السبت 08 فبراير 2014 09:30 صباحاً موسكو(عدن الغد)خاص: قال مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية انه يجب الاطلاع على التاريخ، العلاقات بين السعودية وأمريكا هي علاقات شائكة جدا وليست علاقات دولة مستقلة مع دولة مستقلة أخرى بل هي علاقة تابع بمتبوع". وأوضح الدكتور رياض الصيداوي في مقابلة عبر راديو صوت روسيا" لو عدنا إلى التاريخ إلى الوراء سنذكر لقاء الرئيس الأمريكي روزفلت مع الراحل عبد العزيز آل سعود على متن الباخرة (كوينيزي) في البحر الأحمر والاتفاق الشهير وهو تدفق البترول السعودي بلا حساب لصالح أمريكا مقابل حماية امريكا للعائلة الحاكمة". وقال الصيداوي "كما نعرف قامت السعودية بكل ما يجب أن تقوم به لإرضاء دائما الحليف الأمريكي أو السيد الأمريكي من مهاجمة مشروع جمال عبد الناصر وضرب الوحدة المصرية السورية، والتدخل في الشأن السوري كان منذ أيام عبد الناصر عندما حاول سعود عن طريق مخابراته إرشاء عبد الحميد السراج مسؤول المخابرات في سوريا حتى يقوم بانقلاب ضد جمال عبد الناصر ويحدث الانفصال، إذاً كانت أول عملية تدخل مالية كبرى في منطقة الشام، ومن ثم حاربت السعودية كل حركات التحرر الوطني، ونحن نعرف كل الدول الوطنية كانت في صراع مع السعودية، وكل من يعادي أمريكا ويقترب من الكتلة الشرقية مثل الجزائر أو اليمن الجنوبي أو ليبيا القذافي أو صدام حسين أو حافظ الأسد إلا وعادته السعودية". حاوره: فهيم الصوراني نص الحوار: سؤال: من المزمع أن يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما السعودية الشهر المقبل، الصحف تتناول هذه الزيارة نظرا لأهميتها، ما يشبه الاهتزاز في العلاقة بين الرياضوواشنطن، وربما أول مرة تشهد العلاقات بين البلدين هذا الفتور نتيجة التباين في بعض الملفات ولا سيما الإقليمية، لو سمحت دكتور أن تلخص لنا هذا التباين بين الحليفين؟ جواب: في الواقع الممكلة العربية السعودية استثمرت بمنطق الربح والخسارة مليارات هائلة لضرب دمشق ولتفكيك سوريا وإسقاط النظام في سوريا وأيضا لمحاصرة ايران وتفكيك ايران وضرب ايران وأيضا لمحاربة حزب الله في لبنان، وأيضا لمحاربة الحكومة العراقية، فذه الاستثمارات الهائلة التي بلغت مليارات وعشرات مليارات الدولارات، وفي نفس الوقت يوجد في السعودية خمسة ملايين سعودي يعيشون تحت خط الفقر ويعانون الكثير، ولديها شبه ثورة دائمة في المنطقة الشرقية مستمرة وهذا ما نشاهده عبر أفلام اليوتيوب، وهناك 40 ألف سجين رأي في السجون وأكثر من 14 ضحية ووفاة في الاشتباكات التي حدثت في المنطقة الشرقية، فالوضع كالتالي هو أن السعودية استثمرت كثيرا ودفعت أموالا طائلة وحصدت خيبات أمل، فحصدت خيبة في سوريا لأنه لدى السعودية مخاوف حقيقية من الرئيس بشار الأسد أن يرد الفعل ولا نقول أن ينتقم، لأنه قال ذات مرة "عرفنا الآن من هم الأصدقاء ومن هم الأعداء"، إذً هناك خوف من سوريا ومن وزنها الإقليمي ومن تعاملها مع المقاومة وحاصة أن النظام لم يسقط. العجيب والغريب أن هذا الإلحاح السعودي من أجل إسقاط النظام في سوريا ودفعوا أكثر من خمسة مليارات يورو لفرانيوا أولاند من أجل شراء أسلحة فرنسية لأول مرة، حتى يعلن أولاند النفير لقصف دمشق، ولكن لم تقصف دمشق، وكل ما فعلته السعودية لقصف دمشق كما قصفت بغداد وطرابلس، ودائما السعودية ومعها قطر هما اللتان تمولان وتدفعان ثمن الصواريخ وحتى القنابل والطلعات الجوية التي تقصف العواصم العربية سواء كانت البغداد والبصرة وتكريت وطرابلس وسرت، وأرادوا أيضا أن يتكرر نفس الشيء مع دمشق، وقد كانوا جاهزين لتمويل الحرب وشراء هذه الصواريخ، وأذكر أن صاروخ التموهوك الواحد يساوي ثمنه من مليون إلى مليون نصف دولار وهو غالي الثمن، ولكن أعربت السعودية عن استعدادها لتمويل هذه الحرب رغم أن قسما من شعبها فقير، ولكن المهم إسقاط النظام في سوريا. طبعا فشل كل المشروع وخرج الرئيس بشار الأسد كما يبدو منتصرا سواء في المحكمة الدولية أو أنه خاصة لم يتم قصف دمشق، لكن طبعا بفضل الموقف الروسي الحازم وأيضا الموقف الصيني والهندي البرازيل وجنوب افريقيا والجزائر وحركات سياسية ودعاة سلام في العالم فكلهم قاموا بواجبهم وحموا دمشق من القصف. إذاً خسرت السعودية على الجبهة السورية وخسرت على الجبهة العراقية باعتبار أن الحكومات العراقية المتعاقبة المنتخبة هي ليست من عملائها، أيضا خسرت في الملف الايراني حيث كانت تفعل المستحيل من أجل حصار ايران وتفكيكها ومن أجل ضرها حتى من الداخل وتشديد الحصار عليها، وكانت تسعى وترغب، وحتى أنه تم التنسيق مع اسرائيل حتى تقصف اسرائيل طهران والمفاعلات النووية الايرانية، وقد خسرت السعودية في كل هذه الملفات ولذا شعرت بغضب شديد أنها دفعت أموالا هائلة ولم تجن أي شيء. وحسب رأيي ربما هذا لتهدئة الخواطر ولمحاولة إفهام السلطات السعودية بأن العالم تغير، والآن هناك روسيا لم تهدد فقط ولم تستخدم الفيتو في مجلس الأمن مرتين فقط وإنما هددت حتى عسكريا ونحن شاهدنا الروس كيف أرسلوا حاملات الطائرات والغواصات إلى البحر المتوسط، وقالوا كيف ستقصف دمشق في هذه الحرب، وكيف ستمر فوق رؤوسنا، وهذا تهديد ذكي ومبطن بأنه لن يتكرر سيناريو إسقاط صدام حسين بالقوة العسكرية من الخارج وإسقاط العقيد معمر القذافي بالقوة العسكرية الخارجية، وحسب رأيي ربما هذا يفهم القيادة السعودية أن العالم قد تغير وعليهم أن يستوعبوا ذلك، وهنا لا بد أن نشير إلى نقطة مهمة جدا وهي البيت السعودي الداخلي، فالملك عبد الله هو في حالة متردية جدا وخرجت إشاعات كثيرة حول وفاته، ودائما تخرج هكذا إشاعات حول وفاة الملوك السعوديين، ولدينا معلومات أنه ثمة صراع شديد وكبير جدا بين أجنحة السلطة في المملكة العربية السعودية وخاصة بين جناح محمد بن نايف وجناح الملك عبد الله نفسه بقيادة خالد التيجي ومتعب بن عبد الله قائد الحرس الوطني في من يخلف الملك عبد الله وكيف ستنتقل السلطة من أبناء عبد العزيز إلى أحفاد عبد العزيز، وهناك ثمة وضع سعودي سعودي شائك جدا ومعقد جدا، وحسب رأيي فإن أمريكا تريد من خلال زيارة أوباما أن تعرف ماذا يحدث بالضبط، حتى تنظر إلى مرحلة ما بعد الملك عبد الله بن عبد العزيز. سؤال: الإنزعاج السعودي كان واضحا من المواقف الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية ولا سيما فيما يتعلق بالملف السوري وملف ايران النووي، مدير المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان صرح باعتزام المملكة بالحد من تعاونها مع واشنطن بسبب إخفاق الأخيرة بالتحرك بشكل فعال في الازمة السورية، طبعا هو إشارة إلى نية توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا فضلا عن عدم تأييد واشنطن لحملتها داخل البحريين، فضلا عن التقارب الأمريكي مع ايران، لكن هذه التصريحات وهذه التغيرات كيف ستترجم بشكل عملي على التعاون بين البلدين، وهل سيتعرض إلى تراجع لربما في المنظور القريب؟ جواب: يجب الاطلاع على التاريخ، العلاقات بين السعودية وأمريكا هي علاقات شائكة جدا وليست علاقات دولة مستقلة مع دولة مستقلة أخرى بل هي علاقة تابع بمتبوع. لو عدنا إلى التاريخ إلى الوراء سنذكر لقاء الرئيس الأمريكي روزفلت مع الراحل عبد العزيز آل سعود على متن الباخرة "كوينيزي" في البحر الأحمر والاتفاق الشهير وهو تدفق البترول السعودي بلا حساب لصالح أمريكا مقابل حماية امريكا للعائلة الحاكمة، وكما نعرف قامت السعودية بكل ما يجب أن تقوم به لإرضاء دائما الحليف الأمريكي أو السيد الأمريكي من مهاجمة مشروع جمال عبد الناصر وضرب الوحدة المصرية السورية، والتدخل في الشأن السوري كان منذ أيام عبد الناصر عندما حاول سعود عن طريق مخابراته إرشاء عبد الحميد السراج مسؤول المخابرات في سوريا حتى يقوم بانقلاب ضد جمال عبد الناصر ويحدث الانفصال، إذاً كانت أول عملية تدخل مالية كبرى في منطقة الشام، ومن ثم حاربت السعودية كل حركات التحرر الوطني، ونحن نعرف كل الدول الوطنية كانت في صراع مع السعودية، وكل من يعادي أمريكا ويقترب من الكتلة الشرقية مثل الجزائر أو اليمن الجنوبي أو ليبيا القذافي أو صدام حسين أو حافظ الأسد إلا وعادته السعودية، إذاً كانت السعودية حارسة بالمطلق للمصالح الأمريكية في المنطقة وأمريكا تعرف ذلك، ولكن أمريكا كما هو معلوم لا تتعامل مع تابعيها لا بالحب ولا بالكراهية، ولديها شعار دائم أنه لا أصدقاء للأبد ولا أعداء للأبد وإنما ثمة مصالح أمريكية أبدية ومن خلال وجهة النظر هذه أعتقد أن القيادة السعودية لا تستطيع أن تناور ضد أمريكا أو تعلن غضبها على أمريكا أو تجبر أمريكا على تغيير مواقفها، فلا أعتقد ذلك، وهذه زوبعة في فنجانن وليس لدى السياسة السعودية لوبي في واشنطن على عكس اسرائيل التي لديها لوبي قوي في واشنطن. وثمة أموال مهدورة ولا يوجد ديمقراطية في السعودية وهذا معروف، وبالتالي هي علاقات شخصية، وكل عميل يسعى نحو واشنطن ونحو القيادة الأمريكية ويقدم لها أكبر الخدمات، أما بالنسبة لبندر بن سلطان فكيف يهدد أمريكا وهو المعروف عنه أن كان اسمه بندر بوشن وهذه الصحافة الأمريكية تقول عنه بندر بوش لأنه كان ضديقا شخصيا لجورج بوش الابن ويذهب إلى مزرعته ويقيم معه وإلى آخره، وأيضا ثمة شراكات مالية مع عائلة بوش، وهذا كله بالنسبة للأمريكان لا يعني شيئا لأن القيادة الأمريكية ديمقراطية ومنتخبة وتعني بحماية مصالحها لا أكثر ولا أقل، والسعودية آخر من يستطيع أن يهدد أمريكا في العالم لأن الكثيرين من السياسيين والمحللين يقولون لولا الدعم الأمريكي ولولا الدعم البريطاني الذي أسس السعودية لما وجدت أصلا دولة آل سعود. سؤال: متابعة لهذه الفكرة تحديدا ولوصفك العلاقة بنهما أنها علاقة بين سيد وتابع، لماذا يقوم السيد بإعادة النظر في مواقفه مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات والحقائق على الأرض فيما لا يقوم التابع بالشيء نفسه أم أن الحديث ربما يدور عن توزيع أدوار؟ جواب: هذا بعيد عن توزيع الأدوار، ولا بد من أن نفهم العقل الأمريكي والعقل السعودي، فالعقل الأمريكي هو عقل علمي مصلحي ونفعي وبراغماتي مبني على مؤسسة، أمريكا تعرف عندما تهددها روسيا والصين، فأمريكا تعرف عواقب ذلك وتعرف أيضا حدودها وتعرف أن العالم تغير، إذاً ثمة عقلانية أمريكية لا يشك بها أحد، ومواقف أمريكا الأخير تجاه دمشق وتجاه جنيف2 ليست هدية منها أو تواضع منها وإنما هي موازين قوة في العالم لا أكثر ولا أقل، بالنسبة للقيادة السعودية توجد لديها مشكلتان، المشكلة الأولى هي قياداتن فلا توجد قيادة سعودية واحدة، فيمكن كل واحد أن يذهب في جهة، أي يمكن أن يذهب قائد الجيش بجهة ومتعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني في جهة أخرى ومحمد بن نايف وزير الداخلية في جهة أخرى، فالقيادة موزعة ومتصارعة فيما بينها وغير موحدة، ثم كما هو معروف السعودية ليست بلد مؤسسات وليس لديها قيادات ديمقراطية ولا يوجد فيها انتخابات، ولايوجد في السعودية أي مؤسسات علمية وعقلانية لتتخذ قرارها، وإنما نزعات شخصية هنا وهناك ودائما الهدف الاستراتيجي هو حماية العائلة وحماية السلطة المطلقة وهم يرفضون الملكية الدستورية مقابل خدمة السيد الأمريكي الذي ساعدهم وأنشأهم وتقديم كل خدماتهم في المنطقة من أجل يحميهم أولا ضد شعبهم. وأنت تعرف دراستي الشهيرة بعنوان "ما الذي يمنع السعودية بناء أكبر جيش في الشرق الأوسط" ولديها أكثر من 500 مليار دولار سنويا كدخل، وعدد سكانها أكثر من 27 مليون نسمة ومع ذلك فإن جيشها ضعيف جدا وغير شعبي بمعنى أن العسكرية ليست إجبارية في السعودية وهو جيش لمن يدفعون الأموال لبعض الضباط، وانهزم بسرعة أمام قوات صدام حسين عام 1991 وهو ليس بجيش قتالي، لأن القيادة السعودية تقول إن من يحمينا من شعبنا هو أمريكا ومن يحمينا حتى من جيراننا مثل جمال عبد الناصر سابقا وصدام حسين بالأمس ومن ايران اليوم أو من أي قوة صاعدة مثل سوريا أو غيرها، فهاتين عقليتين مختلفتين، أكاد أقول عقلية الناسا مقابل عقلية البدوي وعقلية القبيلة. عدن الغد