إسرائيل - (يو بي أي) -- اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لدى افتتاحه اجتماع حكومته الأسبوعي، اليوم الأحد، أن التهديدات بمقاطعة إسرائيل بسبب استمرار البناء في المستوطنات، لن تحقق غايتها. وقال نتنياهو إن "المحاولات لفرض مقاطعات على دولة إسرائيل ليست أخلاقية وليست مبرّرة، إضافةً لذلك فإنها لن تحقّق غايتها"، معتبراً أنها "تعزّز التعنّت الفلسطيني وتبعد من خلال ذلك السلام". وأضاف "مهما كانت الضغوطات، فلن أساوم على المصالح الحيوية لدولة إسرائيل وعلى رأسها أمن مواطني الدولة". لكن تقارير صحفية ذكرت أن نتنياهو، قلق جداً من احتمال تصعيد المقاطعة الأوروبية ضد إسرائيل في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما قال مسؤول في وزارة الخارجية إنه لا توجد أدوات بأيدي سفراء إسرائيل لمنع حملات مقاطعة المستوطنات ومنتجاتها. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن سياسيين إسرائيليين تحدثوا مع نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، قولهم إن "رئيس الوزراء قلق جداً من أن المقاطعة ستتصاعد إذا فشلت المفاوضات". وفيما تتكشف مبادئ اتفاق الإطار الذي يتوقع أن يطرحه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في الأسابيع المقبلة، وتتحدث عن قيام دولة فلسطينية على أساس حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تتزايد المعارضة في صفوف اليمين المتطرّف داخل حكومة نتنياهو للمفاوضات. وكتب رئيس حزب "البيت اليهودي" ووزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في صفحته على موقع "فيسبوك"، أمس، أنه "لم يولد بعد الشعب الذي يتنازل عن بلاده بسبب تهديدات إقتصادية، وكذلك نحن". وأضاف بينيت أنه "نتوقع من الدول الصديقة لنا في العالم أن تقف إلى جانبنا مقابل محاولات المقاطعة المعادية للسامية، وألا تكون بوقاً لهم". من جانبها، قالت رئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين ووزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، إنه "ينبغي التفريق بين التهديدات والقلق، وهذا ما قاله وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) بالضبط" خلال خطاب ألقاه في مؤتمر أمني في مدينة ميونيخ الألمانية، وحذّر فيه من تزايد حملات مقاطعة إسرائيل وحملات نزع الشرعية عنها. وأشارت ليفني إلى أن "المفاوضات ليس جميلاً نقدّمه للأميركيين، وإنما هي تعبّر عن المصالح الإسرائيلية". وفي ما يتعلق بقضية المقاطعة، نقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني عن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قوله إنه "لا يمكن محاربة الرغبة في مقاطعتنا"، معتبراً أنه "توجد في أوروبا الشمالية موضة مقاطعات ضد إسرائيل، ولكن هذه ليست موجة حتى الآن". وأضاف المسؤول أنه "في جميع الأحوال، المقاطعة هي ظاهرة ناجمة عن المشاكل الحقيقية وهي البناء في المستوطنات، وطالما أن إسرائيل تواصل البناء فإن هذا التوجّه سيستمر وسيكون من الصعب منعه من دون التطرّق إلى هذه القضية السياسية". وشدّد المسؤول في الخارجية الإسرائيلية على أنه "لا توجد أية طريقة لأن نشرح للأوروبيين أن المستوطنات هي أمر جيّد ولما يجدر شراء منتجات مصنوعة خلف الخط الأخضر". ويتوقع أن تعقد الحكومة الإسرائيلية المصغّرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) اجتماعاً في الأيام المقبلة وسيتم تخصيصه لبحث قضية المقاطعة، بعدما ألغى الكابينيت اجتماعا كهذا الأسبوع الماضي. ووفقاً للمسؤول في الخارجية الإسرائيلية، فإنه سيتم التوضيح خلال اجتماع الكابينيت أن على إسرائيل التفريق بين حكومات ودول أوروبية تقاطع المستوطنات وبضائعها وبين دعوات منظمات مؤيدة للفلسطينيين وجهات تجارية للمقاطعة وأنه "لا ينبغي الخلط بين هذين الأمرين". وأضاف المسؤول أنه "طالما تتجاهل إسرائيل تحذيرات صديقاتها ومنتقديها فإن موجة العداء لإسرائيل ستتصاعد"، وأنه "في الحقيقة ليس بالإمكان فعل أي شيء ضد ذلك". جريدة الراية القطرية