل عنه بمتابعة أخويه، وأحدهما في الصف الأول الابتدائي، فيما الأصغر لا يزال في الثالثة من عمره. غير أنها وبعد ما سمعته من ملاحظات أزعجتها تنوي تخصيص المزيد من الوقت لابنها البكر لتضمن وصوله إلى الصف السادس في السنة المقبلة. وفي الوقت نفسه، تطالب إدارة المدرسة بمساعدتها على إيجاد طريقة للتعويض عما فات ابنها من معلومات، لأنها وحدها قد لا تقوى على ذلك. واقع صادم بالحرقة نفسها، تؤكد عايدة العامري أنها بالرغم من اهتمامها المتزايد بأبنائها ومتابعة واجباتهم المدرسية أولا بأول، غير أنها لم تكن راضية كليا عن نتيجة الامتحانات الأخيرة. وتقول إنها مصدومة بالعلامات وبطريقة إجاباتهم على الأسئلة التي تجزم أنهم يعرفونها جيدا، وأنهم لطالما تدربوا عليها في البيت. في حين أن الوقائع تظهر أن خللا ما يحدث معهم أثناء وصول ورقة الامتحانات أمام أعينهم وبين أيديهم، وهذا ما يبرره الأبناء، معتبرين أنه في كثير من الأحيان تلتبس عليهم الإجابات، ويشكون في اختياراتهم بين الصحيح منها والخطأ. ولهذا السبب بالتحديد وبناء على نصائح لجنة الأساتذة في المدرسة، قررت العامري أن تغير من أسلوب تعاملها مع أبنائها أثناء المذاكرة. ومنحهم هامشا أكبر من الحرية لاختيار الطريقة التي يرتاحون إليها في الدراسة، من دون ملاحقتهم بمذاكرة المسألة العلمية نفسها أكثر من مرة. ... المزيد الاتحاد الاماراتية