ظهرت في السنوات الأخيرة مع انتشار استعمال تقنية الوات ساب ومقاطع اليوتيوب المتداولة بين الناس مقاطع لمعلمين صفوف أولى يسخرن من بساطة وطفولة الفكر لهؤلاء الأطفال لتكون مصدر للضحك والسخرية والتعليق وقد استفزني مقطع المعلم الذي صور الطالب وهو يستهزيء منه لعدم قدرته على الكتابة في ظل ترجى الطالب أن يتوقف بوعد أن يذهب للبيت ويتعلم ويعود له ليثبت ذلك وأتسأل هنا هل هذا هو دور المعلم وهل كان يتوقع أن يحضر له طالب خارق في المعرفة ، والسؤال الأهم هل خطأ طفل في كتابة حرف ألف أو كلمة أرنب تستحق كل هذا التجريح والسخرية أم أن العملية التعليمية ودور المعلم وعلاقته وسلوكه مع الطلاب تحتاج منا إعادة نظر أن بعض فصول مدارسنا لم تعد مكانا للتربية والتعليم وإضافة شي ايجابي لأبنائنا أن مكتسبات وقناعات وشخصية أطفالنا تتكون في سنوات عمرهم الأولى ونظرتهم للعالم الخارجي يكتسبوها في أولى سنواتهم الدراسية أيضا ،و استهتار بعض المعلمين أصبحت ظاهرة تستفزنا كأولياء أمور لانهم لم يتحملوا مسؤولية الأمانة بشكل جدي وحقيقي هنا لابد على القائمين على العملية التعليمية ومدراء المدارس ان ينتبهوا لهذه الظاهرة ويحدوا منها و أن يسن قانون يمنع من أن يستخدم المعلم الجوال أثناء تأدية عمله ويحاسب في حالة تصويره أي طالب في أي ظرف كان فلا يعقل ان نسكت على تجريح أطفالنا وتصويرهم ونشر مقاطعهم على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصا لفئة صغار السن من الطلاب فكل خبراء التربية في العالم يؤكدون على أن 90 % من تصرفات الفرد البالغ تعود لمعتقدات كونها في الصغر وان تعرضه للإحراج المتكرر والاستهزاء كفيل بأن تحدث أذى كبير في نفسيته وتفقده الإحساس بكرامته، وتضعف شخصيته وتجعله منطويا او تخلق منه شخصية متمردة تسعى للانتقام فهذا وبالتالي لابد أن ندرك خطورة الآمر فهذا سلوك دخيل علينا فقد كان المعلم في مجتمعنا هامة شامخة يكتسب الطفل منه منذ التحاقه بالسنة الأولى الأخلاق والقيم والمبادئ اما الآن فقد تغير هذا الوضع كثيرا ولا نتفاجأ بعد ذلك من قلة احترام الطلاب للمعلمين لان صورتهم قد اهتزت بسبب تصرفات البعض ان هذه الظاهرة خطيرة وعواقبها لن تكون محمودة ما لم تواجه بحزم ومحاسبة ولكي تعود البيئة المدرسية كما كانت بيئة معلمة ومحفزة مغيرة للسلوك الغير قويم وليس العكس . [email protected] صحيفة المدينة